بقلم: د. أحمد الخميسي وأدهش البرادعي الجميع حين لم يعقب ولم يقدم استقالته، وهو موقفه ذاته عند غزو العراق بينما توفرت لديه معلومات بحكم منصبه بأن العراق لا يمتلك أسلحة دمار.. وحين تصب كل أقوال البرادعي في اتجاه تعديل الدستور، ونزاهة الانتخابات، فإنه يصب جهده في الاتجاه ذاته الذي تقنعنا به أمريكا من أن أساس مشاكلنا كلها ومصدر فرحتنا كلها هي "الديمقراطية" الشكلية، وليس غياب العدل الاجتماعي والفقر والأمية ووقف التنمية الصناعية والزراعية، والأخذ بالخصصة "عمال على بطال". يعد البرادعي في معظم التصورات بشأنه بالديمقراطية ويضيف إن ما يسعى إليه هو دولة تقوم على "الحداثة والاعتدال والحكم الرشيد "، أما برنامجه الاقتصادي والسياسي، فهو البرنامج ذاته الذي افتقر في ظله تسعة وعشرون مليون مواطن مصري يعيشون تحت خط الفقر.. قل لهولاء إننا سنرشح شخصية تأتيكم بالحداثة!، وتشير الأرقام الحكومية الرسمية إلى أن هناك نحو 14 مليونًا من الشباب والفتيات أدركتهم العنوسة لاستحالة توفير مسكن، وأن نسبة حالات الطلاق بلغت أربعين بالمئة معظمها تحت ضغط المعاناة الاقتصادية، وأن نحو عشرين مليون فلاح يزرعون ثمانية مليون فدان يعانون من الجوع والإهمال.. قل لكل أولئك إننا نحتشد لنأتي لكم "بالحداثة" وليس ببرنامج تنمية اقتصادية وعدالة اجتماعية، واسمع ما الذي سيقولونه لك.. المعطيات كثيرة وكلها تشير إلى ضرورة العثور على مخرج لكن ليس بالثورة البرتقالية.. هل هي مصادفة أن يكتب "ديفيد شنيكر" بمجلة "فوربس" الأمريكية عن البرادعي بصفته "أمل على ضفاف النيل"؟.. وأن يصرح مسئول بالخارجية الأمريكية بأن واشنطن ترغب في "ظهور عملية سياسية تنافسية في مصر"؟.. نحن أيضًا مع العملية التنافسية لكن ليس فقط من أجل مجرد "تنافسية" تكرس الأوضاع نفسها.. لكن نخبة المثقفين تقيم المهرجانات لأنها تعشق هذه "الديمقراطية" التي يمكنك في ظلها أن تفتح فمك لتقول ما تشاء دون أن تجد طعامًا تحشو به فمك أو مسكنا او علاجًا أو تعليمًا. كاتب مصري |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |