CET 00:00:00 - 07/04/2010

مساحة رأي

بقلم : ايليا مقار
قال:هاااي ، مرّ وقتُ طويل!
قالت:  نعم، كنت مشغولة، ثم انني لا اريد أن يلاحظ زوجي شيئاً
قال:  إفتقدتك
قالت:  أشكرك
قال:  كنت اتوقع إجابة مختلفة
قالت:  اعرف
قال:  أُحبك
قالت:  كاذب :’(
قال:  تريدين مني فقط أن أؤكد لك أني أحبك! أنه غرورو الأُنثي
قالت:  لا، بل إنه ذكاء الأُنثي، ربما تقول ذلك لكل صديقاتك على الشات!
قال:  ربما، ولكني أحبك الأن. أشعر بهذا ... الأّن
قالت:   :’(
قال:  هل الحب خطيئة؟! الا تقولون عندكم أن .. الله محبة؟!
قالت:  نعم، ولكنك لا تحبني، أنت تستهلكني، ربما يشبع إصطيادك للنساء
  إحساسك بالرجولة أو يعطيك أحساساً بالنجاح
قال:  وهل تنكرين أنك تستهلكينني أيضاً؟ ألا يطربك كلامي ويشعرك بإنوثتك؟
  حبيبتي، كلنا لصوص، حتى وإن إرتحتِ لدور الفريسة
قالت:  هل تقبل أن تحادث زوجتك الغرباء وتسمع ما أسمع منك على الشات؟!
قال:  لا تستطيع
قالت:  لماذا؟
قال:  عندما إخترت زوجتي، إخترتها من عصر يسبقنا بمئات السنين، هي لا
  تعلم شيئاً عن الكمبيوتر أو إمور التكنولوجيا هذه، تخشى الأخرين،
  وتري العالم من خلال عينيً، كما اريدها أن تراه.
قالت:  إذن فهي لا تخونك لأنها لا تعرف كيف؟ هل هذا هو الإخلاص؟ هل
  الفضيلة  هي غياب الطريق للرذيلة؟
قال:  ربما لا، ولكنه كاف بما فيه الكفاية لأشعر بالأمان
قالت:  هل تحبها؟
قال:  لا أعلم
قالت:  هل تحبك؟
قال:  انا كل عالمها
قالت:  وهل تقول لها أنك تحبها؟
قال:  لا أتذكر. ثم لمَ افعل؟! لديها كل ما تحتاجه، اليس هذا هو دليل الحب؟
قالت:  تتحدث كزوجي تماما! هذا المنطق هو الذي أتي بي لرجل مثلك. أكره
  الأزواج عندما ينتهي تعبيرهم عن الحب بمجرد أن يبدأ إحساسهم
بالأمان!
قال:  ولكني أشكر هؤلاء الأزواج، فلولاهم ما وجد العاشقين مثلي صيدهم.
قالت:  الا تخشى ان تبحث زوجتك عمن يعبر لها عن حبه الكاذب كما تفعل معي؟
قال:  هناك فرق، أنت خائنة، بينما بالنسبة لزوجتي، انا كل حياتها
قالت:  يا إلهي، إنك تهينني! تتصرف كأنني أسيرتك، الا تعلم انني استطيع أن
  أختفي للأبد؟
قال:  لن تستطيعين، ثم أن الإهانة تشعرك بالألم، والألم يشعرك بأنك ما زلتِ
علي قيد الحياة
قالت:  أنت شيطان ... :’( ... يا إلهي...
قال:  لماذا تبكين؟ايهما افضل لك؟ زوجك؟ الملاك المهمل، ام أنا؟ الشيطان
المهتم؟
قالت:  أنا أحب زوجي،  انت لست في حياتي أساساً، انت مجرد فكرة، انت لم
  ترني قط، لم أسمع صوتك قط، انت مجرد افكار تتفاعل معي على شاشة
  الكمبيوتر. ككتاب شيق، استطيع أن القي بك في أي وقت.
قال:  لا، ليس لك إرادة الإختيار، ثم لمُ الحاجة للإختيار عندما يمكنك الجمع
  بين الملاك والشيطان؟
قالت:  :’( اشعر بالإهانة، زوجي ظالم، كيف يحصل على شيئ؟ لماذا يتجاهلني
ملاكي ثم يترك إحساس الذنب يفتك بي عندما أبحث بنفسي عن كلمة حب
:’(
قال:  دعك من حديث الملائكة، قولي لي، ماذا ترتدين
قالت:  أنت تافه
قال:  وأنتِ اسيرتي
قالت:  أستطيع أن أفك أسري
قال:  لن تستطيعين
قالت:  بل أستطيع، أريد أن أغتسل :’( أشعر معك اني ساقطة
قال:  أنتِ ملكي، ليس بيدك الإختيار
قالت:  بل ...... اخترت ملاكي
... مسحت دموعها بكفتيها، مدت اصابعها المبتلة المرتعشة على عجلة الى الكمبيوتر، ضغطت بعنف
Start
Programs
Uninstall
سحبت كابل الكمبيوتر بكلتها يديها من الحائط، إستمرت في مسح دموعها، اطفأت نور الغرفة، خرجت.. كان زوجها يقرأ الجريدة، نظر اليها،
قال بإنزعاج.. ماذا بك؟؟
قالت وقد وضعت اصبعها المبتل على شفتيه ثم إرتمت على صدره..... شششش.. لا شيْ.. لا إريد أن اسمع شيئاً...
إبتسمت وهي تبكي... يكفيني أن أكون في حضن ملاكي المهمل.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق