بقلم : د. رأفت فهيم جندى ثم أتت احداث نجع حمادى، وأيضا تعامل نفس السفير مع وفد الأقباط بنفس الغطرسه ولا اقول بعدم محبة لأن مثل هؤلاء تخلو قواميسهم وتعاليمهم من كلمة محبة، ولم يكتف السفير بهذا ولكنه ايضا وبكل العنجهية أرسل خطابا قبل مظاهرة الأقباط بيومين وكأنه يحذرهم من التظاهر قائلا ما خلاصته أن مبارك كان قد قال أنه ينوى الضرب بيد من الحديد على من يشق الوحدة الوطنية من الأقباط والمسلمين، ولقد ظن سعادة هذا السفير أنه ما زال فى بولاق الدكرور ولم يستوعب أنه فى كندا! لم تصمت المنظمات القبطية أزاء هذا التهديد المستتر، وقامت منظمات متعددة منهم بترجمة الخطاب وإرساله لوزارة الخارجية الكندية ولرئيس وزراء كندا وأيضا بعض نواب البرلمان فى الأحزاب المعارضة. وكانت النتيجة - كما يقول مراسلنا - أن السفير الكندى بالقاهرة ذهب لمقابلة وزير الخارجية المصرى وابرز له ما حدث من سفير مصر فوعده الوزير بأرسال شخص افضل منه، وتم استبعاد هذا السفير إلى تايلاند. نحن لا نكن لهذا الرجل كراهية، ونأسف له على تصرفاته التى أدت به لهذا، ولكننا كأشخاص لا يحق لنا أن نتراخى عن حق المجموعة، فقد يصمت شخص عن حقه الشخصى ولكنه لا يملك قرار التفريط فى حق المجموع بإدعاء التسامح او محبة الأعداء. وعندما اعتذرت جريدة النبأ عما نشرته من بذاءات وافتراءات بحق الكنيسة، قال قداسة البابا شنودة انه لو كانت الأهانة له شخصيا فهو يملك حق المسامحة، ولكن لا صلح ولا تفاوض مع جريدة النبأ لأنه لا يملك حق التفريط فى مقدسات الكنيسة. ولقد امسك السيد المسيح سوطا وقلب موائد الصيارفة والباعة فى الهيكل، بالرغم من أنه هو الذى نادى بالتسامح ومحبة الأعداء وطلب الغفران لصالبيه. "محبة الأعداء" هى قمة الروحانية فى المسيحية، ولا نستطيع أن نصل اليها بالمجهود الشخصى أن لم نكلل بالنعمة الالهية. ويظن البعض إن محبة الأعداء مستحيلة وغير واقعية، ولهؤلاء نشبهها بجراحة المخ والأعصاب فى الطب، فلا يقول بعض الملتحقين لكلية الطب أننى لا استطيع أن التحق بهذه الدراسة لأننى لا اعرف كيف اجرى جراحة فى المخ والأعصاب. وقد يترك البعض منا حقه خوفا من الخصوم، ولكن ينبغى عليه أن يواجه قلة إيمانه ولا يغلف هذا الخوف الذى هو ضعف إيمان بمحبة الأعداء التى هى قمة الإيمان والإمتلاء من الروح، وجميعنا تحت التجربة والضعف. أن الجهود الفردية القبطية السياسية فى كندا مثمرة، ونقدم الشكر لكل القائمين بها، ولكن يا حبذا لو كانت هناك أيضا منظمة سياسية تضم فى عضويتها الشعب القبطى كله أو معظمه للعمل السياسى فى كندا، ولقد طلب سفير مصرى سابق من الأقباط أثناء تواجده فى كنيسة مارمرقس بسكاربورو فى شهر فبراير 2008 أن يكون للمصريين مشاركة سياسية فى كندا، هل تخرج وسط أفراح الخماسين منظمة قبطية سياسية تضم أقباط كندا فى عضويتها؟ وهل يكون ما حدث لسفير مصر هو بداية عصر لتجمع قبطى سياسى كندى موحد؟ وكل عيد قيامة وانتم بخير. رئيس تحرير جريدة الأهرام الجديد الكندية |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت | عدد التعليقات: ١٠ تعليق |