CET 00:00:00 - 30/03/2010

مساحة رأي

 بقلم : د/ ممدوح حليم
كان هذا الكاتب والشاعر والرسام والفيلسوف الكبير يعلق في صومعته في نيويورك سجادة جدارية يتوسطها يسوع المصلوب الذي كان مطبوعا أيضا في فكره ووجدانه وخياله، مرة ناجاه فقال: 
" أيها المصلوب، إنك مصلوب على قلبي، والمسامير التي ثقبت يديك تخترق جدران قلبي.لذا عندما يمر غريب بالجلجثة لن يظن أن دم اثنين نازف هنا، بل يظنه دم واحد فقط"0 هكذا توحد مع المسيح في آلامه، الأمر الذي يعكس خلفيته المسيحية القوية، ولا عجب في هذا فهو ابن جبل لبنان حيث الكنائس الخلابة، والمسيحية الشرقية الدافئة. 
   
مرة أخرى ناجى يسوع المصلوب قائلا: 
"وأنت أيها المصلوب الجبار، الناظر من أعالي الجلجثة إلى مواكب الأجيال، السامع ضجيج الأمم، الفاهم أحلام الأبدية0 أنت على خشبة الصليب المضرجة بالدماء أكثر جلالا ومهابة من ألف ملك على ألف عرش في ألف مملكة، بل أنت بين النزع والموت أشد هولا وبطشا من ألف قائد في ألف جيش في ألف معركة. 
أنت بكآبتك أشد فرحا من الربيع بأزهاره. أنت بأوجاعك أهدأ بالا من الملائكة بسمائها. وأنت بين الجلادين أكثر حرية من نور الشمس. 
إن إكليل الشوك على رأسك هو أجل وأجمل من تاج بهرام، والمسمار في كفك أسمى وأفخم من صولجان المشترى، وقطرات الدم من قدميك أسنى لمعانا من قلائد عشتروت، فسامح هؤلاء الضعفاء الذين ينوحون عليك، لأنهم لا يدرون كيف ينوحون على نفوسهم، واغفر لهم لأنهم لا يعلمون أنك صرعت الموت بالموت، ووهبت الحياة لمن في القبور". 
إن العبارة الأخيرة "صرعت الموت.. " اقتبسها جبران من ترانيم الكنائس الشرقية الموجودة في لبنان، الأمر الذي يعكس تأثره ببيئته الطفولية هناك، وإن هاجر بعد ذلك لأرض المهجر الأمريكية.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق