CET 00:00:00 - 05/04/2010

مساحة رأي

بقلم: شاكر فريد حسن
في روايته \"الشيء الآخر\" تساءل الكاتب الشهيد غسان كنفاني : من قتل ليلى الحايك؟ّ واليوم بعد تسع سنوات على موته نتساءل بلوعة وحزن وحرقة: من قتل فيصل الحسيني؟ّ! كان فيصل الحسيني شخصية سياسية وقيادية فلسطينية بارزة ومعروفة ،احتل مكانة رفيعة وغالية في قلوب المقدسيين والفلسطينيين لما تمتع به من شجاعة وحكمة ودراية ورؤية سياسية وفكرية واضحة .

إنتمى قلباً وقالباً الى القدس العتيقة فكان حارس أسوارها ، هائماً بحبها وعشقها، منغرساً في أزقتها وحاراتها وشوارعها ، مدافعاً عن مساجدها وكنائسها ومعابدها. حمل هموم الوطن وجراحات شعبه الذي يئن تحت مطارق وحراب الاحتلال ، وعرف عنه الصدق والوفاء والاخلاص للمبادىء والتمسك بالاهداف الوطنية السامية. كان سياسياً حكيماً وقائداً صلباً ومفاوضاً سياسياً بارعاً ومحاوراً لبقاً بامتياز ، ومدافعاً عنيداً وشرساً عن عروبة القدس وعدالة القضية الفلسطينية. عمل على إنشاء وتأسيس جمعية الدراسات العربية في القدس بهدف مواجهة عمليات الطمس والتشويه والابادة وتوثيق تاريخ القدس وتراثها ومعالمها التاريخية والحضارية وانجاز الدراسات عن مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية ومقدساته.

في العام 2001 سافر طيب الذكر المرحوم فيصل الحسيني الى الكويت للمشاركة في محور حول القدس ، وخلال تواجده في غرفته بفندق \"كراون بلازا\" توقف قلبه المهموم المتعب عن النبض والخفقان وأعلن عن وفاته ، التي شكلت خسارة أليمة وضربة قاسية وموجعة للحركة الوطنية الفلسطينية وللنضال التحرري الاستقلالي الفلسطيني. وقبل مدة وجيزة ، وفي أعقاب مقتل القيادي الفلسطيني في حركة حماس محمود المبحوح في دبي ، تناقلت وسائل الاعلام المختلفة عزم دولة الامارات العربية المتحدة والكويت فتح تحقيق رسمي وجدي في ملابسات وظروف وفاة القائد الفلسطيني فيصل الحسيني ، ما يؤكد وجود شك وعلامة استفهام بأن الحسيني لم يمت بالنوبة القلبية بل تمت تصفيته وقتله كغيره من رجالات النضال والمقاومة الفلسطينية ، وهذا التحقيق هو امر ضروري وهام ويجب استكمال اجرائه بحثاً عن الحقيقة الغائبة،وسيظل فيصل الحسيني حاضراً في كل محفل ومشهد في القدس وفلسطين.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق