كتبت: ماريا ألفي – خاص الأقباط متحدون
على خلفية تصريحات المستشار ممدوح نخلة حول أحقية المسيحيين بدخول جامعة الأزهر للدراسة بها كسائر الجامعات المصرية، وبأن جامعة الأزهر تعتبر غير دستورية في حال تشددها بعدم التساوي بين الأقباط والمسلمين في دخولها والدراسة بها.
قام برنامج "ضرب نار" المقدم عبر فضائية "المحور" بفتح هذا الملف، حيث استضاف البرنامج كلاً من: المستشار ممدوح نخلة والدكتور نبيل لوقا بباوي والسيد محمد رأفت عثمان "العضو بمجمع البحوث وأستاذ الفقه المقارن"، والدكتور عبد الله النجار "عضو بمجمع البحوث الإسلامية".
وصرح الأستاذ ممدوح نخلة إن هذه الدعوة القضائية تقوم على أساس تفعيل القانون بخصوص مادة المواطنة، موضحًا إن المواطنة لا تفرق بين أي إنسان بسبب عقيدته أو دينه.
وأضاف: إن دخول الأقباط للأزهر يعطي ثقافة إسلامية للمسيحيين يحتاجونها في التعايش بمصر، مؤكدًا أنه لا ضرر على المسيحيين أو المسلمين في دخول الأقباط جامعة الأزهر.
وقارن المستشار ممدوح نخلة بين فرض الدين الإسلامي بمناهج التعليم ودخول الأقباط بمحض إرادتهم إلى جامعة الأزهر حبًا لهم في تعلم الثقافة الإسلامية.
وأكد أيضًا أنه يوافق على دخول المسلمين لكليات مسيحية، موضحًا أن هناك أشخاص مسلمين كانوا يدرسون معه بمعهد قبطي تشرف عليه الكنيسة، وأشار إلى أن هناك جامعة كاثوليكية بأمريكا تضم عدد كبير من المسلمين.
وعلى الجانب الآخر أوضح الدكتور نبيل لوقا بباوي إن هذا الموضوع يصطدم بقانون الأزهر، موضحًا إن من حدود اختصاصات الأزهر أنها مختصة بالتعليم العالي الأزهري إلى جانب حفظ التراث الإسلامي وتزويد العالم الإسلامي بالعلماء.
وأكد بباوي أنه على يقين إن جامعة الأزهر لو فتحت للأقباط فلن يسمح أحد من الأقباط بدخول أولاده إليها، موضحًا أنه لا يصح أن يذهب الطفل للأزهر بالملابس الخاصة به وحفظ القرآن إلى جانب قراءة الفاتحة وبعد ذلك يذهب ليلاً مع والديه إلى الكنيسة حيث أكد أن في هذا تشتيت لذهن الأطفال حيث التداخل بين الثقافات، وبأنه أمر غير مقبول منطقيًا.
وأشار إلى أن المادة 38 من قانون الأزهر تُقر بعدم السماح لغير المسلمين بدخولها بالإضافة إلى عدم موافقة قداسة البابا شنودة على هذا الأمر.
وذكر بباوي أنه لا يقبل دخول غير المسيحيين إلى الكليات المسيحية، مؤكدًا أنه لا يصح هدم منظومة كاملة بسبب عدد من الأفراد, وتساءل قائلاً: "هل مشاكل الأقباط جميعها تم حلها لكي نفكر في دخولهم جامعة الأزهر أم لا"؟!
واختتم حديثه بأنه أكد على أن المناخ حاليًا لا يسمح بفتح هذه الموضوعات لوجود حالة من الاحتقان إلى جانب إثارة هذا الموضوع لمشاعر المسلمين.
وفي سياق متصل صرح السيد محمد رأفت عثمان أن هذه الفكرة مرفوضة مؤكدًا على إن الأزهر هيئة إسلامية. كما أكد أن الأزهر لا تصرف عليه الدولة ومن ثم فقراراته وتوجهاته هي ملكه فقط. وأضاف أن هذه الفكرة تُثير حفيظة المسلمين.
وأكد الدكتور عبد الله النجار إن الإسلام لا يمنع أحدًا من طلب العلم خاصة وإن هذا حق من حقوق الإنسان إلى جانب إن علوم الإسلام من العلوم النافعة وليست الضارة.
أما فيما يتعلق بموضوع المواطنة فأشار النجار إن المسلمين والمسيحيين على درجة سواء ولكنه أكد إن من ضمن المواطنة أن يحتفظ كلاً بخصوصيته الدينية، موضحًا أنه لا يجوز وذلك احترامًا للخصوصية العقائدية لكل فريق وهذا لا يتنافى مع فكرة المواطنة –على حد تعبيره-.
وأكد أيضًا إن الأزهر مؤسسة تعليمية متصلة بالعقيدة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الكليات العملية ليست مدنية بل الهدف الأساسي منها هو إحياء الأفكار الإسلامية، أي أنها فكرة دينية وليست دنيوية وأكد في هذا أنه لا يرضى على المسيحي بأن يخدم دينًا آخر غير دينه. |