بقلم: لطيف شاكر
اجتمع المجمع المسكوني 325م الذي انعقد بواسطة كل بطاركة العالم المسيحي وبرئاسة الإمبراطور قسطنطين وقرروا الاعتراف بالأناجيل الأربعة إضافة إلى الرسائل وأعمال الرسل ورؤيا يوحنا، وشجبوا جميع الكتب التي كانت موجودة على السطح في ذلك الوقت بما فيها كتاب يهوذا المكتوب قبل انعقاد المجمع, وكانت المجامع المسكونية عادة تنعقد لدحض أي بدعة أو هرطقة تظهر في بلد كما حدث في المجامع المسكونية كلها .
وقد أقرت المجامع المسكونية التي انعقدت فيما بعد بصحة ما جاء بمجمع نيقية ولم يحدث خلاف البتة في موضوع قانونية ما اتفقوا عليه, حتى أن كل المهرطقين الذين ظهروا في ذلك الحين وبعدها لم يكن لهم ثمة اعتراض البتة على صحة الأناجيل رغم اختلافهم في موضوعات عقائدية نتيجة فهمهم الخاطئ للنصوص.. وأظن أن هذا أهم اعتراف وتأييد بقانونية وصحة الكتب المتداولة دون الكتب الأخرى بما فيها كتاب يهوذا، واعتبرت الكنيسة الكتب الأخرى هي بمثابة بدع وهرطقات.
وكتب القديس إيريانوس أسقف الغال مؤلفه الهام في القرن الثاني ضد البدع وفند فيه بدعة يهوذا، وفي القرن الرابع كتب القديس أثناسيوس حامي الإيمان في كتابه ضد الهرطقات ودحض إنجيل يهوذا في كتابه الثمين وكذلك كتاب القديس أبيفانوس أسقف قبرص في القرن الرابع، وقد أخذ بهذ الكتب كل الطوائف المسيحية على مر العصور حتى الآن .
ومخطوطة يهوذا وحيدة لا ثاني لها وبلغة محلية (القبطية) محدودة لم يقرأها أحد خارج مصر ولم يتم التبشير بها أو انتشارها مما يُعد علامة على عدم صحتها أو قوتها.. في حين أن كل الأناجيل وُجدت بمئات بل آلاف النسخ وفي جميع البلاد وبلغت عدد المخطوطات الإنجيلية بلغات مختلفة 24970 مخطوطة أصلية يليها في العدد الإلياذة لهوميرس 643 نسخة.. ونذكر فيما يلي بيانًا بعدد المخطوطات واللغات التي كتبت بها أولاً:
- المخطوطات اليونانية مخطوطات الحروف الكبيرة المنفصلة 307.
- مخطوطات الحروف الصغيرة المتصلة 2860.
- مخطوطات القراءات الكنسية 2410.
- المخطوطات البردية 109.. مجموع المخطوطات اليونانية 5686.
ثانيًا: مخطوطات بلغات مختلفة مخطوطات لاتينية أكثرمن 10000.
- مخطوطات إثيوبية أكثر من 2000.
- مخطوطات سلافية 4101.
- مخطوطات أرمينية 2587.
مخطوطات سريانية 350.
- مخطوطات قبطية 100.
- مخطوطات عربية 75.
- مخطوطات بلغات أخرى 71.. مجموع المخطوطات 24970.
يقول (كنيون) في كتابه "الكتاب المقدس وعلم الآثار": إن الفترة الفاصلة بين تاريخ كتابة الأصل وأقدم المخطوطات المتبقية إلى الآن تصبح قصيرة للغاية بحيث يمكن إهمالها, وهكذا يزول كل شك في وصول الأسفار المقدسة إلينا كما كتبت تمامًا، ويمكن اعتبار كل من موثوقية وسلامة أسفار العهد الجديد قد تم التثبت منها أخيرًا.
(Kenyon,BA,288) ويقول سير فردريك .ج.كنيون الذي كان مديرًا وأمينًا أول للمتحف البريطاني ومسئولاً عن شئون المخطوطات:
بالإضافة إلى عدد المخطوطات الكبير.. وتختلف مخطوطات العهد الجديد عن الأعمال الكلاسيكية الأخرى.. إذ أن الفترة الفاصلة بين كتابة أي منها وبين أقدم مخطوطاتها المتبقية حتى الآن ليست قصيرة كما هو الحال بالنسبة للعهد الجديد حوالي 250-300سنة Kenyon,HTCNT,4))
ويضيف ف.ج.ه.هورت: يقف العهد الجديد وحده تمامًا بين الكتابات الأدبية القديمة لا يضاهيه أي منه أو يقترب منه وذلك لتنوع واكتمال مخطوطاته.
.Hort,NTOG,561)) ويكتب ف.ف.بروس قائلاً: ليست هنالك أي مجموعة من الكتابات القديمة لها مثل هذه الثروة من المخطوطات النصية التي يحظى بها العهد. الجديد .Bruce,BP.178))
ويقول إدوارد جليني: لقد منحنا الله 5686 مخطوطة كاملة أو جزئية للنص اليوناني للعهد الجديد وهو يعد أكثر الكتب بقاءًا واكتمالاً من بين ما وصل إلينا من العصور الغابرة.. ليس فقط أن لدينا هذا العدد الكبير من المخوطات يقترب زمان كتابتها جدًا من زمن كتابة النصوص الأصلية ويرجع بعضها إلى القرن الثاني الميلادي وهناك الكثير من المخطوطات التي لا يفصل بينها وبين الأصل إلا أربعة قرون أو أقل ويزداد المرء دهشة إذا ما قارن بينها وبين الكتابات القديمة الأخرى المتبقية (Glenny,PS asinBVD,95)
وفيما يلي أسماء بعض المخطوطات وأماكن تواجدها:
- مخطوطة جون رايلاندز 130م (مصرية الأصل)، وتوجد بمكتبة جون رايلاندز في إنجلترا، وهي أقدم مخطوطة للعهد الجديد، وتؤكد أن إنجيل يوحنا آخر كتاب في الأناجيل كتب في نهاية القرن الاول.
- بردية بودمر 150 -200م (مصرية الأصل)، وتوجد في مكتبة بودمر للآداب العالمية.
- بردية تشستربيتي 200م (مصرية الأصل)، موجودة بمتحف دبلن.
- المخطوطة الفاتيكانية 325-350م، وتوجد بمكتبة الفاتيكان، وتحوي الكتاب المقدس كله.
- المخطوطة السينائية 350م، وتوجد بالمتحف البريطاني، وتحوي العهد الجديد كله وأكثر من نصف العهد القديم.
- المخطوطة الأسكندرية 400م، وتوجد في المتحف البريطاني، وتذكر الموسوعة البريطانية أنها كُتبت باليونانية في مصر، وتحتوي على معظم الكتاب المقدس، هذه المخطوطات غيض من فيض ولا يسمح المقال بأكثر من هذا وقد ذكرت المخطوطات للأسباب التالية :
-أن هذه المخطوطات لم يرد بها مخطوط إنجيل يهوذا.. وهذا دليل على أنه كتاب مهرطق وغير معترف به .
-أن هذه المخطوطات تدحض فكرة ادعاء البعض عدم وجود مخطوطات قديمة للكتاب المقدس بالكامل (كتاب اللاهوت العربي)
- أن هذه المخطوطات تجهض فكرة تحريف الكتاب المقدس ولعل هذا أكبر دليل لتغيير الفكر الإسلامي عن تحريف الكتاب المقدس، وقد ذكر كل من دوكري وماثيوس وسلون مؤخرًا بالنسبة لمعظم النص الكتابي نجد أن ما وصل إلينا يتطابق تقريبًا في قراءة واحدة(dockery,FBI,176
- ويقول جوش ماكدويل صاحب كتاب برهان جديد يتطلب قرار: إنهن لو اختفت كتب العهد الجديد, لأمكن من خلال المخطوطات سهولة جمع العهد الجديد بأكمله حيث تم اقتباس الآباء الاولون آيات وأقوال الأناجيل الأربعة.
تعدد الترجمات يؤيد صحة المخطوطات ومما يدعم صحة وسلامة نصوص الكتاب المقدس بشكل قوي تعدد الترجمات القديمة.. إذ نادرًا ما كانت الكتابات الأدبية القديمة. تترجم إلى اللغات الأخرى . Greenlee, INTTC,45 ))
ولأن المسيحية كانت منذ ظهورها إيمانا تبشيريًا.. أعدت الترجمات الأولى للعهد الجديد للعمل على نشر الإيمان المسيحي بين الشعوب التي كانت تتحدث باللغات السريانية واللاتينية والقبطية وقد أعدت الترجمات سنة 150م وهذه الترجمات تقربنا كثيرًا من وقت كتابة النصوص الأصلية وهناك ما يربو على أكثر من الخمسة عشر ألف نسخة بلغات مختلفة ولهجات متعددة. ) Metzger,TNT,67 )
بعض الترجمات كأمثلة:
الترجمات القبطية(المصرية)
قال ف.ف.بروس إنه من المرجح أن تكون أول ترجمة قبطية قد تمت في القرن الثالث الميلادي(Bruce,BP,214 ) ووجدت ترجمات قبطية صعيدية وبحيرية ونسخة من مصر الوسطي .
ترجمات أخرى
أرمينية القرن الرابع- قوطية القرن الرابع- جورجية القرن الخامس-إثيوبية القرن السادس – نوبية القرن السادس، هذا بخلاف كتب القراءات الكنسية التي تؤيد صحة المخطوطات للأناجيل الأربعة حيث يتكرر فيها العهد الجديد بأكمله لمرات عديدة كجزء من القداسات عدا سفر الرؤيا الذي يقرأ بالكامل في ليلة أبي غلامسيس فجر سبت النور .
فضلاً عن شهادة آباء الكنيسة الاولين الذين اقتبسوا في كتاباتهم الأناجيل الأربعة، وكما يقول السير دافيد بالريميل إنه يمكن جمع الأناجيل الأربعة بالكامل من خلال اقتباسات الآباء الأولين في كتاباتهم والاستشهاد بهم .
وفي أحد كتبه يوجد فصل طويل يحمل العنوان التالي: (أدلة على عدم وجود أكثر أو أقل من أربعة أناجيل) وهو إذ ينظر إلى الإنجيل يقول عنه (الإنجيل ذو الأربعة أوجه)(Tetramorphon). وقارن بين عدد الأناجيل الأربعة وبين الأربع رياح والشاروبيم ذوي الوجوه الأربعة وغيرها.
وأما ترتليانس فإنه في كتابه (ضد ماركيون) أشار بكل وضوح إلى الأناجيل الأربعة، ونضيف إلى هذا كله شهادة أوريجينوس فهو في كتابه الأول عن إنجيل متى الذي يبين فيه عقيدة الكنيسة يشهد بأنه لا يعرف سوى أربعة أناجيل. فاين إذن إنجيل أو مخطوطة أو بردية يهوذا من الأناجيل الأربعة !!!!!
والي لقاء آخر مع إنجيل يهوذا المزعوم ..... |