CET 00:00:00 - 29/03/2010

مساحة رأي

بقلم : شريف منصور
بعد ان كتبنا عن ان البرلمان القبطي ضرورة للحفاظ علي وجود الشعب القبطي ، وصلتني عديد من الرسائل يتسائل البعض فيها عن عدة مواضيع متشابكة و تعتبر في نظر البعض حساسة وفي نظر البعض الاخر صعبة التحقيق.و اخرين لم تمثل هذه الامور اي مشكلة حقيقية و اعتبروها امورا سابقة لأوانها وكانوا يعلقون علي  تعليقات و أراء القراء.

مما لاشك فية أن فكرة البرلمان طريقها صعب وشائك ، وهذا الطريق الصعب غالبية صعابه تأتي من نظرة البعض الضيقة للبرلمان من جانب المعارضين  لمجرد خوفهم من ان يخرج المارد القبطي من مأزق التاريخ و الذي تسبب فيه الاحتلال العربي لعدة قرون . و الاعتراضات  من بعض الذين ينظرون تحت اقدامهم و غيرهم من اصحاب النظرة السلبية المتشائمة . و الاخطر في نظري هو معارضة  بعض رموز الكنيسة الحاليين للحفاظ علي مكانتهم  الزائفة التي وضعتم فيه الحكومة الفاسدة. وهذا من وجهة نظري أخطر فكر واخطر منعطف في طريق تحقيق الكيان القبطي كشعب له وجود بين الشعوب في العالم ويعترف به اعتراف سياسي وليس علي أساس ان الشعب القبطي اقلية مسيحية تعيش تحت ظل الاضطهاد الديني .  الاقباط شعب وليس رعايا سواء في وطنهم او في كنيستهم.

وبدون الاضطرار لذكر أي أسماء بالتحديد ليس خوفا منهم بل احتراما للكنيسة ودورها الذي يجب ان تركز فيه و علية و تترك ساحة السياسة و قيادة الشعب القبطي لمن هم أقدر لمن يجب ان تكون عليهم قيادة الشعوب ، و حتي لا نخرج بالموضوع  من موضوع عام يهم الشعب القبطي الي موضوع أشخاص.

و من ضمن الاسئلة . علاقة البرلمان و النظام في مصر ، وعلاقة البرلمان و الكنيسة ، ومن سيرأس البرلمان وماهي مهام البرلمان و عضوية البرلمان ، والانتخابات و مدة العضوية . وهل البرلمان قاصر علي المسيحيين و هل المسيحيين الاقباط فقط ؟ البعض قال ان لجان الانتخابات تكون في مقار الكنائس و البعض قال تكون خارج الكنائس و البعض قال هل العضوية تقتصر علي الاقباط كمسيحيين فقط او تشمل الاقباط كمصريين. أسئلة كثيرة . و الحقيقة أنا لا أدعي معرفة اجابات كل هذه الاسئلة . ولكن كل ظني أن الاجابات ستأتي بمجرد البدأ ايجابيا في التخطيط الاداري للبرلمان.

ولكن وجدت ومن وجة نظري أن اهم موضوع هو  الكنيسة و علاقتها بالبرلمان . وعلي ما أظن و اعتقد انني استطيع ان اشرح وجهة نظري من زاوية المواطنة القبطية العالمية . بمعني أن الشعب القبطي اصبح غير محدود بحدود ا انظمة معينة . و الشعب القبطي متواجد في جميع أنحاء العالم. وبما ان البشر اصبحوا مواطنين في قرية عالمية لا حدود أقليمية لها وبالمثل   ينطبق  هذه الامحدودية الاقليمية علي البرلمان القبطي. بدليل ان الكنائس تبني و توجد بعد أن يوجد الاقباط في مكان ما وليس العكس. منذ متي رأينا رئاسة الكنيسة  تبني كنيسة قبل ان يكون هناك شعب ؟ أذن الشعب هو المتسبب في أنتشار الكنائس و ليس أساقفة الكنيسة هم الذين يقررون اين يوجد الشعب القبطي. 

دور الكنيسة  الاول و الاهم و الاخطر هو خدمة  الشعب القبطي روحانيا، و عليها تغذية روحانيا بما يلزمة في كل مكان في العالم . ولكن من خبرتنا و تعاملنا مع الكنيسة سياسيا  في مصر وخارجها اثبتت انها مكبلة بقيود النظام الفاشي و اصبحت أداة من أدوات قمع الشعب القبطي  دون أن تدري او تقصد .  . بدليل لو ان الكنيسة كانت فكرت جديا في ان تكون ممثلة لحقوق المواطن القبطي السياسية ما ارسلت اسقف للمهجر يطلب من الشعب القبطي عدم التظاهر معارضين ومعترضين علي  تصرفات النظام المصري.
يظن جناب الاسقف و الذي أدعي  انه مرسل وموفد من قداسة البابا أننا نعيش بمعزل عن العالم ولا نعرف ما يدور في مصر و حاول جناب الاسقف ان يقنعنا بأمور محضرا لها ووجدناها  صعبة التصديق  ، ولم يخفي علينا جناب الاسقف ان الجالس بجوارة في رحلته من القاهرة الي أمريكا الشمالية كان ضابطا من المخابرات المصرية . و للاسف جناب الاسقف لم يلحظ انه يدين نفسة بنفسة عندما  قال لأحد الحاضرين موجها الكلام له وللحضور " أن كنت ترغب ان تنزل مصر و تغادر دون اي مضايقة استطيع ان اضمن لك هذا !!

هل مثل هذا  السلوك  يليق بخادم المذبح  ليسلك به ؟ هل هذا المنطق المعوج يليق برجل دين . هل يات رجل الدين يساوم السياسيين مساومة بين الاذعان للنظام وعدم النطق  بالحق او الايذاء الجسدي او المعنوي او كلايهما ؟ اننا نتكلم  عن واقعة سمعها وشاهدها عدد من الشهود و تكررت أكثر من مرة في مدن في أمريكا الشمالية .

وبعدها ذهب رجل الدين المحترم يقول للحكومة أن نشطاء الاقباط لا وزن لهم فلا تسمعوا لهم ولا تدعوهم لمؤتمراتكم " الكنيسة هي التي تمثل الاقباط" . عجبا تعحبت من هذا المنطق الغريب و العاري تماما من الصحة. الاقباط شعب ينتمي لمصر كوطن و عقيدته المسيحية والكنيسة لا تمثل الشعب القبطي سياسيا ولا تمثل الشعب المسيحي المصري كله  فهناك مسيحيين اقباط من طوائف اخر وهم اقباط ايضا. و القبطية هي اصولنا و اصلنا و اسمنا ولسنا مسميين بأسم وطن اخر غير مصر فنحن مصريين اولا واخيرا.

النظام عبث بعقول بعض الرئاسات الكنسية  ممن عندهم أستعداد  وبهم طيبة قلب تتساوي مع السذاجة و الي حد خطير بلعوا الطعم ووقعوا في فخ الحكومة.
من سرب وعن عمد رد الاسقف عرف نقطة ضعف جناب الاسقف و كيف يضرب النشطاء بالكنيسة من جهة ولكن من الجهة الاخري وعن عمد اراد ان يحرق ويقطع كل خطوط الاتصال بين الكنيسة و النشطاء.  ولكن هيهات فنحن اكبر و اعقل من ظن هؤلاء المعوقين خلقيا و عقليا وطنيا.

ولهذا اكرر النصيحة الصادقة للسادة رجال الدين وللنشطاء ان يعودوا للقاعدة القديمة التي تعلمناها منذ الحدث وهي " من نقل اليك نقل عنك" وكم من النقل يكون مضافا الية الكثير من الكذب حتي تصل الخلافات الي ذروتها.

 يا سادة الايذاء نوعان ايذاء مادى (يضر الانسان مرتين عندما يعلن أنك لا تستطيع الخروج من مصر ان ذهبت اليها او لا تدخل من الاساس )  وايذاء معنوى انت لا شيء ولكنني اضمن لك لو رضخت لاوامرنا ولا تتظاهروا !!

الايذاء المادى معروف طبعا ويمارسه المؤذيون من الازل. عن طريق  ان تمسك من تريد ان تؤذيه قتكيل له اللكمات او تطعنه بسكين عدة طعنات أو تطلق عليه الرصاص او تسلبة  منه امواله وممتلكاته أو تجلده بسوط او تخلع عينه او تجدع انفه او تقطع اذنه الى آخره ، وكل  ما يمكن ان تفعله فى من تريد ايذائه .وهذا النوع من الايذاء تستطيع ان تؤذى به اى كائن سواء كان انسانا او حيوانا.


أما الايذاء المعنوى هو الذي تؤذى به الانسان العاقل المحترم المتحضر فقط ، فلأن الانسان ليس مجرد جسدا فقط ولكنه نفس وروح فلذلك يمكن ايذائه معنويا ،  ببضعة كلمات من سباب او خبر كاذب ومع أنها  مجرد كلمات
ذبذبات هوائيه تدخل اذنه ويفهمها عقله ولا خطر مادى فيها ، لكنها كفيله ان تثير غضبه وترفع ضغطه وتفرز كم من  الادرنالين فى جسده  قد يصل الامر احيانا الى ان يٌشل او يتوقف قلبه او تأتيه جلطه او حتى يموت .وقد يصل الايذاء المعنوى هذا بانسان لأمد بعيد  و يظل يتعذب طيلت حياته او يتعقد نفسيا و يكتئب و يزهد فى كل شيء وكل مافي الدنيا ويقدم علي الانتحار.

المثال التالي ينطبق علي الموقف الذي اتخذه جناب الاسقف المحترم . كرجل خانته امرأته فهذا نوع من الايذاء المعنوى وهو يعد من النوع القاتل. لكن لاحظ أن الايذاء المادى لا يتحقق الا بالفعل لو قلت لانسان ساضربك وأن لم تضربه فلن يتأذى ولذلك لابد ان يحدث الفعل لكى يتأذى المضروب . اما الايذاء المعنوى فلا يتحقق بالفعل ففي الحقيقه هو ليس له علاقه بالفعل اساسا. الايذاء المعنوى يتحقق بالعلم بالحدث سواء حدث الفعل فعلا ام لم يحدث كيف؟ دعونا نشرح . ان توفي احد المقربين اليك فأنت لا تشعر بالاذي الا عندما يصلك خبر وفاتهم. وهنا عندما احتقر جناب الاسقف اقباط المهجر  ولم يعرف أقباط المهجر بأحتقار جناب الاسقف لهم  وبهذا لم يتأذى أقباط المهجر . ولكن عندما يعلم  اقباط المهجر  أنهم محتقرون من جناب الاسقف  سيصيبهم  الاذى فعلا حتى لو كان هذا الاحتقار لم يحدث وكانت مجرد وشايه او دسيسه من النظام الفاسد. ولكن اسقفنا العزيز يضع نفسه موضع الشك علي الدوام بتصريحاته المغرورة و بتعاليه و اساءته لمركزه . ولهذا نصيحتنا لجناب الاسقف وللمرة الثانية علي التوالي . ارحمنا وارحم نفسك من الانتفاخ و التعالي و لا تتكلم عن شيء دون أن تكون علي علم به او دراية و الاهم لا تتكلم علي لسان قداسة البابا مهما حدث لاننا ابناءه البارين ولسنا اولاد عاقين . وانني اكرر علي مسامع الجميع قول قداسة البابا" انا لا اصرح بقرارات شفهية و ان قررت شيء اكتبة و اوقع عليه بنفسي"

يا جناب الاسقف و كل احبائنا من الاساقفة ، أنظروا شياطين النظام الفاسد  يعيثون فى الارض فسادا بنقل او اختلاق أكاذيب  و ويفرحون بنقلهم ما تقول لانه كما شرحت عند العلم بالشيء اصبح تصرفكم مؤذى لأقباط المهجر. ولا تنسي مثل هذه التصريحات تخرب بيوتا وتحطم نفوسا وتدمر اسرا وتقطع رباط المحبة بين الكنيسة و شعبها.

والي رجال الدين الافاضل اود ان اكرر ، ان حاول خبيث سؤالنا عنكم بغرض التشهير بكم يكون الرد لا نعرف ولا ندين احد حتي لا ندان ولا دخل لنا بالكنيسة وسياستها.  اليس من الاولي أن تكونوا انتم من لا يديننا لكي لا يدينكم ويعثر فيكم أحد؟

وإلي هنا نصل الي بعض من المقترحات و التي ارجو ان تكون الفقرة السابقة اجابت بعض التساؤلات او تكون بمثابة تمهيد لنكمل حديثنا عن البرلمان القبطي .
أقتراح البعض ان يكون البرلمان اسمة البرلمان المسيحي المصري!
هذا الاقتراح اقتراح جميل وله معاني كثيرة ولكن نحن لا نبغي ان ننشيء برلمان للمسيحيين في العالم نحن ننشيء برلمان للشعب القبطي سواء كان مسيحي او غير مسيحي ارثوذكسي او غير ارثوذكسي ، ليس فقط  حتي لا نلفظ غير الارثوذكس ؟
و بصراحة شديدة وفي منتهي الوضوح ودون اي اضافات اصل كل مسيحي مصري معظمهم اقباط ، وقد ينطبق هذا علي نسبة ما من المسلمين المصريين ايضا ، أما  الطوائف الاخري جاءت بسبب  اختيارات للبعض اتت في العصور المستحدثة او لهجرة البعض من الشام الي مصر بعض الحرب العالمية الاولي تقريبا. اي تواجد الاقباط و ارتباطهم بعقيدتهم الارثوذكسية كنهر النيل الذي يتفرع منه افرع صغيرة. فهل لان الافرع لها اسماء مختلفة نغير اسم النهر الاساسي ؟ لا اعتقد أن هذا منطق سليم .. ونحن ايضا ننادي بعلمانية الدولة وفصل الدولة وقوانينها وسياستها عن الدين اي دين وكل دين. لاننا نؤمن أن عقيدة الانسان هي التي تجعلة امينا في كل تعاملاته. او بالاصح هذا ما نؤمن به كمسيحيين  ان الروح القدس يعلمنا ويرشدنا علي الدوام.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٤ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق