CET 00:00:00 - 09/03/2010

مساحة رأي

بقلم: إيهاب شاكر
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، قام القائد العربي المسلم عمرو بن العاص بضم مصر لدولة الخلافة الإسلامية فيما عرف بالفتح الإسلامي لمصر،  بعد أن أتم ضم فلسطين من يد الرومان، وكان يهدف لتأمين الفتوحات وكان الخليفة عمر بن الخطاب يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لإفريقيا ووصفها بأنها مفرقة، أما القائد عمرو بن العاص فكان مغرما بمصر قبل الإسلام وبعد أن حقق انتصارا على الروم في معركة أجنادين، استأذن الخليفة في غزو مصر، الذي أبدى الرفض في البداية وما لبث أن وافق عمرو بن العاص، وأرسل له الإمدادات وتوجه عمرو بن العاص بجيشه صوب مصر عبر الطريق الحربي البري مجتازا سيناء مارا بالعريش والفرما، ثم حاصر حصن بابليون واستولى عليه وكان يحكم مصر ذلك الوقت الرومان، متخذين من الإسكندرية عاصمة للبلاد مقيمين حصون عسكرية بطول البلاد وعرضها بها حاميات رومانية وكان أقوى هذه الحصون حصن بابليون الذي ما أن سقط حتى تهاوت باقي الحصون في الدلتا والصعيد أمام الجيوش الإسلامية الزاحفة، وقد تم الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندرية في عام 21 هـ وعقد عمرو بن العاص مع الروم معاهدة، انسحبوا على أثرها من البلاد وانتهى الحكم الروماني لمصر وبدأ الحكم الإسلامي بعصر الولاة وكان عمرو بن العاص أول الولاة المسلمين.   

وقد قرأت مؤخراً كتاب " هوامش الفتح العربي لمصر، حكايات الدخول، رحلة الانصهار"  للكاتبة المسلمة (سناء المصري) والذي يحكي عن التاريخ الحقيقي أو المخفي والذي لا يُرجع إليه حين يُذكر موضوع الفتح كما يحلو أن يسمونه، وليس كما هو حقيقة " غزو واحتلال" لذا سأسرد لك عزيزي القارئ، ربما على عدة مقالات متسلسلة، بعض المقتطفات مما جاء في هذا الكتاب القيم، مع بعض التعليقات البسيطة و بعض التصرف الذي لا يخل، بل يوضح أكثر، وحتى تتضح الصورة بشكل منطقي، وكما قالت الكاتبة( سناء المصري)" فالوعي بالحقيقة يسمح بقدر كبير من التسامح الإنساني".

أبدأ بما جاء على ظهر الكتاب ليوضح الغرض منه وما سيأتي به:
" في البداية كانت مجرد تجارة يقوم بها أبناء الجزيرة العربية حيث يحصلون على احتياجاتهم من مصر من التوابل والبقول والبقول والمنسوجات، ثم كانت مارية القبطية التي أرسلها المقوقس(حاكم مصر والإسكندرية) هدية للنبي الجديد، ولتصبح جاريته في البادية، ثم يجئ العرب لفتح مصر.
وهنا يحدث التماس والتصادم بين حضارتين: الحضارة الزراعية، وحضارة الرعاة(البدو) وتسيل الدماء، وتحترق الدور والحقول والحصون.
وحينما تصبح البلاد ـ جميعها ـ في أيدي الفاتحين تثور الفتن والقلاقل، ويتصارع العرب فيما بينهم على الثروة والغنيمة التي في أرض مصر.
ولكن هل استقبل شعب مصر الجيش العربي بالترحيب والأحضان، كما يحلو للبعض أن يصور الأمر في تبسيط مخل وسرد زائف للتاريخ.
إن مصادر التاريخ العربي تغفل ـ عن عمد ـ الشعب القبطي الذي كان محتلاً من قبل الرومان".

تقول الكاتبة في المقدمة:
" لم تكن مصر بلداً غريباً على العرب قبل الفتح، وكان تجار قريش يأتون إليها حاملين بضائع الشرق من اللبان والبخور والتوابل والفضة والحرير، فيبيعون بضائعهم، ويشترون منها الثياب الغالية، أو ما يعرف بالقبّاطي والمشغولات والزجاج، بالإضافة إلى أنواع الطعام المختلفة وخصوصاً القمح والذرة. ويذكر البغدادي أن" هاشم بن عبد مناف" جد النبي الأكبر قد هلك في غزة ـ على أبواب مصر ـ كما يذكر أن " المغيرة بن شعبة" قد دخل مصر كثيراً قبل إسلامه، وكان آخرها تلك الرحلة التي سبقت إسلامه مباشرة، وكانت دامية قَتَلَ فيها المغيرة أصحابه من بني مالك طمعاً فيما يملكون بعد أن منحهم مقوقس مصر هدايا كثيرة غالية الثمن، وطمع فيها المغيرة واحتال حتى قتلهم، وسلب ما معهم، ثم لجأ إلى النبي معلناً إسلامه .. !!

كما دخلها عمرو بن العاص ووصل إلى الإسكندرية محملاً بالعطر والآدم(الجلود). ويذكر بعض المؤرخين أن معرفته الكبيرة بطرق مصر وأخبار مدنها ومكامن ثروتها يعود إلى تلك الرحلات التجارية أيام الجاهلية.
وفي العموم، كان تجار قريش يعرفون مصر معرفة كبيرة قبل الإسلام، خصوصاً بعد أن تعاظم دور مكة في التجارة الدولية في القرن السادس الميلادي،" وبالطبع كانت حلماً بالنسبة لهم أن يعيشوا فيها ويتمتعوا بخيرها. " واستفادت مكة كثيراً من النزاع الطاحن الذي كان يدور بين الدولة البيزنطية غرباً، والدولة الفارسية شرقاً.
وسنستكمل معاً هذه الرحلة في المقال القادم إن شاء الرب وعشنا.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق