بقلم: ميرفت عياد
تلعب أسرة كل من الزوجين دورًا مهمًا في تشكيل شخصية شريك الحياة، فالشخص الذي عاش في جو أسري مستقر يكون أكثر قدرة على الحب والعطاء والنجاح في حياته الزوجية، أما الشخص الذي عاش في جو أسري مفكك، غالبًا ما نجده متأثرًا بتلك الخلفيات الأسرية التي تشكل أهم عوامل إخفاق حياته الزوجية المستقبلية .
لذلك يجب ملاحظة طبيعة العلاقات الإنسانية لشريك الحياة سواء في أسرته أو عمله أو مع أصدقائه لأنها مؤشر قوي لطبيعة تلك الشخصية بكل ما تتميز بها من سمات ومواقف وعادات خاصة بها، لأن الإنسان يحمل في تكوينه النفسي إيجابيات وسلبيات أسرته والبيئة التي عاش فيها سنوات طويلة من حياته، لذلك يجب على شريك الحياة ألا يُقبل على إتمام الزواج إلا وهو مقتنع تمامًا بصفات ذلك الشريك ولا يبني موافقته على أمل تغيير الصفات الرئيسية لشخصية شريك حياته لأن هناك صفات رئيسية في شخصية الإنسان غير قابلة للتغيير كما أنها يصعب العيش معها ومن أمثلة هذه الشخصيات، الشخصية الشكاكة، سيئة الظن، الدائمة الإحساس بالاضطهاد والخيانة ممن حولها، وهذه الشخصية لا تغير رأيها بالحوار لأنها تسئ تأويل كل كلمة، بل إن الرقة في معاملتها تزيد من شكوكها وهذا يولد لديها إحساسًا بكراهية الناس لذلك تسعي دائمًا لامتلاك القوة سواء المادية أو الاجتماعية حتى يتسنى لها الشعور بالعظمة والتعالي على الآخرين، وهذه الشخصية لايجد الطرف الآخر معها أية فرصة للسعادة لأن هذا الجو من عدم الثقة يجعل الطرف الآخر في حالة اتهام مستمر وتحقيق ودفاع عن النفس لإثبات براءته ووفائه.
أما الشخصية النرجسية والاستغلالية، هي شخصية مغرورة لا تريى أحدًا بجانبها مفرطة في الثقة بالنفس، وهذه الثقة واجهة تغطي بها مشاعرها الحقيقية بعدم الكفاية، لذلك فهي غيورة جدًا عند نجاح الآخرين، كما أنها مستغلة وأنانية تستخدم الآخرين لخدمة أهدافها وأحيانًا تتظاهر بالحب الذي يخلو من العمق والصدق لتحقيق إنجازاتها وطموحها، والحياة مع هذه الشخصية غاية في الصعوبة لأنها غير قادرة عليى منح شريك الحياة أي قدر من الحب بل هي تستغله لتحقيق مصالحها.
أما الشخصية الاعتمادية، ابن أو بنت الأم، هي شخصية سلبية تعمل دائمًا بتوجيه من الآخرين وتنتظر العون دائمًا، غير قادرة على اتخاذ القرار في أي شيء دون الرجوع إليى الأم، وهذه الشخصية غير ناجحة كشريك حياة أيضًا، فلو كانت فتاة تصبح والدتها هي المسيطرة على علاقتها بشريك حياتها، وإذا كان الرجل، فإن على الزوجة أن تتحمل أعباء الأسرة، بالإضافة إلى إحساسها المؤلم بضعف زوجها أمام والدته وسلبيته، وهذا النوع من الأزواج نراه مطلوبًا للمرأة المسيطرة التي ترغب أن تكون هي الأقوى في حياتهما الزوجية. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|