CET 10:30:35 - 19/04/2010

أخبار عالمية

SwissInfo.ch

يُـعتبر ملعب فانكدروف في العاصمة السويسرية برن، أعظم من صرح رياضي وأكثر من محفل كُـروي. فهو ملعَـب متعدِّد الأغراض، حيث يربض فوق سطحه جِـهاز يستخدم الطاقة الشمسية، هو الأكبر على مستوى العالم، يُـمكنه توفير الطاقة الكهربائية لأكثر من 400 أسْـرة.

وهناك نحو 20 ألف متفرِّج في المتوسط اعتادوا الحضور إلى المكان، الذي يُـسمِّـيه أهل برن باللغة الألمانية "سويس ستاديون" أو "فانكدورف ستاديون"، لمتابعة مباريات أعرَق الفِـرق المحلية لكرة القدم، إنه فريق "يونْغ بُويْز"، الذي يلعب في الدوري الممتاز السويسري.

 بالإضافة إلى "سويس ستاديون" يوجد حاليا في سويسرا ثلاثة ملاعب أخرى لكرة القدم مجهزة بنظام للطاقة الشمسيةبالنسبة للمتفرِّجين من عشّـاق كرة القدم، تتّـجه أنظارهم ويَنْصَبّ تركيزهم على مَـيدان العشب الأخضر، حيث يجري السِّـجال بين 22 لاعبا، أما أنصار الطاقة المتجدِّدة، فإن عامِـل الجذب الرئيسي بالنسبة لهم، لا يُوجد على أرضية الملعب، وإنما على سطحه، فوق رؤوس جمهور المتفرِّجين، حيث توجد أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم يتِـم إنشاؤها في ملعب رياضي.

وقد أصبحت المحطّـة منذ افتتاحها في عام 2005 مَعلما سياحيا يستقطِـب الكثير من عشّـاق التكنولوجيا الخضراء، ويَـؤُمّ المحطة عشرات الآلاف من الزوّار سنويا، رغبة منهم في الإستمتاع بالمنظر الخلاّب للمنشأة التي يُطلَـق عليها اسم "شمس" وتمتدّ فوق سطح ملعَـب كرة القدم، لتروي فضولية الزائر وهو يُـشاهد كيفية تَحوّل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية.

اهتمام كبير

وتتكوّن المحطّـة من 12 ألف متر مربّـع من الخلايا الضوئية وبمقدورها إنتاج طاقة كهربائية تقدّر بـ 1,2 مليون كيلو واط ساعة، أي ما يسد حاجة 400 أسْـرة، على حدِّ قول جاكوب فولينفايدر، مدير قسم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لدى مجموعة القوى الدافعة (FMB) في العاصمة برن، وهذه المجموعة تضمّ عدّة شركات، وهي إحدى أكبر مُـنتجي الطاقة في سويسرا. ويضيف فولينفايدر بأن "معدّل كفاءة هذه الألواح الشمسية هي 15٪، ممّا يعني أن 15٪ من الطاقة المستمدّة من ضوء الشمس يتِـمّ تحويلها إلى كهرباء، وهذا معدّل ممتاز".

ويشار إلى أنه تَـم إنشاء المحطة بهدف توفير 800 ألف كيلو واط ساعة من الكهرباء سنويا للأفراد وللشركات ولبلدية مدينة برن، إلا أن المشروع لقِـي اهتماما أكبر لدى المُـستفيدين منه، مما مكّـن الشركة في عام 2007 من زيادة إنتاجها السنوي بواقِـع 450 ألف كيلو واط إضافية.

ووِفقا لفولينفايدر، فإن ثمة ثلاثة عوامِـل رئيسية كانت وراء نجاح المشروع: "اتِّـساع سطح الملعب، الأمر الذي مكّن من استيعاب محطة للطاقة الشمسية بهذا المستوى وتجاوب المشروع مع تطلّـعات الحرفاء إلى مصدر بديل للطاقة، ومن ثَـمّ قِـيام المشروع في ملعب لكُـرة القدم، وهو بالتأكيد الموقع الأفضل لجذْب اهتِـمام الجماهير وإقناعهم بأهمية الطاقة الكهروضوئية".

مشاريع رائعة

وجدير بالذكر، أن مجموعة القوى الدافعة (FMB) لديها خِـبرة على المستوى في مجال الطاقة المتجدّدة. فقد قامت في عام 1999 بإنشاء محطة للطاقة الشمسية فوق تلّـة مونت سُولايْ، الواقعة ضِـمن سلسلة جبال الجورا، وقد كانت هذه المحطة قبل 12 عاما تُـمثِّـل أكبر محطّـة للطاقة الشمسية في أوروبا.

في عام 2001، قامت الشركة بتدْشين أكبر قارِب في العالم يعمَـل بالطاقة الشمسية، وهو لا يزال يبحر في مِـياه بُـحيرات كل من بيل/بيين ونوشاتيل ومورتن/مورا.

ويوضح فولينفايدر: "منذ ذلك الحين، قُـمنا ببناء محطة للطاقة الشمسية فوق قمّـة يونغْفراوْ يوخ، الواقعة على ارتفاع 3471 مترا على الحدود بين كانتونيْ برن وفالي، ومن ثمَّ قُـمنا ببناء أعلى محطة للطاقة الشمسية في العالم فوق قمة ماتِـرهورن كلين على ارتفاع 3883 مترا في كانتون فالي على الحدود الجنوبية لسويسرا مع إيطاليا".

وأضاف قائلا: "ونحن الآن، نشارك في صناعة طائرة تعمل بالطاقة الشمسية على متنها يقوم بِـرتران بيكار برحلة حول العالم"، وقد قام برتران بيكار هو بنفسه بتصميمها وقد أطلق عليها اسم "سولار إمبولس" أي شمسية الدّفع، وسيتِـم عرض نموذج مصغَّـر عنها في قاعة العرض البانورامية "سولار" في "سويس ستاديون".

أضخم مصنع للطاقة الشمسية

الملعب الذي شهِـد الحدث التاريخي الذي اشتهر باسم "مُـعجزة برن" والذي سجّـل فوز ألمانيا الشهير ببطولة كأس العالم في عام 1954، يكتسِـب اليوم سُـمعة دولية كبيرة بحصوله عام 2005 على الجائزة الأوروبية للطاقة الشمسية.

واللافت للنظر، أن ملعب "فانكدورف ستاديون" ليس المنشأة الرياضية الوحيدة التي تتسجى فوق سطحها محطة للطاقة الشمسية، ولكن ما يُـثير الفخر والاعتزاز، هو أن هذه المحطة لا تزال إلى يومنا هذا الأضخم على مستوى العالم. وقد أكّـد فولينفايدر ذلك بقوله: "نجحنا بفضل هذا المشروع في تشجيع الطاقة الشمسية في الخارج، وهنالك العديد من المحاولات التي تَـسير على خُـطانا".

ويوجد حاليا في سويسرا ثلاثة ملاعِـب لكرة القدم لديْـها هي الأخرى محطّـات للطاقة الشمسية، ولكنها أصغر حجْـما، وهذه الملاعِـب هي: ملعب سانت جاكوب في بازل (منذ 2001) وملعب ليتزيغروند في زيورخ (منذ 2008) وملعب اي اف جي أرينا في سانت غالن شرق سويسرا (منذ 2009).

طاقة مكلفة

بالنسبة لمنظمة الصندوق العالمي للطبيعة البرية (WWF)، هذه البداية كانت جيِّـدة، إلا أنها غير كافية. فمن خلال دراسة نُـشرت في العام الماضي، تبيّـن للمنظمة أن الأندِية السويسرية لكرة القدم لم تُحقّـق أية نتيجة فِـعلية بخصوص مبدإ حماية البيئية، وهذه الألْـواح الشمسية الموجودة فوق الأسطح، ليست بكافية كي يتِـم الحديث عن إحراز تقدّم من الناحية الإيكولوجية.

حتى بالنسبة لـ "سويس ستاديون"، فإن نسبة 2٪ فقط من الكهرباء المُـستهلكة في الفضاءات الرياضية والمكاتب وقاعات المؤتمرات وفي المركز التجاري، تأتي من الطاقة المُـنتجَة فوق سقف الملعب. ويوضح بيتر شتاودمان، المتحدث باسم "سويس ستاديون" قائلا: "تبقى الطاقة الشمسية مُـكلفة جدا".

وواقع الأمر، أن من بين 36 محلاّ تجاريا موجودا في المجمّـع التجاري للملعب، لا يوجد سوى محل السوبر ماركت "Coop" هو الذي يستخدم الطاقة الشمسية. ويلحظ بيتر باومغارتنر، مدير المركز إلى أنه: "يمكن أيضا لبقية المحلاّت التجارية الاستفادة من هذه الطاقة، ولكنهم لا يرغبون في ذلك، والسبب برأيهم هو ارتفاع التكلفة".

توصيات الفيفا

وعلى الرغم من توصيات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) القاضية بضرورة اتِّـخاذ التدابير اللاّزمة من أجل مُـراعاة التوفير في مجال الطاقة عند بناء الملاعب الجديدة، إلا أن نُـظم الطاقة الشمسية بقيت على الصعيد العالمي، ليس أكثر من حالات فردية.

حتى في جنوب إفريقيا، حيث تشرق الشمس طوال العام تقريبا، فإن أيا من الملاعب التي بُنِيت حديثا لاستضافة التصفيات النهائية لبطولة كأس العالم لعام 2010، تمّ تجهيزها بنظام للطاقة الكهروضوئية.

ونجد عكس ذلك في البرازيل، حيث أطلق مشروع لتزويد كامل الملاعب المُـرتقبة لنهائيات كأس العالم في عام 2014 بمحطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، ويشير مصمِّـموها إلى "سويس ستاديون" كمِـثال يُـحتذى، ولكنهم غيْـر واثقين من إمكانية تحقيق المشروع، باعتبار أن الطاقة الكهرمائية تبقى أقلّ تكلفة من الطاقة الشمسية، وبالتالي، يبقى السِّـعر يمثل تحديا أمام انتِـشار الطاقة الشمسية بالمقارنة مع وسائل الطاقة التقليدية، بحسب فولينفايدر، ولكنه يرى بأنها ليست سوى مسألة وقت، وأوعز إلى أن: "هذه الطاقة المتجدّدة لديها إمكانيات هائلة"، وأفاد قائلا: "نحن نقوم حاليا ببحوث كبيرة من أجل خفض التكاليف".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع