بقلم: نشـأت عــدلي وعندما ترسوا الباخرة.. تجد هذا النيل يهادنها حتى ترسوا تمامًا.. وكأنه قد اطمئن عليها.. فتجد صفحته لامعة، وكأنها مرأة ترى عليها كل انعكاسات الأضواء المنبعثة.. وتأخذ القمر في لياليه الزاهية على صفحتة، ويتمايل بهذا القمر فينعكس ضياؤه على كل من يشاهد هذه التحفة الرائعة.. ولكن أروع المشاهد وأكثرها تأثيرًا هو شروق الشمس وغروبها... فيكثر كلام النيل مع الشمس في حديث حب جارف ملؤه الشوق واللهفة. وعندما يكتمل ظهور الشمس وتنطبع صورتها على صفحتة يبدأ في هدؤ نسبي لا تخلو من تموجات الفرحة على صفحته.. ويحتضن الشمس بحب عجيب، وكأنه أقسم أن لا يتركها حتى يستمتع بكل إشراقة لها.. ويأخذ من دفئها وضيائها ليشع بها على الكل.. وتكافيء الشمس النيل على هذا الحب بأن تملأ كل جوانبه وتشرق عليه بنورها وتشبعه دفئًا وتتمرغ بين مياهه.. وهو يهيم بها ويتراقص أمامها وبها ليسعد بها ولا يترك لمحة منها تغيب عنه.. يحتضنها ولا يترك مجالاً لغيره يتمتع بها.. ويبقى معها إلى أن تحين اللحظة التي تفارقه فيها.. وعندما يقترب الغروب تبدأ مياهه في الانحسار وكأنه يئن مقدمًا على فراق محبوبته.. وتبدأ موجاته تتلاطم وكأنها تتصارع في الاحتفاظ بأكبر وقت للشمس وكأن كلاً من هذه الأمواج تمسك بها ولا تريد أن تتركها.. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت | عدد التعليقات: ٧ تعليق |