بقلم: سحر غريب قرر عم رضا في أحد نوبات ثرائه المزعوم أن يشتري بطيخة، فذهب إلى السوق وأخذ يتحسس جيبه في فخر شديد بعد زيارته الشهرية لصراف الشركة التي يعمل بها، وطلب من الفكهاني أن يستعين بخبرته الغير عادية في اختيار بطيخة حمراء مرملة شهية. أخذ الفكهاني يتعامل مع البطيخة وكأنه حاوي لا ينقصه إلا الجلا جلا، يُخبط يمينًا ويسارًا ومن أعلى ومن أسفل فيقول: "عسل يا بيه... بطيخنا كله عسل". صدَّق عم رضا كلام الباش فكهاني وقال: "مادمت قلت عسل تبقى عسل، أنت الخبير هنا وأنا طول عُمري أصدق الخبراء وأحترمهم". أخذ عم رضا البطيخة الكبيرة على صدره ومشي بها مفتخرًا متبخترًا متباهيًا، فها هو بعد عدة أسابيع من الفقر الدكر يعود بشيء وشويات والمهم بطيخة بعون الله حمرة! ساعد عم رضا زوجته السعيدة في حمل البطيخة ووضعها على رخامة المطبخ، ثم انتظر ـ فخورًا ـ لحظة وشقها بالسكين وحانت اللحظة الحاسمة وأخرجت السكين ما كانت تخفيه البطيخة منذ كانت بذرة، ها هي البطيخ كما فلقة اللفت بيضاء بلا سوء، بذرها أبيض فالبطيخة التي اشتراها قرعة! صرخت زوجة رضا وقالت: "يا نهار القرع، أنت مخطئ يا رضا؛ بطيخة بهذا الحجم كانت يجب أن تشق قدامك قبل أن تشتريها". ــ وهل عرفت حظك يا سي رضا... ــ عرفته، حظ أبيض على الحليم أسود على اللئيم." وصمم عم رضا على أن يأكل بخته من الدنيا في أسبوع، كل يوم قطعة بطيخة صغيرة وكان دائمًا يردد أمام زوجته: "هي قارعة آه بس أنتِ مرملة، مُرة آه ولكن مززة." صمتت الزوجة وحمدت ربها على زوجها الراضي ببطيخته القارعة، وأصبحت تردد دائمًا أن الدنيا مثل البطيخة قد تكون قارعة ولكنها مرملة، مُرة ولكن فيها بعض من المزازة المهم الرضا الذي يجعل من المرارة حلاوة ومن الفسيخ شربات. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |