رئيس قسم الضمانات بالوكالة الدولية للطاقة الذرية:
- البرادعي دخل الوكالة كموظف شئون قانونية ... لا يفهم في المفاعلات وصعد بسرعة البرق ... والسبب الأمريكان...
- أمريكا عينت البرادعي مديرًا للوكالة ... وأصعدته والآن يترشح لرئاسة مصر...
- عندما تزعمت مصر المعارضة ضد البروتوكول الإضافي للوكالة كتب البرادعي تقريرًا يدينها في عام 2004 ... فاسأله: "هل تحب بلدك"؟
- البرادعي كتب تقريرًا آخر عن مصر العام الماضي ... ولم يعتذر لها رغم خروجه من المنصب.
- لماذا لم تكتب الوكالة تقارير عن الدول الغربية في عهد البرادعى هل تخصصها الدول العربية فقط؟
أجرى الحوار: محمد زيان تصوير: سامي البطل
بعد إعلان الدكتور محمد البرادعي عن ترشيحه لرئاسة مصر، هرت العديد من علامات الاستفهام تطرح نفسها وبشدة على هذا القرار ودلالاته وتوقيته، وما إذا كان هذا القرارمن بنات أفكاره أم مدفوع من الخارج وفقًا لأجندة خارجية كما يتردد في العديد من المنابر؛ لماذا قرر البرادعي ترشيح نفسه في مصر؟ هل ورائه جهات خارجية تدفعه لهذا المنصب؟ ما حقيقة دخوله الوكالة الدولية للطاقة الذرية برغبة أمريكا وإسرائيل؟ لماذا كان يصعد درجات السلم بسرعة البرق في الوكالة؟ ما حقيقة التقارير المخابراتية التي كان البرادعي يعتمدها ويفرضها على الدول العربية ومنها سوريا؟ هل تورط الدكتور البرادعي في علاقات من نوع خاص مع المخابرات الأمريكية لذلك كانت مكافأته التجديد له ثلاث دورات متتالية؟ ولماذا ظل البرادعي يوجه تقاريره ضد الدول العربية فقط ولم يكلف نفسه حتى الإشارة إلى البرنامج النووي الإسرائيلي؟ وهل صحيحًا ما يتردد عن اتخاذه أداة من أدوات أمريكا لضرب العراق والضغط على مصر؟ وهل قدم البرادعى بالفعل الوكالة كوسيلة ومخلب تحقق به الولايات المتحدة أهدافها وتصفي حساباتها مع الدول؟ وما حقيقة التقرير الذي أعده البرادعي ضد مصر في 2004؟ أسئلة كثيرة وعلامات استفهام كثيرة حول دور الدكتور البرادعي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يرويها الدكتور يسري أبو شادي رئيس قسم الضمانات بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وكبير مفتشي الوكالة في هذا الحوار.
فتحنا مع الدكتور أبو شادي الملف وطلبنا منه أن يخبرنا بالإجابات الشافية حول وجود البرادعي في الوكالة وعلاقاته وصعوده، فبدأ يتحدث ويشير بقوله: "لقد تم تعييني أنا والدكتور محمد البرادعي في وقت واحد بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن البرادعي كان يصعد ويترقى في المناصب بسرعة البرق وهو الأمر الذي ينبغي أن نضع عليه مليون علامة استفهام، وفي الوقت نفسه دخل البرادعي الوكالة وكان موظفًا إداريًا مهمته أن يأخذ التقارير التي تعدها ويوصلها لمجلس الأمن أو للأمم المتحدة, ومن هذه الوظيفة صعد إلى منصب مدير عام الوكالة، وأنا أُلحظ أنه منذ دخل الوكالة وهو دبلوماسي شاطر، لكنه لا يفهم في المسألة الفنية الخاصة بالمعدات والمفاعلات والأسلحة النووية؛ فهو رجل قانون فقط. وفي أثناء رئاسة "هانز بليكس" للوكالة طُلِب منه أن يكون قريب منه جدًا, الأمر الذي يفتح المجال هنا للعديد من علامات الاستفهام أيضًا."
وحول ترشيح البرادعي لمنصب المدير العام للوكالة, كشف أبو شادي عن أن مصر لم ترشح الدكتور محمد البرادعي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكن الذي رشحه هو الولايات المتحدة وإسرائيل وكانت الولايات المتحدة مصممة على أن ينجح الدكتور البرادعي في مواجهة المرشح المصرى الدكتور محمد شاكر. ودخل البرادعي في مواجهته وكان المطلوب هو 24 صوت للوصول إلى منصب مدير الوكالة وبأغلبية الثلثين، ودارت الانتخابات وفاز الدكتور شاكر وحصل على 18 صوت من ال 24 صوت ولكنه لم يحصل على أغلبية الثلثين. وتكرر الترشح وكان هناك 14 دولة تؤيد الدكتور شاكر وأمريكا وحدها هي التي وقفت ضده في مجلس الأمن وقامت بظبط النتيجة لينجح البرادعي الذي حظى بتأييد المجموعة الأفريقية. وفي هذا الموضوع لنا علامة استفهام قوية حول التأييد المطلق من جانب الولايات المتحدة للبرادعي وإنجاحه؛ فأمريكا أجبرت الدكتور بطرس غالي على الانسحاب من الوكالة وقتها وأنجحت البرادعي بأغلبية مطلقة. وأسأل هنا: "ما هي مؤهلات البرادعي كي يصبح مديرًا للوكالة؟ وعليه أن يرد..."
أما عن سبب التأييد المطلق من الولايات المتحدة للدكتور البرادعي فيشير أبو شادي بقوله: "إنه له تاريخ قديم يعرفونه جيدًا, ومما يؤكد كلامي هنا ترقيته بسرعة البرق ليصبح مديرًا للوكالة في الوقت الذى لا يحمل أية مؤهلات لهذا المنصب سوى أنه كان يطيع طاعة عمياء وكان بمثابة الذراع الأمريكي في الوكالة التي تنفذ من خلالها سياستها في العالم.
أما عن الدليل العملي على أن البرادعي كان يمثل ذراع أمريكا الأيمن في الوكالة، فمن وجهة نظر أبو شادي: "فهو أنه عدَّل البروتوكول الإضافي للوكالة وساعد البرادعي بوجوده على توسيع نطاق التفتيش في أى مكان وبدون إعلان عن التفتيش في أي وقت وفي أي دولة في العالم؛ ومن الدول التي كادت تكتوي بنار البرادعي هي مصر. ففي عام 2004 حين أعد تقرير عنها يقول: "إن مصر تمتلك عينات من اليورانيوم الثقيل. وهو الأمر الذي جعل إسرائيل تأخذ كلامه مرجعًا للهجوم على مصر وادعى امتلاكها برنامجًا لتخصيب اليورانيوم الثقيل."
يقول أبو شادى: "لم أسكت عندما أعد الدكتور البرادعي هذا التقرير عن مصر واعترضت فرد عليَّ الدكتور البرادعي المصري الجنسية: "أنك بالتأكيد لم تذهب إلى مصر منذ فترة يا أبو شادي ولذلك لا تعرف عنها شيء"، إلا أنني اعترضت وقدمت احتجاج رسمي على التقرير إلا أن البرادعي استطاع تحويلي للتحقيق بسببه لمدة 4 شهور.
أما سبب التقرير الذي أعده البرادعي عن مصر وكان يحمل معلومات مبالغ فيها، فيقول الدكتور أبو شادى: "البرادعي استجاب لرغبة أمريكا في الضغط على مصر فأعد هذا التقرير الذى يسيىء لها ويحاول أن يجعلها تركع عند قدم الأمريكان كوسيلة للضغط السياسي عليها لأن تحقق بعض المطالب لأمريكا؛ منها أن مصر لم تكن ترغب في التوقيع على البروتوكول الإضافي للوكالة وتزعمت المعارضة العربية لهذا البروتوكول مما أرَّق الولايات المتحدة فأوعزت لذراعها الأيمن في الوكالة أن يُركع مصر أمامها فكتب هذا التقرير الموجود حتى الآن ولو كان كلامي هذا خطأ فعليه أن يرد عليَّ ويقول كلامك خطأ, وهذا الكلام موثق بالمستندات يعرفه البرادعي جيدًا ويعرف تمامًا إنه كان يُنفذ تعليمات من صعدوه في الوكالة جيدًا وبالحرف دون أن يتحرك يمينًا أو يسارًا ولو أن كلامي به أية مبالغة عليه الرد.
أما عن أسباب اعتراض الدكتور يسري أبو شادي على تقارير الوكالة واختلافه مع الدكتور البرادعي فيحددها في اعتراضات محددة تتعلق بتقارير الوكالة في ظل وجود البرادعي مديرًا لها وبخاصة التقارير التي كتبت عن كزريا الشمالية، العراق، إيران، سوريا ومصر مؤخرًا لدرجة أنه كان يعد تقرير سيىء جدًا عن مصر العام الماضي 2009 ولا أدري لماذا يكره مصر هكذا رغم إنها لا تملك يورانيوم أصلاً.
يقول أبو شادى: "السبب الحقيقي الذي جعل الدكتور البرادعي يصعد بسرعة البرق هكذا هو امتلاكه القدرة على الاقناع فهو دبلوماسى شاطر كما قلت يستطيع اقناع أي دولة عربية (فقط) بأي شيء ترغب فيه الولايات المتحدة وتريد تنفيذه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه ينفذ التعليمات بالحرف والبرادعي جاء ليركع الدول العربية تحت قدم الأمريكان لأن ميزانية الوكالة بالكامل تأتي من الولايات المتحدة ونصف ميزانية قسم الضمانات منها أيضًا والبرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية العربي لم يوجه إدانة لأي دولة غير الدول العربية ولم نسمع في يوم من الأيام عن إدانته لدولة من الدول الغربية أو أمريكا وإسرائيل! |