CET 00:00:00 - 30/03/2010

مساحة رأي

بقلم : نبيل المقدس 
 يظن الكثير من الناس ان مجيء السيد المسيح هو وضع شريعة معينة يفرضها علينا ... أو جاء لكي يُلقي علينا بتعاليم وإرشادات أو بصريح العبارة ( كتالوج) فيه يبين مسار محدد لحياتنا لكي نكسب رضا الله لو اتممنا تنفيذه , ويجعلنا ننعم بحياة النعيم الأبدي . علينا أن نعلم وندرك أن تعاليم المسيح وأعماله ومعجزاته كانت تلقائية نتاج  لطبيعته الألوهية المتحدة بالناسوت . عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد . بل جاء يسوع من السماء وعاش علي الأرض لهدف آخر ... وكما أن لحياة كل منا هدف , ولا يكتفي أن يحققه , بل يتطلع إلي الوصول إلي قمة هذا الهدف ... كذلك كان لهدف حياة يسوع قمته ... وكانت هذه القمة هي الوصول إلي الصليب لأنها هي الطريق الوحيد للإنسان في الرجاء ...  لكن ما أثار إنتباهي هو كلام السيد المسيح حسب إنجيل يوحنا 12 : 23 [ قد أتت الساعة ليتمجد إبن الإنسان.] و المعروف أن أتيان الساعة بالنسبة للمسيح هو موته علي الصليب . فماذا كان يعني يسوع بالتمجيد ؟؟  لم يدرك اليهود والتلاميذ معناها في فكر السيد , فقد كان فكرهم أن تمجيد إبن الإنسان هو إخضاع كل الأمم له وسجودهم عند قدميه , أما التمجيد في فكر يسوع ( كإبن الإنسان) هو خضوعه لأقسي أنواع الموت ليخلص الأمم من عواقب الخطيئة .

 كذلك ما جاء بإنجيل يوحنا 17 : 1 - 5 نجد أن الصليب أيضا, فيه مجد يسوع , يقول مفسر العهد الجديد اللاهوتي وليام باركلي ... عندما نتعمق في تاريخ الرجال العظماء , نري أنهم ينالون المجد بعد موتهم , مهما كانت سيرة هذا الإنسان في حياته حسنة كانت أم سيئة  والتي تختلف من شخص لشخص آخر. وكلما كان لموته ظروف خاصة مثل الإغتيال أو الإستشهاد أو نتيجة حادثة كلما أ ُحيط صاحبها بهالة أكبر من المجد ...  فلقد كان لإبراهام لنكولن أول من نادي بتحرير العبيد في أمريكا , بعض من المساعدين مَنْ  ناصبوه العداء في حياته , لكنهم إشتركوا في تمجيده حينما تم إغتياله , حتي أن وزير الحربية حينئذ والذي كان أكثر عدواً له , قال وهو ينظر إلي جثته المسجاة في حجرته والدموع تملأ عينيه ( هنا يرقد أعظم حاكم في تاريخ الإنسانية ). هكذا كان يسوع مع الفارق لأنه الإله المُمجد في الصليب . 

نعم كان في الصليب , مجد يسوع ... علينا أن ندرك أن يسوع لم يكن أكثر إجلالا ً قدر ما كان في صلبه علي الصليب الذي كان عاملا مؤثرا وفعالا في جذب الكثير من الأمم والشعوب إلي معرفة الحق ...   فالصليب كان أكثر فاعلية في جذب الناس إلي الرب أكثر مما إجتذبتهم حياة السيد المسيح علي الأرض ومن تعاليمه ومعجزاته . فقد قال يسوع في يوحنا 12 : 32 [ وأنا أن إرتفعتُ أجذبُ إليّ الجميع ] , وهكذا تنبأ يسوع بقوة الصليب الجاذبة , وكان قائد المائة باكورة الذين إجتذبهم عمل الصليب , فالصليب إستطاع أن يظهر له ( قائد المائة) مجد  وإجلال يسوع المسيح  بعدما إرتفعت روحه إلي السماء  حتي أن هذا القائد  والذين معه حينما رأوا الزلزلة والتي تشير إلي أحدي مظاهر مجد يسوع في الصليب , إندهشوا جدا وقالوا [ كان حقا هذا إبن الإنسان ] متي 27 : 54 .  

كان في الصليب , مجد يسوع ... لأن فيه كمال لعمله ففي يوحنا 17 : 4 - 5 يقول الرب في صلاته قبل الصلب : [ العمل الذي أعطيتني لأعمله قد أكملته ... والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم.] وهذا العمل الذي أتي به المسيح وأكمله هو إخبار الناس عن محبة الله , وهذا لا يتأتي إلا بالصليب , فلو لم يُكمل يسوع عمله علي الصليب لكانت محبة الله توقفت عند حد معين ... لكن في الصليب أعلن يسوع للبشرية كلها أن المحبة الإلهية تسكب عليهم جميعا وتفيض الملء, وأن رحمته بلا حدود , وبناء عليه لا حدود للخلاص , وأن حجاب الهيكل الذي كان يفصل البشرية عن إلهه قد إنشق واصبح مسموحا لنا أن ندخل إلي قدس الأقداس . نعم كان الصليب مجدا للمسيح لأنه أكمل المسيح عليه رسالته , وأوصل محبة الله للبشر جميعا. 
ولا يفوتني أن أسجل ما عبر به متي المسكين عن هذا الجزء من الآية [ ... أيها الآب , قد اتت الساعة , مجد إبنك ليمجدك ابنك ايضا.] يوحنا 17 : 1 .. حيث يقول ما معناه أن التمجيد هنا هو إستعلان طبيعة السيد المسيح الإلهية للعالم ... ولا شك أن هذه الحقيقة قد ظهرت بواسطة قيامته وإنتصاره علي الموت ... كما أن قيامته علنا وصعوده إلي الآب ستؤول حتما إلي إستعلان وتمجيد الآب .   
الصليب لم يكن نهاية خطة الفداء ... فكان لا بد من قيامته والتي هي كانت إعلان لمجد المسيح ولتمجيد رسالته ولتاكيد لإنتصاره وسلطانه وتمجيدا للآب .
   وما يزال عمل السيد المسيح علي الصليب حتي يومنا هذا هو العامل الأول في تجميع القلوب حوله . وكل عـــــــام وانتم بخيــــــــــر ...!!
إلي احبائي الأعزاء :
مرسل لكم الرابط الذي يبدو فيه ظهور السيد المسيح علي الصليب في بلدة بأرمينا سنة 2007 , وصاحب المنزل الذي تم ظهور السيد علي منزله يستخدمه الله حتى الآن فى شفاء المرضي ... بقوة صليبه ..... آمين. 

لمشاهدة الرابط اضغط هنا                            

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١٨ تعليق