· الاتحاد العالمي المسيحي بـ "110 دولة" يعمل على وحدة مسيحيي العالم ووحدة الكنيسة عن طريق خلق قيادات شبابية مسيحية بالعالم.
· مجلس كنائس الشرق الأوسط خرج من أفكار الاتحاد.
· أنشأنا لجنة لمناصرة حقوق المسيحين بالعالم.
حوار: مايكل فارس - خاص الأقباط متحدون
تقديرًا منا، وإيمانًا بدور أي مسيحي في خلق نوع من الوحدة والتواحد بين مسيحي العالم، التقت "الأقباط متحدون" مع واحدة من أهم القيادات في العمل المسكوني، خاصة في الشرق الأوسط، وهي السيدة إليسي جورج، السكرتير الإقليمي بالشرق الأوسط للاتحاد العالمي المسيحي للطلبة، وذلك أثناء مشاركتها في المؤتمر الأخير الذي عقده مجلس كنائس الشرق الأوسط في مصر؛ وقبل سفرها للبنان.. كان حوارًا ممتعًا شيقًا قصت فيه علينا طبيعة عمل الاتحاد، ودوره المسكوني، وكيفية مواجهة مشاكل المسيحيين، خاصة في ظل الحوار المسيحي الإسلامي، فتحدثت عن مشاكل النعرات الطائفية بلبنان، ومخطط أسلمة لبنان، ودور رجال الدين في السياسة والكثير من القضايا التي لابد من مناقشتها.
- بداية نريد أن نعرف تفصيلاً عن هذا الاتحاد وعن طبيعة عمله؟
- تأسس الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة عام 1895، و تاريخيًا يُعتبر الاتحاد أول منظمة دولية للطلاب، ومن أقدم حركات الشباب.. باختصار؛ الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة هو من رواد العمل المسكوني، إذ يضم أكثر من 300 ألف عضو، موزعين على أكثر من 85 دولة حول العالم، وكانت له مساهمة فعالة في إنشاء مجلس الكنائس العالمي عام 1948، كما أنه أول هيئة كنسية شبابية تعتني بالعمل المسكوني، وله فروع في 110 دولة، بما في ذلك دول في الشرق الأوسط، ويضم حركات شبابية مسيحية؛ والمكتب الرئيسي في جنيف بسويسرا، وله 6 أفرع في العالم، الفرع الأول "بيدابيست" في أوروبا؛ الثاني في "نيروبي" بدولة كينيا بافريقيا؛ الثالث والرابع بنيويورك؛ الخامس في "هونج كونج" بأسيا؛ السادس في أمريكا الاتينية؛ ومكتب الشرق الأوسط مقره بيروت، وقد تم إنشاؤه منذ 50 عامًا..
- دخلت الحركة المسكونية في الشرق الأوسط في الستينات، على الرغم من أنها أُنشئت عام 1895، وانضم إليها في بيروت "حركة الشباب الأرثوذكسي" والتي كانت رائدة في إطلاق العمل المسكوني للاتحاد بالشرق الأوسط، وقد بدأت "حركة الشباب الأرثوذكسي" مع حركة "جاك صيدا" التابعة للروم الكاثوليك، وهاتان الحركتان أسستا أول لقاء للاتحاد وبعدها، أنشأتا "مجلس كنائس الشرق الأوسط" وهما اللتان أطلقتا فكرة "مجلس الكنائس العالمي".
- ويضم الاتحاد 16 حركة شبيبة مسيحية في الشرق الأوسط، موزعة على كلٍّ من لبنان ومصر وسوريا والأردن والسودان والعراق وفلسطين.
- ويسعى الاتحاد إلى تعميق التعاون والتنسيق مع الهيئات المسكونية الأخرى العاملة في المنطقة توخيًا لوحدة الشهادة، وفي مقدمها مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي ساهم الاتحاد في تأسيسه والرابطة العالمية للشبيبة الأرثوذكسية.
- ذكرتي أن هناك حركات شبابية منضمة للاتحاد.. فما هي؟
- المنضمون للاتحاد 18 حركة بالشرق الأوسط، وهم 8 حركات في مصر، ويمكن تقسيمهم كالتالي: حركتات تابعتان للأسر الجامعية، و"لجنة جامعة"، وحركتان آخريتان تابعتان للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وحركة "حق وعدل" التابعة للكنيسة الكاثولكية، وحركة "شباب الأقباط الكاثوليك"، وتوجد حركتان إنجيليتان، وحركة "المشاركة الوطنية"؛ ويوجد بمصر سكرتير إقليمي مشارك بالاتحاد، وهو الأستاذ أيمن كرم، والذي يساعدنا بالاتحاد في العمل المسكوني.
- كما توجد ست حركات بلبنان، وواحدة بالسودان، وأخرى بالعراق، وأخرى بالأردن، وأخرى بسوريا، وجاري إنشاء لجنة مسكونية بفلسطين.
- ماهي أهداف الاتحاد؟
- يقوم الاتحاد بتوعية جميع الشباب بالكنائس، وذلك من أجل زيادة إدراكهم لأهمية تحمل المسؤلية، حتى يمكن إعداد قادة شباب للكنائس والمجتمع، بالإضافة للعمل على وحدة الكنيسة، ليس في العقيدة، بل في الفكر والتعامل، ومن ضمن الأهداف العمل على حوار إسلامي مسيحي، ويمكن تلخيص الأهداف في سبعة أهداف وهم:
1- دعوه الشباب والطلاب إلى الإيمان بالله الواحد، أبًا وابنًا، وروحًا قدوسًا، كما جاء بالكتاب المقدس.
2- مساعدة الشباب على النمو في الحياه المسيحية من خلال الصلاة ودراسة الكتاب المقدس والاشتراك في العبادة والشهاده للكنيسة.
3- مساعدة الشباب على الشهادة ليسوع المسيح في الأوساط الأكاديمية.
4- ضم الشباب برباط أخوي في خدمة متبادلة، ودعم الجهود لخدمتهم وتلبية احتيجاتهم.
5- مساعدة الشباب على الكفاح من أجل السلام والعدالة في كافة الدول.
6- مساعدة الشباب على العمل لتجلي وحدة الكنيسة.
7- مساعدة الشباب على أن يكونوا خدامًا ورسلاً لملكوت الله في العالم.
- هذه أهداف جميلة.. ولكن عمليًا؛ كيف يتم تفعليها على أرض الواقع؟
لتفعيلها هناك خمسة أنشطة نقوم بها:
1- نشاط "أيانابا" والذي عُقد بقبرص، وهدفه ضم الحركات المختلفة لإعداد قادو، ومحاولة توحيد فكره تجاه قضايا المجتمع مثل العولمة، بالإضافة للصلاة المشتركة، ولكن دون الحديث عن الفروق العقائدية، ويُعقد بشكل شبه سنوي.
2- التنشئة المسكونية، وهي العمل مع كل البلدان المنضمة للاتحاد من أجل وحدة الكنيسة ككل، وتعتمد المسكونية على الحوار والانفتاح والصلاة والعمل.
3- برنامج المرأة، وهو برنامج يعمل على الجانب الحقوقي للمرأة.. ولكننا نركز فيه على اصطحاب الأطفال معهم، حتي يتشبع فكرهم بتلك الحقوق منذ الصغر، ويتم الحديث أيضًا عن كافة حقوق المرأة، سواء من الجانب الكنسي، أو جانب المواثيق والاتفاقيات الدولية.
4- الحوار الإسلامي المسيحي، والذي بدأ بعد إنشاء قيادات شبابية بالكنيسة، لذا فكان التفكير بعمل حوار مع المسلمين، ولكن مع المنفتحين منهم وليس المتعصبين، والذي نريد أن نطلق عليه "التعايش الإسلامي المسيحي"، وهذا لقاء إقليمي، وهناك لقاءات محلية تقوم داخل كل بلد على حدة بين المسلمين والمسيحين.
5- بناء قدرات وتنشئة لشباب في مناطق أكثر احتياجًا لتلك القيادات عن مناطق أخرى، مثل المناطق الفقيرة أو المناطق التي ليس بها تنمية، فيتم إعداد قيادات شبابية هناك للنمو بتلك المناطق، وهو ما تم فعله في فلسطين، حيث أنشأنا هناك لجنة مسكونية.
- ماهي التوجهات الرئيسة أو الخطوط الأساسية للعمل بالاتحاد؟
1- رؤية شبابية مميزة للتوجه المسكوني: بمعنى عدم استبعاد أي كنيسة أو حركة من عمل الاتحاد باعتبار أن الخصوصيات اللاهوتية لكل منها لا يمكن أن تكون عائقًا أمام إرادة اللقاء والالتزام المشترك وتنمية المحبة والفكر بين الأفراد.
2-الإسهام في بناء ريادة فكرية شبابية في الكنائس:
وهذا هو عمق التزامنا في حياة الاتحاد.. حيث نساعد الحركات والكنائس على بناء جيل جديد من القادة الواعين لواقع الكنيسة والمجتمع ليتحملوا المسؤولية.
3- إعطاء الأولوية لعلاقة الكنيسة بالمجتمع:
وهذا لا يتعارض مع السائد من الاهتمامات بقدر ما يبث في الكنائس وعيًا لأهمية توضيح هذه العلاقة على ضوء مفهوم التجسد وحب الآخر، والإرث الحضاري العربي الذي من واجبنا أن نحافظ عليه ونطوره.
وللحوار بقية... |