قوة العاطفة

الراسل: ألبير ثابت 
تتميز المرأة بقوة العاطفة والعطاء بلا حدود، والصبر والتحمل، والمشاعر الجميلة الفياضة، فهي تمنح الشخص الذي تحبه كل ما تملك من عاطفة وحنان وعندما يخيب ظنها فيه أو عندما يكافئ ذلك بالإساءة إليها نجد أن ردود أفعالها العكسية تكون بالقدر نفسه من القوة.
وأحياناً يكون ذات نزعة انتقامية مبالغ فيها... كما لوحظ في بعض الأحداث والمواقف الحديثة والقصص التاريخية القديمة إذ جرحت المرأة بعمق وتم إهانة كرامتها وشرفها يكون رد الاعتبار لكبريائها والثأر ممن أساء إليها يتسم بالقسوة والعنف...

كما أن للبيئة والتربية والمفاهيم الدينية والثقافية والأعراف المحيطة بالمرأة له دور في طريقة رد الاعتبار... في هذا السياق تذكرت قصة (شجرة الدر) في فترة الدولة الأيوبية التي تنازلت عن الحكم والسلطان رسمياً وانزوت في بيت زوجها (السلطان أيبك) إلا أنها  قد مارسته فعلاً بمشاركة زوجها مسئولية الحكم، وخضع لسيطرتها فأرغمته على هجر زوجته الأولى أم ولده (علي) وحرمت عليه زيارتها هي وابنها وبلغ من سيطرتها على أمور السلطان حيث كانت مستولية على أيبك في جميع أحواله وتصرفاته.. وعندما انقلب عليها بعدما أحكم قبضته على الحكم في البلاد وتخلص من منافسيه في الداخل ومناوئيه من  الأيوبيين في الخارج وتمرس بإدارة شئون البلاد وبدأ زوجها أيبك في اتخاذ خطوات للزواج من ابنة (بدر الدين لؤلؤ) صاحب الموصل فغضبت شجر الدر وقررت الإنتقام لذلك فأسرعت في تدبير مؤامرتها للتخلص من زوجها أيبك، فأرسلت إليه تسترضيه وتتلطف معه وتطلب عفوه فانخدع أيبك لحيلتها واستجاب لدعوتها وذهب إلى القلعة حيث لقيَّ حتفه هناك.

وقد أشاعت شجر الدر أن المعز لدين الله أيبك قد مات فجأة بالليل ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك (أم علي) التي أمرت جواريها بقتلها بعد أيام قليلة وألقوا بها من فوق سور القلعة ودُفنت بعد عدة أيام...
شكراً للأخت هيام.. ونأمل المزيد من المقالات عن دور المرأة والمجتمع. 
على موضوع: انهضن يا سيدات العالم... لوقف انتقام امرأة من رجل فعلاً ظالم!!