بقلم : فاضل عباس
يعتبر معهد التنمية السياسية أحد مكتسبات العهد الإصلاحي لجلالة الملك، ولكن وعلى الرغم من الطموح الكبير الذي راود العديد من الجمعيات السياسية والشخصيات الوطنية بان يلعب المعهد دوراً وطنياً كبيراً في تنمية الديمقراطية في المجتمع إلا أن المعهد تعثر خلال المرحلة الماضية لأسباب عديدة خاض فيها الإعلام الحديث لأكثر من مرة، ولكن اليوم ونظراً لوجود مجلس أمناء جديد وإدارة تنفيذية جديدة نجد أن من واجبنا تقديم النصح لتلافي أخطاء المرحلة السابقة.
فمن المهم تحديد دور المعهد في المجتمع، فالمعهد ليس جمعية سياسية أو نادياً أو جمعية أهلية أو منتدى ثقافياً، بل هو مؤسسة تحرض على ممارسة العمل السياسي ونشر الديمقراطية، لذلك فان المعهد عليه أن يدعم العمل السياسي ويروج للديمقراطية عبر دعم الجمعيات السياسية والفعاليات التي تقيمها، لذلك يفضل دائماً قيام المعهد بدعم المنتديات السياسية والثقافية للتنظيمات السياسية وبعض الأحيان الاشتراك معها في تنظيم هذه الفعاليات بدلاً من قيامه بعمل فعاليات بمفرده، كما تعمل كافة المعاهد السياسية العالمية.
وهناك أنشطة عديدة يمكن للمعهد أن يساهم بها بدفع العمل الديمقراطي للمملكة للأمام كإقامة دورات وورش متخصصة فكرية وسياسية وبعضها متخصص في العمل التنظيمي داخل التنظيمات السياسية بتنسيق مسبق مع الجمعيات السياسية حول محتواها، والتعرف على الديمقراطيات العريقة والعمل الحزبي فيها، وبرامج متخصصة لشباب الجمعيات السياسية حول المفاهيم الأساسية للعمل السياسي والتنظيمي.
ما يعاب على بعض أعضاء مجلس الأمناء السابق وبعض أعضاء الإدارة التنفيذية السابقة، هو عدم الاستماع لوجهة نظر الجمعيات السياسية في ما يجب أن يقوم به المعهد من نشاط، وتحول اللجنة المشتركة السابقة بين الجمعيات السياسية والمعهد إلى شكل وديكور غير فاعل وبعض الأحيان قرارات متفق عليها لكنها لا تجد طريقها للتنفيذ، لذلك فإن الإدارة التنفيذية الجديدة عليها مسؤولية إعادة الثقة لهذه العلاقة التي شابها الكثير من الوشوشة، وتفعيل دور اللجنة المشتركة والاستماع لوجهة نظر الجمعيات حول دور المعهد.
لذلك سيجد مجلس الأمناء الجديد والإدارة التنفيذية الجديدة كل تعاون وتآزر معها عندما تكون هناك شراكة حقيقية بين المعهد والجمعيات وتبادر الإدارة التنفيذية لترسيخ هذا التعاون وإزالة أثار سوء العلاقة السابقة، فمن المصلحة الوطنية دعم عمل المعهد وترسيخ دوره في المجتمع نحو تحقيق أهدافه التي هي في الأصل أهداف مجتمعية تستحق تعاون الجميع من أجل تنفيذها |