CET 09:59:06 - 15/04/2010

مقالات مختارة

بقلم: أنيس منصور

كان السلطان أكبر، أحد سلاطين الهند، صاحب مزاج خاص في كل شيء. أجمل ما أعجبني من حياته: لعبة الشطرنج. كان يجلس في مكان مرتفع في جانب من حديقة القصر. أما رقعة الشطرنج فهي أرض الحديقة، وأما قطع الشطرنج فبنات جميلات: اللاتي يرتدين الأصفر هن الجنود، واللاتي يرتدين الأحمر هن الطابية، واللاتي يرتدين الذهبي هن الفيلة، واللاتي يرتدين البني هن الخيول. أما الملك فكل الذهب والماس له، وأما الوزير فدون ذلك قليلا.

ويجلس الإمبراطور أكبر وينادي، يا ولد: حرك الحصان. يتحرك الحصان - لا تنس أن كل قطع الشطرنج بنات شبه عاريات. يا ولد: طلع الفيل..

أما الذي يلاعبه في الناحية الأخرى فهو أحد الوزراء. أو، غالبا، من قادة الجيش. والويل كل الويل إذا حاول أحد القادة أن يتفوق على السلطان.. والنتيجة معروفة: شنق هذا المغفل الذي تصور أن السلطان أكبر عنده روح رياضية؛ يقبل الهزيمة بسعة صدر وسماحة نفس.. وكان السلطان يضيق بهؤلاء اللاعبين الذين يخافون أن يلعبوا ويخافون أن يغلبوا السلطان أو يغلبهم السلطان.. وأجمل ما في هذه اللعبة هو اللاعب الذي يجعل اللعبة تطول وتطول.. أما المكافأة فهي أن يضحك السلطان ويشير إلى إحدى قطع الشطرنج لتكون هدية له يوما أو بعض يوم.

شيء واحد تمنيت أن أقلد فيه السلطان، لا أن ألعب؛ فقد لعبت. ولكن فقط أن يؤدي اللعب والتفكير إلى كسر وسطي وهد حيلي فأنام فوق كما كان يفعل السلطان أكبر في نهاية كل مباراة!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع