CET 10:58:38 - 27/04/2010

بيانات وحملات

مركز الحوار العربي في واشنطن
(أمسية تكريم للدكتور رشدي سعيد لمناسبة 90 سنة على ميلاده (عالم جيولوجي وعضو سابق في مجلس الشعب المصري وعميد الجالية المصرية في واشنطن)
هذه معلومات عامة عن تجربة \" الحوار\" في واشنطن في خريف عام 1994، دعت مجلة \"الحوار\" التي تصدر في واشنطن منذ العام1989 الى تأسيس \"مركز الحوار العربي أمور كثيرة أدركها المتفاعلون مع تجربة \"مركز الحوار\" في مسيرة السنوات الماضية، وفي ندواتٍ تجاوز عددها ال 770 ندوة حتى الآن، بدايةً في الحوارات العميقة حول الهوية وحول مفاهيم المصطلحات وحول الثقافة العربية والحضارة الإسلامية، ثم حول أوضاع الجاليتين العربية والإسلامية في أميركا وقضايا سياسية وإقتصادية كثيرة شملت العلاقات العربية/الأميركية وشؤون عربية عامة إضافة إلى مواضيع تعاملت مع خصوصيات بلدان عربية. ينتمي المشاركون في ندوات \"مركز الحوار\"، إلى أوطانٍ عربية متعددة وإلى اتجاهاتٍ فكرية وسياسية مختلفة، وإلى تنوعٍٍ أيضاً في الطوائف والمهن والأعمار والمستويات العلمية،
لكن يشترك الجميع في الحرص على الهوية الثقافية العربية وعلى أهمية أسلوب الحوار للتعامل مع الموضوعات ولتبادل الأفكار والآراء. في مسيرة السنوات الماضية، أقام المشتركون في المركز حالةً نموذجية لما يحلمون به للمنطقة العربية من مراعاة للخصوصيات لكن في إطارٍ تكاملي عربي وبمناخٍ ديمقراطي يصون حرية الفكر والرأي والقول.

فلقد جسَّدت تجربة المركز حالة مختبريََّّة (تماماً كما هي المختبرات العلمية التي تقيم التجارب لتصل إلى القوانين الصحيحة) لِما هو منشود للعرب جميعاً. والحمد لله، نجحت هذه التجربة في الاختبار، بل أصبحت الآن قيد التطبيق في أماكن أخرى عديدة داخل أميركا وخارجها، فهناك مراكز ومطبوعات ومحطات فضائية تأسست الآن في أكثر من مكان (ولا علاقة لها من الناحية التأسيسية أو الإدارية مع مركز الحوار)، كلّها تبنَّت الفكرة وأخذت من \"مركز الحوار\" ومطبوعاته وموقعه على الإنترنت ما هو أساس لبدء تجارب شبيهة. مركز الحوار هو الآن ندوات دورية أسبوعية في منطقة واشنطن، وهو أيضاً مطبوعة دورية فصلية تصدر باللغتين العربية والإنجليزية تصل إلى أفراد ومؤسسات مهمة داخل أميركا وخارجها، كما يوجد للمركز أيضاً موقع على الإنترنت فيه توثيق لتجربة \"الحوار\" ولبعض ندوات المركز وبعض مواد المجلة، والكثير من المواضيع باللغة الأنكليزية والتي تساهم في طرحٍ صحيح للقضايا العربية.

هذا هو المثلث الذي يعمل من خلاله الآن \"مركز الحوار العربي\" في واشنطن، وهو مثلث متكامل في عمله وفي نتائجه وفي آثاره، إذ لولا وجود مجلة الحوار\" منذ عام 1989، لَما أمكن وجود تجربة \"مركز الحوار العربي\" عام1994 ، ولولا موقع \"الحوار\" على الإنترنت (بدأ في خريف عام 1996) لَما وصلت وتصل هذه التجربة إلى عشرات الألوف الذين يتابعونه دورياً في أميركا وأوروبا والمنطقة العربية. أنّ وجود تعددية فكرية في أي مجتمع تتطلب أيضاً تعددية سياسية في حياته العامة. فوحدة الانتماء الحضاري ووحدة الانتماء الثقافي لا تعنيا إطلاقاً وحدة الانتماء الفكري أو وحدة الانتماء السياسي.. ولا يجوز أن يكون اختلاف الفكر والتوجه السياسي سبباً للخلاف بين الأشخاص أو لصراعات عنفية بين الجماعات في المجتمع الواحد.

إن تعميق الهوية الثقافية العربية ومضمونها الحضاري النابع من القيم الدينية، أساس لبناء أي دور عربي مستقبلي أفضل في أي مكان. كذلك بالنسبة للعرب في أميركا حيث لا يمكن تحقيق دور عربي فعّال في المجتمع الأميركي ما لم نحقق أنفسنا أولاً. وتحقيق الذات لا يمكن أن يتم في فراغ فكري وثقافي، ف\"فاقد الشيء لا يعطيه\"، ولا يمكن تحسين \"صورة\" العرب والمسلمين في أميركا ما لم يتحسن وضعنا أولاً: فكراً وأسلوباً. فتحسين \"الأصل\" هو المدخل لتحسين \"الصورة\". لذلك هي أولوية موازية لأولوية التعامل المعرفي مع \"الآخر\"، بأن يعمل العرب والمسلمون في أميركا والغرب على تعميق معرفتهم بأصولهم الحضارية والثقافية وبالفرز بين ما هو \"أصيل\" وما هو \"دخيل\" على الإسلام والثقافة العربية. كذلك، فمن المهمّ التشجيع على أسلوب الحوار الدائم بين المؤسّسات والهيئات العربية والإسلامية في أميركا والغرب، وبين غيرها من المؤسّسات في هذه المجتمعات، إضافةً إلى الحوار المباشر عبر الإعلام والإنترنت واللقاءات الخاصَّة.
هي مهمَّة مزدوجة الآن أمام العرب والمسلمين في أميركا والغرب وفي كل مكان: تحسين وإصلاح \"الجسم\" (الواقع) بشكلٍ متزامنٍ مع تحسين وإصلاح \"الصورة\"، وبناء الذات السليمة مع بناء المعرفة الصحيحة لدى الآخر. وهذه المسائل كانت من دواعي تأسيس \"مركز الحوار العربي\" عام 1994 .. فالمرحلة الآن – وربّما لفترةٍ طويلة - هي مرحلة إقناع المواطن الأميركي والغربي عموماً، بمن نكون \"نحن\" أكثر ممّا هي \"ما الذي نريده\"، خاصة في ظل الحملات الداعية الى \"صراع الحضارات\" . ان \"مركز الحوار العربي\" هو تجربة متواضعة بإمكاناتها وبمقر ندواتها، لكنها تعتز بدورهاالنوعي وبأسلوب الحوار فيها القائم على مخاطبة العقل والفكر، بدون أي قيد، إلاّ شرط الاحترام المتبادل للأشخاص والآراء معاً.
صبحي غندور مدير \"مركز الحوار العربي\"

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع