بقلم : عـادل عطيـة
يوجد في عالمنا من يؤمن بالنبي نوح ، ويعتبرونه أول من جاء مبشراً بالروتين ؛ لأنه احتفظ بنسختين ، من جميع الكائنات في فلكه وقت الطوفان !
وعبد الروتين ، واحد من طائفة الروتينيين والأكثر إخلاصاً لعقيدتهم .
أنه رجل يتوق إلى المثل العليا ، يبحث عنها في بني جنسه ، كما يبحث عنها في جميع الكائنات . يؤمن بوحدة الوجود ، وبأننا أعضاء في جسد واحد ، هي : الحياة !
ولما كان الأمبراطور الأعظم : "النسر" ، مشهوداً له بالقوة وبالعنفوان ، وبأنه فاتح بلاد الطير ، وموحدها . ولأن عبد الروتين يعتز بذلك ، فقد اتخذه مثالاً مثالياً يحتذى به .
ولأنه يعرف أن دستور بلاد الطير ينص على اعتماد صورته على جميع المعاملات ، والمستندات . وإحتراماً منه لهذا التقليد والعرف المقدس ، أقر أن يكون له كل السلطان والسلطة في جميع المصالح ، والهيئات الحكومية ، تعبيراً عن الولاء البشري لاخوتهم في الحياة : الطير !
وإن يصمت ، فلن يصمت على الأصوات المتمردة ، والتي طالبت وتطالب بالثورة الإدارية المزعومة .. ولا يزال يصرخ في وجوههم ، وفي ضمائرهم : لماذا هذه الردة عن عقيدة أبائكم بقوانين الثورة الإدارية الالحادية ؟!..
لقد كان آباؤنا القدماء الأوفياء في عصر الجاهلية ، يؤمنون بوجود نسر يدين له الوجود ، فكيف بنا ـ نحن أحفادهم ـ أن نكفر بقوة النسر ، الذي تخترق عيناه كل إنسان تراوده نفسه على الفساد والافساد ، ويقيد بهيبته أي محاولة دنيئة للغش والتدليس والتزوير ؟!.. صدقوني ، لن تستقيم حياتكم إلا بالنسر ، ومع النسر.
اللهم بلغت ، اللهم فأشهد !... |