CET 00:00:00 - 03/04/2010

مساحة رأي

بقلم : غازي حميد فرحان الكعود
تاريـــخ مدينــــة كــركــــوك:
يسكن في هذه  المدينة المسلمين والمسحيين ومن العرب و التركمان والأكراد و الصابئة المندائيين و أيضا الديانة الايزيدية والأرمن .
ويوجد في  كركوك مزيج متجانس من قوميات مختلفة من العرب و الأكراد و والتركمان والآشوريين والكلدان والأرمن,كركوك عرفت منذ القدم بتجانس قومياتها المختلفة
و من وجهة نظر التركمان الذين يعتبرون أن أجدادهم قدموا إلى العراق أثناء خلافة الأمويين و العباسيين لحاجة الفتوحات الإسلامية لمقاتليهم الأشداء وهذا ادعاء لا يستند إلى أدلة واقعية ولا يخرج من دائرة الافتراضات الضعيفة، ومنذ ذلك الوقت و خاصة  أثناء حكم دولتي الخروفين الأسود و الأبيض بدأ الاستيطان التركماني لمدينة كركوك  ودخل السلاجقة الأتراك العراق  عام 1055م عندما قدم قائدهم طغرل بك على رأس جيش مكون من قبائل الاوغوز
التركية من تركمانستان و قرقيزستان الحاليتين و حكموا العراق لفترة 63 عام.

 يعتبر المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني   وهو من تركمان العراق جزءا من جيش السلطان العثماني مراد الرابع الذي دخل العراق بعد طرد الصوفيين منها عام 1638م حيث أبقى على بعض من جنوده بالعراق لحماية الطرق بين الولايات العثمانية و يعتقد الكثيرون أن التركمان هم من بقايا العثمانيين بعد مجئ الاحتلال البريطاني و اللذين بقوا في العراق دون أن يتعرض لهم     البريطانيون.

من وجهة نظر العرب كانت هناك عشيرة عربية وحيدة في منطقة كركوك، و هم الحديديون ويعتبر هؤلاء من العشائر العربية الأخرى التي استوطنت كركوك أثناء العهد الملكي في العراق، أما عشائر العبيد و الجبور فقد قدمت  إلى كركوك من منطقة الموصل بعد خلافات مع عشائر أخرى هناك واستقروا في منطقة الحويجة عام 1935م أثناء حكومة ياسين الهاشمي.

لسنوات طويلة كانت كركوك بمثابة البوتقة التي انصهرت فيها مختلف القوميات لكن الأمر أصبح شائكا بعد الاحتلال الأمريكي حيث تسعى القوميات المختلفة في كركوك لإثبات حقوقها التاريخية.

 أما السيدان جلال الطالباني ومسعود البارزاني  يحاولان من جهتهم إلحاق كركوك بما يسمى هذه الأيام بإقليم كردستان وهذا ما يحدث باتفاقيات سرية بين الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة  نوري المالكي والسيد اياد علاوي صاحب الحكومة القادمة وبينهم.... نقول لكم ونحذركم يوم لا ينفع الندم   كفاكم تمزيق وتأمر على العراق ووحدة شعبه .

 بينما يحاول العرب والتركمان إبقاء كركوك ضمن الحكومة المركزية في بغداد, هذه الخلافات تم التعبير عنها بالعنف المسلح في بعض الأحيان والخلاف السياسي في أحيان أخرى... و عندما طرح السيناتور الأمريكي جو بايدن خطته لتقسيم العراق أعلن التركمان أنهم سوف يعلنون دولة تركمانستان.

أنا لست بسياسي ولكن أنا عراقي أحب بلدي  وأنا شخص اعمل في مجال حقوق الإنسان واكتب مواضيع سياسية تهم العراق.
سؤالي لماذا هذا الانقسام لماذا زعماء الأحزاب يريدون أن يصبح العراق مجزءا إلى دويلات من ورائهم ومن المستفيد من وراء كل ذلك , يجب إن تكون هناك أجوبة  من قبل أهل السياسية الجدد.

 إما جلال الطالباني حين يذهب إلى إيران مع عادل عبد المهدي لبحث نتائج الانتخابات العراقية هناك( ايران) وهي المحرك الروحي في العراق يجب علينا كعراقيين إن نقف عند هذه النقطة الخطرة جدا في تاريخ العراق الحالي .
 
وبالنسبة للسيد أياد علاوي نبارك له ثقة الشعب العراقي به عسى أن يكون عند حسن ظنه فأنه أمام صراع كبير بين أن يعتلي كرسي رئاسة الوزراء مقابل التنازل عن كركوك أو القبول بتدخل ذيول الاحتلال  الإيراني من شخصيات ممثلة بكم كبير من الشخصيات النيئبة  على حساب مصالح العراق الشعبية والقومية...وهذا ما لا نتمناه.

بل الذي نتمناه فعلا من السيد إياد علاوي وهذا ما راهن عليه كل الشعب العراقي الداخل والخارج هو إن يخرج الاحتلاليين الأمريكي والإيراني وان يوحد العراق بالكامل وان يعيد بناء مؤسسات الدولة العراقية وبناء  الجيش العراقي وكل المؤسسات العراقية الوطنية وان يخرج جميع المعتقلين الموجودين في سجون الاحتلال الأمريكي وسجون الصفويين الجدد اللذين يمثلون   إيران  في العراق ويعوض المظلومين من أبناء الشعب العراقي و عوائل الشهداء هذا واجب وطني مقدس يجب عليه فعلة ودون تأخير.
 


أما جغـــــرافيـــــآ:
كركوك تعتبر مركزا رئيسيا لإنتاج النفط في شمال العراق وتعتبر تاريخيا مدينة متعددة الأعراق بسبب التغير الديموغرافي الذي حصل من قبل الدولة العثمانية، يقطنها  العرب ،التركمان ، الأكراد ، الكلدان، الأشور، السريان،  والأرمن..وتبعد كركوك 250 كم شمال شرق محافظة بغداد عاصمة العراق يحدها جبال زاكروس من الشمال ونهر الزاب الصغير من الغرب وسلسلة جبال حمرين من الجنوب ونهر ديالى الذي يعرف بنهر حيروان من الجنوب الغربي. ويقدر نفوس كركوك الحالي وحسب الإحصائيات الموجودة في دائرة الإحصاء حوالي 1،585،468 ألف نسمة .

يمر نهر الخالص في وسط مدينة كركوك ويقسم المدينة إلى شطرين كما يمر نهر الزاب الصغير ( من أهم روافد نهر دجلة) على بعد حوالي 45 كم من مركز المدينة وقد نفذ مشروع أروائي جبار على نهر الزاب وظيفته ري مدينة كركوك حيث يوصل الماء إلى المدينة ومزارعها المحيطة والموزعة بالمحافظة، وقد غير هذا المشروع نمط حياة ومعيشة الكثير من القرويين والمزارعين إلى الأفضل.

المعالم القديمة في مدينة كركوك:

قلعــــة كركـــــــوك:
بنيت قلعة كركوك في الأصل على تل مدور ذي أربع زوايا يرتفع عن السهول المحيطة به بحوالي 120 قدما ويشرف على وادي نهر صغير ذي مياه قليلة يفيض عادة في الفصول الماطرة ويعرف بنهر الخاصة وعلى ما يظهر فان هذه القلعة كانت مسورة في العصور القديمة و كان لها أربعة أبواب سماها العثمانيون بالباب الرئيسي ذي المدرجات و باب الطوب و باب البنات السبع و باب الحلوجية.

 أشهر المجمعات السكنية في قلعة كركوك كانت تقع في قسمه الغربي الذي اشتهر بمحلة حمام حيث شاطر فيها المسلمون إخوانهم المسيحيين لقرون عديدة وكان كل من مركز مطرانيه باجرامي و جامع النبي دانيال يقعان في نفس المحلة.

جامـــع النبـــي دانيــــــــــــال:
وهو عبارة عن مسجد شيد على قبر يعتقد البعض أنه يضم جسد النبي دانيال لأن من أفكار المسلمين أن الأنبياء لا تؤكل أجسادهم، ويقع المسجد ضمن قلعة كركوك في نفس المدينة(كركوك) ، وكان الجامع بالأصل أحد المعابد اليهودية ثم تحول إلى كنيسة مسيحية ليبنى عليها فيما بعد المسجد.

يحتوي المسجد على قبتين و ثلاث منارات بالإضافة إلى أقواس وأعمدة يرجع طراز بناءها إلى عهد المغول، ويبلغ مساحة المسجد 400 متر مربع و يحتوي على أربعة أضرحة يعتقد أنها تعود إلى دانيال و حنا و عزرا و ميخائيل.
نتيجة للاحترام الكبير والمحبة الفائقة التي كان يكنها أهل كركوك للمسيحيين واليهود ولشخص النبي دانيال قام أهل كركوك القدماء بدفن موتاهم بجانب مسجد النبي دانيال حيث تعتبر المقبرة الموجودة بجانب المسجد من أقدم المقابر في مدينة كركوك.

قيصــــــريـــــــة:
هو سوق قديم يقع بالقرب من قلعة كركوك في مدينة كركوك العراقية استنادا على السفرنامة العثمانية، بنيت القيصرية في 1855 م أثناء حكم العثمانيين، إعادة تعميره في عام 1978 م.
الطراز البنائي للسوق يحمل رموزا تشير إلى عدد الأوقات،حيث تحتوي القيصرية على 365 دكانا ترمز إلى عدد أيام السنة و 24 فرعا ترمز إلى عدد الساعات في اليوم و 12 غرفة صغيرة في طابقها العلوي كإشارة إلى عدد الأشهر و 7 أبواب إشارة إلى أيام الأسبوع.

قلعـــــــة جرمــــــــــو:
هي منطقة أثرية واقعة في شمال العراق في أسفل جبال زاكروس شرقي مدينة كركوك،تعتبر جرمو من أقدم التجمعات الزراعية في العالم يرجع تاريخ الاستيطان فيها إلى 7000 عام قبل الميلاد، كما تعتبر جرمو من أقدم قرى العصر الحجري الحديث الذي تم التنقيب عنها.
اكتشف موقع جرمو لأول مرة في أربعينيات القرن المنصرم من قبل دائرة الآثار العراقية التي أوكلت عملية التنقيب إلى مؤسسة الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو التي أرسلت طاقما من خبراءها و على رأسهم روبرت برايدوود Robert Braidwood
استنادا إلى كتابات برايدوود كانت جرمو تحوي على 100 - 150 شخص كانوا يعيشون في 20 منزل  كانت مصنوعة من الطين  حيث مارس سكان جرمو الزراعة بطرق بدائية و كانوا يربون الحيوانات الداجنة.

عرف العراق ومنذ القدم بتنوعه السكاني (الديموغرافي) الطبيعي وهذان الميزتان تعتبران من نعم الله التي خص بها هذا البلد المعطاء  ويكاد يختلف  عن غيره  من البلدان في المنطقة أو العالم طبقاً لهذا التنوع الذي يرتبط مع الماضي بحقائق تاريخية تعزز هذا التنوع الذي هو بمثابة ألوان زاهية تعطيه جمالية وخصوصية .

أما حقول النفط في كركوك  ففي عام 1927 حدث تدفق تلقائي عظيم للنفط في منطقة بابا كركر بالقرب من مدينة كركوك مما حدا بشركة النفط العراقية لاستخراج النفط بصورة منظمة من حقل بابا كركر في عام 1934، علما أن استخراج النفط كان يتم قبل هذا التاريخ بطرق بدائية.
 ويقدر كمية المخزون الاحتياطي لحقول النفط في كركوك بأكثر من 10 مليار برميل بقدرة إنتاجية قدرها750 ألف برميل إلى مليون برميل يوميا.

وإضافة إلى حقل بابا كركر العملاق تشتهر المدينة بحقول أخرى مثل حقل جمبور و حقل باي حسن الجنوبية و حقل باي حسن الشمالية و حقل آفانا و حقل خباز و حقل جبل بور , تتميز حقول كركوك النفطية بغزارة إنتاجها وجودة نفطها فهو يعتبر من النفط  الخفيف القياسي, يحوي نفط كركوك على غاز H2S مما يستوجب معالجته قبل تهيئته للتصدير من خلال مجمع كبير متخصص لهذا الغرض.
 وتدير عمليات النفط شركة نفط الشمال الوريث الوطني لشركة نفط العراق IPC التي أممت عملياتها عام 1972.
 توجد في كركوك في منطقة بابا كركر ظاهرة غريبة وهي اشتعال النار نتيجة خروج غازات من الأرض لوجود تكسر في الطبقات الأرضية للحقل النفطي تسمى النار الأزلية وهي تشتعل منذ أكثر من أربعة آلاف سنة.
هنا يجب أن نقف عند حقيقة مهمة وهي أن العراق عظيم وجميل باختلاف أطيافه ولا يحق لأي شخص في الكون أن يمزق هذا النسيج الحضاري العظيم بتاريخه وناسه .
لذا كفى للمتآمرين تلاعبا بمصير العراق والعراقيين واللهم  أحفظه من كل مكروه.


تلگاها ابية نفس هي مثل كركوك
جميلة مكـــــــــــــــــــحلة بالنفط ........... كركوك
وعيونا لطــــــــــمع كلهه على ............ كركوك
العرب گالت الي والكرد تتمــنى ............ . كركوك

نائب رئيس مؤسسة عز العراق لحقوق الانسان العراقي

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق

الكاتب

غازي حميد فرحان الكعود

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

محافظة التأميم (كركوك) مدينة التعايش الأخوي

جديد الموقع