CET 00:00:00 - 12/04/2010

مساحة رأي

بقلم : محمود الزهيري 
 المسألة لدي الجمعية الوطنية للتغيير ليست لوناً من ألوان الترف السياسي , وأعتقد أنها ليست نوعاً من أنواع المرض الذي أصاب النخب والكاريزما والمثقفين وأصحاب الحناجر الجاعرة من أدعياء القومانية العربية الواهمة أو الإسلامانية الرافضة , ولكنها مسألة آخذة في التعاظم والظهور علي مسرح السياسة المصرية بأبعادها الإجتماعية المنهارة , وهذا ماتنبيء عنه الأحداث المتزايدة في الداخل , وفي الخارج .
 الخبثاء من القوم سيذهب عقلهم إلي أن مايحدث في مصر هو تدابير أمنية متصاعدة بقوة وبحدة آخذة في الإذدياد ضد المواطنين النشطاء من المصريين المنهكين بفعل أزمان طالتهم بكل ألوان الفسادات والعذابات المتتالية , تمهيداً لإستمرار منظومة الطغيان المصري في الحكم مخافة أن تطاله المحاكمات الوطنية والدولية حال سقوطه أو إنهياره  .

وسيقول بعض السفهاء أن الدكتور محمد البرادعي من وراء مطالبه دول الإتحاد الأوروبي , ودول العالم الحر , وأن أمريكا تراقب الوضع حتي تعلن التأييد الكامل للجمعية الوطنية للتغيير , حسب مستجدات الأمور , وحسب قرب التيار الديني والقوماني منها أو بعده عنها , وحسب ماتسفر عنه دوائر الأحداث .
ماحدث يوم الثلاثاء الأسود 6 أبريل 2010 يمثل منحني خطير في خط سير النظام المصري وأجهزته الأمنية التي لاتمتلك إلا العصا الأمنية لكل من يصبح له رأياً خرج إلي حيز التنفيذ , وما حملته هذه الأجهزة من عنف وإرهاب إمتد لدرجة هتك الأعراض في الشوارع العامة بالقاهرة , وصولاً لجرائم الضرب بقسوة وعنف غير معهود وهذا مايرجع بنا بالذاكرة إلي أحداث الأربعاء الأسود 25ــــ 5 ــــ 2005 والمتعارف عليه سياسياً بيوم العار وهو يوم الإستفتاء علي تعديل المادة 76 من الدستور المصري والتي تؤبد الحكم والسلطة لحزب النظام الحاكم , وهذا اليوم إنتهكت فيه الأعراض في الشارع العام وفي الميادين والأرصفة بجلافة وصلافة غير معهودة , وتم التعدي بالضرب بقسوة بالغة علي الناشطين المصريين بواسطة الأجهزة الأمنية والعديد من بلطجية النظام الحاكم , لدرجة أن أحد الأصدقاء من مدينة طوخ بمحافظة القليوبية وهو ضابط بالقوات المسلحة علي المعاش , ويدعي إمام أبو الخير , شاهد واقعة التعدي علي النشطاء المصريين نساءاً ورجالاً , واعترض علي مايحدث , فما كان من أحد رجال الأمن إلا  أن قال له " إنت إنضربت , فقال له : لأ , فقال رجل الأمن له : إرجع تاني إطلع فوق سلم النقابة علشان تنضرب " وبكي الرجل علي مايحدث للمصريين , وما آل إليه حالهم , وحال وطنهم السليب المهان في شخوصهم !!

هذا ماتكرر في 6 أبريل 2010 بالقاهرة , وهذا مارصدته وأنفعلت له وكالات الأنباء العالمية, ورصدته وانزعجت منه كافة المنظمات والأجهزة المعنية بحقوق الإنسان علي المستوي الدولي .
ولكن هذا يحدث داخل مصر .. ولكن في إتجاه آخر يحدث للمصريين خارج مصر جرائم إعتقال بلا سند أو مبرر قانوني إنساني , في مخالفات مفضوحة للقوانين والأعراف والمعاهدات الدولية , يحدث بدولة الكويت العربية الشقيقة التي يزعق أصحاب الإنتماء القوماني العروبي بضرورة إحياء القومانية العربية , وكأنها كانت في حالة حياة في يوم من الأيام ثم ماتت , ويريد هؤلاء بعث هذه القومانية من مرقدها بمقابر العروبة , فكيف بالكويت ترتكب هذه الجرائم في حق المصريين العاملين والمقيمين علي أرضها لمجرد أنهم عبروا عن تأييدهم للدكتور محمد البرادعي , ولمطالب الجمعية الوطنية للتغيير وهم لم  يرتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون الكويتي جزائياً ؟!!

وهل كان هذه الفعل الإجرامي سيحدث لو نافق المصريون بدولة الكويت النظام المصري وعبروا عن تأييدهم لمبارك الأب , أو لوراثة عرشه عبر مبارك الإبن ؟!
لن أقول أين الدولة المصرية بشأن مافعلته دولة الكويت مع المصريين بإرتكابها جرائم الإعتقال  ضدهم , لأن النظام المصري إختزل الدولة والمجتمع في شخصه ليكونوا خداماً لطغيانه وفساده وإجرامه في حق المصريين , فلن يقبل بأي إجراء يتم إتخاذه ضد دولة الكويت ـــ ولو كان علي المستوي الديبلوماسي فقط  ـــ , ومن ثم لصالح المصريين في الخارج , لأنه هو من أهانهم وأذلهم وسجنهم واعتقلهم في الداخل  , فمن هانت عليه كرامة مواطني الداخل , لن يقدر أن يرد لهم كرامتهم السليبة بالخارج .

لن يبقي أمام الجمعية الوطنية للتغير إلا الأخذ بزمام مبادرة الفعل الإيجابي المسئول أمام المصريين , وأمام دول العالم الحر , بإتخاذ كافة التدابير الوقائية ضد هذا الإجرام المصري السلطوي , ولا تخشي الجمعية من أنصار الطغيان أدعياء العداء المجاني للإمبريالية المزعومة أو الصهيونية المتيقنة , ومن ثم التخوف من أحاديث خائنة للوطن والمواطنين علي زعم ممالئة الخارج والإستعانة به علي الداخل , فهذه أقاويل نخب ومثقفين وكاريزمات فاشلة ولا تبحث إلا عن مجد شخصي ومصالح شخصية وفقط , وكلها مرهونة بوجودها علي عتبات النظام الطغياني الإستبدادي ,   وهذا حتي تتحقق مطالب الجمعية الوطنية للتغيير , ويسترد المصريون حريتهم السليبة , وكرامتهم الفقيدة , وأمنهم المباح , وتتساوي مصر مع دول العالم الحر في منظومة الحرية والكرامة الإنسانية , وهذا يحتاج لفاتورة , أياً كانت هذه الفاتورة  , لأن هذه الفاتورة ضرورة مرحلة !!
والسؤال لماذا إعتقالات الكويت لأعضاء الجمعية الوطنية للتغيير , وأنصار الدكتور البرادعي ؟!!

mahmoudelzohery@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق