الراسل: سامي يوسف
منذ ستين عامًا كان تعداد مصر ثمانية عشرة مليونا، ولكن الفقهاء وأصحاب الرأي الديني العبقري، حرضوا الناس، وخصوصًا الجهال، وما أكثرهم، فهم يمثلون على الأقل من ٨٠ إلى ٨٥ بالمائة من الشعب المصري الكريم، "فهاصوا ولاصوا"، وتعددت الزوجات "حتى للي مش لاقي ياكل"، وكأنه صار لزامًا على كل مسلم أن ينجب وإلا جزاؤه سيكون النار.. وهو لا يدري أنه وضع أقدامه فيها إلى رقبته..
و"بقدرة قادر"، صار تعداد مصر اليوم وبكل فخر ٨٠ مليون، وربما نكون قد تجاوزنا هذا الرقم، فأصبحت مصر الآن تضيق بأهلها.. والله المعين، فلو لم يقف المسئولون "وقفة رجالة" ويتصدون لهذا الطوفان من الإنجاب، ستكون العاقبة وخيمة.
وإليكم بعض هذه المقتطفات
مصرتصيق بأهلها * والنيل تملأه الدمـوع
من يستطيع أن يجد * لليوم خبزا لا يجـوع
البعض يفترش الطريق * ومن غنى الغير فجوع
فإن ركبت حافلــة * ندمت لو تبغي الرجوع
أرض الزراعة أزهقت * روحًا وماتت النجـوع
الخير قل أو عـدم * فضاقت بالناس الربـوع
القهر في كل مكان * تصارع الخلق الزمـــن
في البيت أم أو أب * ست وسبع تحتـــضن
حجرة وأن ساعت لهم * تضيق لو فرد البــدن
الأب مشغول المزاج * والأم من حـــبل تئن
و يأت وقت المدرسة * كبوس مثل جرس يطـن
وفر الملابس قد ألح * فموعد الملبس يحـن
الأب يبكي لوعــة * على ما أتاه من أحـن
تعلو المشاجرة والإيلام* وقع الإيذاء لمن يكـن
مرض وجوع أورد * كل الفواجع والمحـن
الفقر حل بمجتمع * المرضى ماتوا بلا دواء
والجهل زين للجميع *على المولى رزق البؤساء
هو الكفيل بأمرهـم *عن الطعــام والكساء
ويقيت كل من ولد * رزقا ولو كان الغباء
والمرشدون تغاشموا *وشحنوا فتواهم دهـاء
وفي الكلام زينـوا *مجرى الغذاء من السماء
الناس من كيد وغيظ * بدأوا التناحر على الهواء
الله لن يسمع لي * مهما أتيت من دعـاء
لأن ربى قد وعــد * أن ينسى رزق الأغبياء
على موضوع: وسائل المواصلات ووسائل التعذيب |