CET 11:36:00 - 16/04/2010

أخبار عالمية

تقرير: روبرت شيزال- إذاعة هولندا العالمية

أحد الإخوة كان سادياً. كان يضربني بعصا على مؤخرتي حتى تسيل منها الدماء. وأثناء الضرب كان عليّ أن أصرخ قائلاً: "فصح مجيد، فصح مجيد".
عندما كان بيتر ديكرز (69) في الخامسة من العمر، أخذته مؤسسة حماية الطفل من أهله. وحتى صار عمره 19 عاماً، أقام في دار القديس فيليبرورد في بريدا، وهي مؤسسة كاثوليكية.

 التحقيق
في عهولندا ستخضع هذه المؤسسات لتحقيق تم الإعلان عنه من قبل وزير الشباب والأسرة أندريه روفوت ووزير العدل إرنست هيرش بالين. وينبغي للدراسة توضيح الاعتداءات على الأطفال الذين أقاموا في دور الأحداث تحت إشراف مؤسسة حماية الطفل في النصف الثاني من القرن الماضي.
جاء ذلك في أعقاب تقرير إخباري لمحطة أر تي إل حول الكثير من حالات الاستغلال الجنسي في دار أحداث في تيلبورخ، جنوب هولندا. وفي وقت سابق من هذا الشهر صرح رجال قانون لصحيفة إن آ رسي هاندلسبلاد أن الدولة قد تتحمل المسئولية إذا ما اتضح أن إشراف مؤسسة حماية الطفل كان فاشلاً.

 

انعدام المحبة
موظفو مؤسسة فيليبرورد، إخوة هايبرخن، مذنبون بالاعتداء الجنسي على الأطفال، على حد تعبير ديكرز الذي أُخذ من بيته لسبب الفقر المدقع: "ولكن أسوأ ما وجدته لاحقاً الغياب الكامل للمحبة. تمنيت لو بقيت في البيت مع الفوضى، فهناك كنت أحظى ببعض العاطفة على الأقل".
يقول ديكرز إنه لم تكن هناك رقابة جيدة على رعاية الأطفال: "الحكومة الهولندية مسئولة أيضاً عن الممارسات الخسيسة في مؤسسات تلك الأيام. عندما أسمع اسم ’مؤسسة حماية الطفل‘ يرتجف قلبي".

 

إهمال
قصة ديكرز ليست الوحيدة. هناك عشرات الآلاف من الأولاد والبنات الذين عهدت بهم الحكومة إلى دور أحداث غير دينية خلال الأربعينات والخمسينات والستينات. لوت فان هوخنهاوزن (69) بقي أيضاً حتى سن الثانية عشر عند إخوة هايبرخن. وقصته تشبه تلك التي لديكرز إلى حد بعيد.
وكلاهما شاهدا بغضب التقارير الإخبارية التي عُرضت خلال الأسابيع الماضية حول الاعتداءات في المدارس العامة والداخلية والمعاهد التابعة للكنيسة الكاثوليكية. يقول فان هوخنهاوزن: "انصب اهتمام وسائل الإعلام على ذلك فقط، بينما المؤسسات كانت أسوأ بكثير. هناك كنت تبقى لسنوات طوال دون السماح لك بالذهاب إلى البيت، ومنذ حداثة سنك. حيث كنت تعتمد بشكل أكبر على الإخوة والكهنة والراهبات".

إهانة
يقول ديكرز: "الأجواء كانت سيئة. لا اهتمام، ولا محبة. الكثير من القسوة والإهانات. كان الأخ ‘فلان’ يسمينا على الدوام ‘كلاب قذرة’". كما تم الاعتداء جنسياً على ديكرز عندما كان في الثالثة عشر من العمر من قبل الأخ المشرف على القسم الذي كان فيه.
يقول فان هوخنهاوزن: "كنا مهملين تماماً. وكانوا يفعلون بنا ما يشاؤون".

 تحقيق حكومى
حالياً يقيم ديكرز في تايلاند. في اتصال هاتفي عبّر عن فرحته للتحقيق الذي تم الإعلان عنه أمس. ويعبر فان هوخنهاوزن عن سعادته قائلاً: "أخبار رائعة. وأفضل شيء أن الطرف الذي يقوم به محايد تماماً، وليس من قبل الأساقفة".
سيركز تحقيق راوفوت وهيرش بالين على سؤال فيما إذا كان مجلس مؤسسة حماية الطفل، أو سلفها "مجلس الوصاية"، على علم بالاعتداءات الجنسية. وإذا كان الأمر كذلك، سيُنظر في أمر الإجراءات التي تمت حينها.

 إعانة مالية
في القرن الماضي عُهد برعاية أطفال الرعاية المؤقتة الهولنديين إلى جمعيات الوصاية ودور الرعاية من "أطياف" مختلفة. هذه المؤسسات البروتستانتية والكاثوليكية، التي كانت ترعى أطفال الوصاية وتتلقى الإعانات المالية لتلك الخدمة، كانت تحت إشراف. فمنذ 1956 كانت تحت إشراف مجلس المشورة لمؤسسة حماية الطفل.

 لجنة ديتمان
يجري التحقيق الحكومي بشكل موازٍ للتحقيق داخل الكنيسة الكاثوليكية الذي يهيئ له الوزير السابق ورئيس بلدية لاهاي السابق، فيم ديتمان، بتوكيل من الأساقفة. يبحث ديتمان فقط في حالات الاعتداءات الجنسية بحق الأطفال في المؤسسات الكاثوليكية، حتى تلك التي بدون توكيل من مؤسسة حماية الطفل.
من بين حوالي 300 بلاغ عن اعتداءات جنسية وسوء معاملة ضمن الكنيسة الكاثوليكية والتي تلقتها صحيفة إن آ رسي هاندلسبلاد وإذاعة هولندا العالمية خلال الأسابيع الخمسة الماضية، هناك بضعة عشرات من شهادات الأطفال الذين تربوا في دور الرعاية عن طريق مجلس الوصاية ومجلس حماية الأطفال.
سوء المعاملة هي الرابط بين هذه الشهادات. في دور الرعاية والمؤسسات كانت الثقافة منغلقة أكثر مما هي عليه في المدارس الداخلية. حسب البلاغات، بالكاد، أو لم يكن هناك، إشراف حكومي فعال.

 شهوة التسلط
أحد الشهود هو فرانس هوبن (64) من أوتمارسوم. قضى طفولته في دار القديس يوسف في كادير إن كير، تحت إشراف آباء القلب الأقدس. عندما كان هوبن في سن الثانية عشر، لم تعد مؤسسة حماية الطفل "تظهر على الإطلاق". ويقول إنه خلال تلك الفترة "جاء أحدهم لمرة واحدة".
في كادير إن كير كانت مؤسسة حماية الطفل تضع الأيتام والغلمان من الأسر التي تعاني من المشاكل. كان هوبن ابن عضو في الحزب النازي. وأمه لم تستطع، أو لم ترد، رعايته. مؤخراً قام بنشر كتاب حول ذكرياته عن شهوة التسلط والاعتداءات الجنسية في المدرسة الداخلية. يقول هوبن: "الكتاب هو اتهام لمؤسسة حماية الطفل التي لم تتدخل".

بقع زرقاء
رفيقه في المصيبة في دار القديس يوسف هو بيت ريتفيلد (57)، يقيم حالياً في خروننغن. أقام هناك من 1962 حتى 1966. ويصف لنا كيف عومل بسادية في "الزنزانات" الانفرادية في القبو، حيث تم احتجازه لوقت طويل.
لم يكن ريتفيلد يلحظ أي إشراف من قبل مؤسسة حماية الطفل:
"وإذا ما جاؤوا، لم يكونوا يذهبون أبعد من غرفة الكاهن المدير. لم نرَ أولئك الناس على الإطلاق. لو تفقدونا بالفعل، لكانوا استطاعوا رؤية البقع الزرقاء التي تملأ جسدي".

 إخفاء الانتهاكات
في الوقت الحالي، دار القديس يوسف هو مركز أحداث تابع لوزارة العدل. الأخوة والكهنة لم يعد لهم وجود. ولكن الذكريات لا تزال باقية. لمرة واحد، بعد سنوات من مغادرته، ذهب ريتفيلد إلى هناك للانتقام:
"كنت غاضباً جداً. اختبأت خلف دار القديس يوسف. فكرت: أكمن هناك وأمسك بأحدهم. ولكن في النهاية لم أفعل ذلك".
ويبدو أن هوبن أيضاً لم يترك الماضي. وغالباً ما يفكر "بالإخوة الذين لم يكونوا يسيطرون على أياديهم ويقمعون أي شكل من أشكال الاعتراض. وبالكهنة الذين كانوا يغمضون أعينهم عما كان يجري ويخفون الانتهاكات".

مجلس مؤسسة حماية الطفل لا يستجيب. وحسب ناطق باسم المجلس: "ننتظر نهاية التحقيق الموعود به من قبل الوزيرين

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع