CET 00:00:00 - 17/04/2010

مساحة رأي

بقلم : د. رأفت فهيم جندى 
ماذا يعنى طلب وحضور البرادعى للكنيسة القبطية لمعايدة الأقباط فى عيد القيامة؟
أن صلب وقيامة السيد المسيح هو جوهر المسيحية، ويحتفل به المسيحيون منذ ايام الرسل بخلاف عيد ميلاد السيد المسيح والذى بدأ الأحتفال به من القرن الرابع الميلادى، وبعض من أخوتنا المسلمين لا يعترفون بصلب او قيامة المسيح، وبالطبع لكل شخص الحق فى الإيمان بما يعتقده، ولكن ليس من حق اى شخص التفرقة بين شخص وآخر طبقا لمعتقداته، خاصة أن كان هذا الشخص فى موقع المسئولية.
وطلب وحضور البرادعى لمعايدة الأقباط فى عيد القيامه بالرغم من إحتمال عدم إيمانه بصلب وقيامة السيد المسيح له دلالته فى أنه يقر بحق الغير فى ايمانهم بالرغم من أختلافه معهم وهذا ما نريده من الرئيس القادم لمصر، ليكون بمصر ائتلاف مع وجود الإختلاف.

ولقد هُوجم البرادعى لأنه يطالب بدولة مدنية وانه ضد وجود المادة الثانية من الدستور والتى تقول أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، فوجود هذه المادة تمنع إعطاء الأقباط حقوقهم، وهؤلاء يتعللون بأن وجود الأغلبية المسلمة لا يجيز أعطاء حقوق المساواة للأقلية المسيحية، مع أن ابسط قواعد الديمقراطية هو عدم إستفتاء الأكثرية على حقوق الأقلية، والحقوق لا يستفتى عليها عموما.

بالطبع لا يستطيع احد أن يقول ان البرادعى كان او سيكون ملاكا مثاليا ولكننا لا نريد إستمرارية لحالة التفرقة الدينية المتفشية فى مصر الآن. بل بالأكثر لا نريد إستمرار قتل وارهاب الدولة للأقباط والبهائيين وحرق بيوتهم ومتاجرهم واجبارهم بعدها على جلسات صلح عرفى تحت ستار المحافظة على أمنهم.
أما عن جمال مبارك فلم يحضر مرة واحدة لمعايدة الأقباط فى عيد القيامة لأنه يرسم لنفسه صورة الإسلامى الذى لا يقر بحق الفكر الآخر المختلف عنه.
الطريق صعب أمام التغيير الذى ربما يأتى بالبرادعى رئيسا، ولكن البراعم الصغيرة قد بدأت للظهور، وايضا امتدت الايادى لمحاولة قطفها. فقبض البوليس هذا الشهر على 90 فرد من متظاهرى حركة شباب 6 ابريل التى هى حركة سياسية مصرية معارضة قام بإنشائها بعض الشباب المصري الذين لا ينتمون إلى تيار أو حزب سياسيى معين عقب الإضراب العام الذي شهدته مصر في 6 أبريل 2008، وكانت فكرة هذا الاضراب قد انتشرت فى وقت قصير عن طريق مواقع على النت والفيس بوك والبريد الألكترونى في جميع أنحاء مصر وكانت تحت اسم (خليك في البيت) كما دعت أيضا للتظاهر في عدة اماكن بمحافظة القاهرة والإسكندرية والمحلة، وانضم 70 الف شخص وقتها لأحد هذه المواقع. وتم اعتقال عدد من اعضائها بعد تنفيذ الاضراب، ولم يشارك فيها جماعة الآخوان المسلمين. 

فى إيران عام 1979 أجبر الشعب الإيرانى الشاه الطاغية على مغادرة البلد ولكنهم اتوا بطغآة اكبر من الشاه وهم آيات الله المتحكمين حتى فى لبس الأفراد، وتقهقرت حرية الإيرانيين للخلف بصنع ايديهم.
هل سيتعلم شعب مصر الدرس من ايران ويكون تغيير طغاة مصر الحاليين لمستقبل أفضل وحرية لا يتحكم فيها البعض بالجلد والقتل للمخالف لهم؟ هل البرادعى هو الحل الذى رتبه لنا الرب الإله وقال عنه اشعياء النبى، هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا. الآنَ يَنْبُتُ. أَلاَ تَعْرِفُونَهُ؟ 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق