بقلم: ماجد عزت إسرائيل على أية حال، كانت هذه المرحلة الانتقـــالية كفيلة بالتفكير العميق في الاتفاق على العودة إلى وادي الريان مرة أخرى، ولكن هذه المــرة تختلف عن السابقة، ليس في عـــدد الرهبان وفكرهــم وتمسكهم أو مفاضــلتهم، بل الاخـــتلاف الأوحد هو وجود معدات حديثة لاستخدمها في تطوير المكان، مع استخدام أساليب علمية حديثة لمقاومة المياه المالحة. وفى 16 يوليو 1962م، رحل جميع الرهبان من بيت التكريس بمدينة حلـــوان إلى وادي الريان مرة أخرى، في قافلة تضــم جميع الرهبان وعلى رأســهم الأب "متى المسكين"، حاملة مــــعدات وآلات للحفر وركــــوبتين (حمارين)، وأوانٍ فخارية وبستلات بها مياه عزبة، لاستـخدامها لتــخزين الـــمياه فيما بعد، ومـــواد غذائية (واجبات جافة)، ومجموعة من العمال. كما استطاع العمال ومعاونوهم من الرهبان بناء سرداب وتم إلحاقه بالمغارة الكبرى، واستــــخدامه (أغابي)- مكان للتناول الطعام - وخاصة في أيام السبوت والآحاد، وتم بناء مـــطبخ مزود بمدخنة للتخلص من عــــوادم الدخان الناتج عن حرق الأخشــاب (الكانون البلدي)، ثم تم بناء غرفة أخرى وتم إلحاقها بالمطبخ لحفظ الخضار، وبناء غرفة أخرى وتخصيصها لتربية الطيور الداجنة. وخُصصت المـــغارة الصغرى التي تقع في مـــدخل الموقع، للــــقس والشماس وبواب الموقع، وتم تقسيم الأعمال بين الرهبان بالمـناوبة فيما بينهم، طبقا لنظام الأديرة،وتم تحديد كل يوم أحد لحضور القداس، وفي أيام الصوم المقدس كان الرهبان عادة، في اعتكاف تام ولا يرى بعضهم الآخر إلا في يـوم سبت العازر، وربما أعتقـد أنه كان يتم فيما بينهم اجتماعات لمناقشة أمورهم من أجل تحسين الموقع، أو أمورهم الروحية. وكان الأب متى المسكين، هو الراعي لهؤلاء الرهبان، والأب الروحي، وعليه تدبير شئون الدير من احتياجات من مـأكل وملبس وأدوية لمواجهة الأمراض المنتشرة بذات الموقع، بالإضــافة إلى توفير الكتب الروحية لإرشاد الرهبان، وأدوات وأواني الكنيسة. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ١٧ تعليق |