بقلم: ماجد سمير
تقترب سنوات عمري من 44 عام، لها ـ مثل كل أقراني ـ خصوصية وتميز. ولا أعرف لماذا بات الرقم المذكور يرتبط في ذهني بأم 44! فأشعر بالقلق، وأخاف جدًا من هذا العام، وأشعر أنه سيحمل قبل مروره شيئًا قد يكون مفزعًا على الأقل بالنسبة لي. والرقم الذي يتكون من أربعتين متجاورتين واحدة في خانة الأحاد والأخرى في خانة العشرات، كما علمتني "مس عايدة " مدرسة الرياضيات في مدرسة سنودس النيل الإنجيلية بالفيوم، فالأربعة الأولى منه ظلت لمدة طويلة أقرب الأرقام إلى قلبي؛ فعندما لعبت كرة قدم في فرق الناشئين بمحافظة الفيوم، كنت أرتدي رقم أربعة وعشقت تمامًا لاعب كرة القدم الكبير الملعم فاروق جعفر الذي كان يرتدي رقم أربعة، وعندما لعبت في فريق الجماعة لكرة السلة ارتديت رقم أربعة أيضًا.
ظل الرقم يصاحب كل ماهو سعيد في حياتي حتى جاء يوم 4 – 4 – 2000، وهو يوم رحيل أمي التي ارتبطت بها كأني طفل صغير، رفضت بشدة فكرة رحيلها لدرجة أنني كنت أسير في شارع الجلاء المزدحم جدًا, أنادي عليها بصوت عالي تمنع الضوضاء الشديدة من سماعه. ظللت أحسب أيام فراقها معتبرًا إياها الأيام التي مرت أنتهت ألقاها في لقائنا الأبدي، وتراكمت أيام البعد عنها والحرمان من حنانها وتوالت بشكل سريع لدرجة أن يوم عيد القيامة القادم سيكون المتمم لسنوات الفراق العشر.
بات يوم 21 من شهر مارس من كل عام يحمل لقلبي أحزان غير محتملة، وصوت كروان الشرق فايزة أحمد منتشر في كل الفضائيات والإذعات يشدو الأغنية الخالدة التي لحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكتب كلماتها حسين السيد، يطارد أذني ويدغدع مشاعري ووجداني. صحيح أن الله أنعم عليَّ بزوجة رقيقة جميلة وطفلين أغلى ما في الحياة وعلاقة قوية ووثيقة بأشقائي نكاد نكون شخص واحد وأيضًا حماه – والدة زوجتي – أرى فيها روح أمي لكني أعيش على أمل اليوم الذي سأرى فيه ست الجبايب. |