بقلم : ميرفت عياد
بلغني أيها الملك السعيد ... ذو الرأي الرشيد ... أن الملك هاموشير ... كان مع الوزير ... وأعوانه في اجتماع مهم ... لوضع خطط للسلام ... بين دول الجوار ... وإعداد مائدة للحوار ... لفض حالة النزاع والحروب ... التي تدفع ثمنها الشعوب ...
وفيما كان الحوار دائر ... بين صامت وثائر ... اقتحم هذا المجلس الأمير ... ابن الملك الكبير ... فنظر الملك إلى ابنه غير مصدق ... وسأله ما هذا الثوب الممزق ... أين ثوبك الحرير ... تكلم يا أمير...
وهنا قال الغلام ... الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام ... سأقص عليك يا أبب الحكاية ... من البداية إلى النهاية ... فقد طلبت من المربي مرجان ... أن نلهو سويًا في الحدائق والغيطان ... وهناك حدث ما لا يحمد عقباه ... ورأيت ما لم أتوقع أن أراه ... وهنا نفذ صبر الملك وسأل الأمير ... ماذا رأيت من أمر خطير .. تكلم دون تفكير؟ ... فقال الأمير ... يا مولاي رأيت طفل صغير ... ممزق الثياب ... يعتلي وجهه السواد والهباب ... يرتجف من البرد ... فقلت له من أنت؟ فقال أنا عبد ... أما أنت من هيئتك ابن أحد الأسياد ... الذين يدوسون على رقاب العباد ... فأحسست بضيق شديد ... وأنا أرى هذا الطفل شريد ... يسكن في العراء ... وليس له أهل أو أشقاء ... فقررت أن أُبدِّل معه الثوب ... وجئت إليك لتغيث هذا الطفل المنكوب...
وهنا ضم الملك ابنه في أحضانه ... وهو ينظر بغيظ إلى الوزير وأعوانه ... وأمر ابنه بالانصراف ... وطلب مسرور السياف ... أن يقوم بقطع رقاب أعوان هذا الكداب ... الذي يصور الحال ... على أحسن حال ... وهنا الجميع استغاث ... وتعهدوا بإعالة هؤلاء الأحداث ... ولكن الوزير ظل ثابت في المكان ... كأنه من الحجر الصوان ... ولم يبدي أي جواب ... كأنه في انتظار العقاب ... فقد صَدَق حدسه وأصدر الملك فرمان ... ينفذ في كل مكان ... وهو أن يحول قصور الوزير ... إلى ملجأ كبير ... وأن يقوم الوزير وأعوان الزيف ... بالبحث عن الأطفال الذين يفترشون الرصيف ... ووضعهم في هذا المكان ... حيث المسكن والمأكل والأمان.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح ... فسكتت عن الكلام المباح. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|