• بهاء رمزي: الحكومة المصرية تركت الخطاب الديني ينبذ الآخر، ولا ترغب في منع العنف الطائفي، بل تعاقب الأقباط على ازدياد نشاطهم. كما تابعنا في الجزء الأول من التحقيق، وسنتابع في هذا الجزء، فإن هناك ازديادًا مستمرًا لحوادث العنف الطائفي في المجتمع المصري، في الوقت الذي تصاعدت وتضاعفت فيه المجهودات المبذولة والمناوئة لهذه الحالة من العنف غير المبرر، والتي يقوم بها أقباط المهجر النشطون الغيورون على وطنهم وأنسبائهم في الوطن الواحد الأم مصر، أو مؤسسات المجتمع المدني، وسنحاول في هذا الجزء من التحقيق التوصل لسبب هذا التناقض الغريب، من خلال تعقيبات وتعليقات مجموعة من أقباط المهجر. • بداية وبخصوص "كرامة الحكومة المصرية" تحدث رمزي قائلاً: "إن الحكومة دائمًا ما تشعر أن كرامتها "وجعاها" دون أن تنظر للحق، فعندما ترى مظاهرات أقباط المهجر، تشعر أنها مُجبرة على إجراء بعض التغييرات، ولكن بعد انتهاء المظاهرت، وبعد انتهاء الأزمة، تعود كما كانت، بل للأسوأ، ومن ثم تبدأ عملية عقاب الأقباط، وكأنها تقول لأقباط المهجر "انتوا عملتوا المظاهرات دي.. طب شوفوا هنعمل إيه في أقباط مصر اللي في الداخل"، وأكبر دليل على ذلك حادث وفاء قسطنطين، فبعد أن اضطرت الحكومة لأن ترجعها للكنيسة، ألغت بعدها جلسات النصح والإرشاد، فكان هذا الإلغاء عقابًا للأقباط في الداخل والخارج عن الضغط الذي مارسوه لإعاده وفاء قسطنطين". • و وأكد عبد النور أن ممارسات الحكومة إنما هي نتيجة لذلك النشاط القبطي المكثف، وأشار إلى أن الحكومة لم تكن تتوقع قوة الصوت القبطي، وعليه فازداد حجم الاضطهاد، لكنه أوضح أن تلك الاضطهادات كانت موجودة بالفعل، إلا أن الإعلام لم يكن متواجدًا، لكن الإعلام استطاع الآن أن يفضح كل تلك الممارسات، مشيرًا إلى حادثة الخانكة الشهيرة، حيث قتل مئات من المسيحين، ولم يدن أحد، غير أن الإعلام الآن قد أظهر الجناة.
وأرجع د. ابراهيم السبب في ذلك التراجع الطفيف في حدة بشاعة الاعتداءات إلى دور نشاط المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان التي جلعت حقوق الإنسان ثقافة إلى حدٍ ما في الأوساط المتعلمة والمثقفة في مصر، والتي بدأت في إدراك أن حقوق الإنسان هي ثقافة للحياة وهذه الثقافة لم تنتشر في كل التيارات المجتمعية في مصر. ويري حبيب أن المشكلة هي مشكلة "العامة" الذين لم تصلهم هذه الثقافة والذين لازالوا يتعاملون بغوغائية ويعتنقون فكر الإسلاميين وقال إن "السياسة عمل تراكمي" تظهر نتائجه بعد سنوات وما يقوم به أقباط المهجر ومنظمات المجتمع المدني ستُجنى ثمارُه بالتأكيد. ويري حبيب أن النظام المصري يتغير تحت الضغوط ويتم إجباره على تغيير تعامله مع الأقباط، خاصة وأنه "لا أخلاق في السياسة" و "السياسة هي محصلة قوى" لذا لابد للأقباط إظهار هذه القوى والمطالبة والنزاع مع الحكومة لأخذ حقوقهم، وأشار إلى ما قاله هنري كسنجر عندما قابل السادات قبل حرب 73، عندما طالب السادات أمريكا بالتدخل فرد عليه وقال له: "لن نستطيع التدخل إلا بعد أن تكون درجة الحرارة والتوتر بين اسرائيل ومصر مرتفعة، هنا نستطيع أن نتدخل"؛ لذا على الأقباط أن ينزلوا الشارع، وينسوا الخنوع، ويطالبوا بكل حق من حقوقهم، ولا يقتصر ذلك على المنظمات والهيئات القبطية بل على الشعب القبطي نفسه، فلن يأخذوا حقهم إلا بذلك، لأن الحقوق تُغتصب وتُنتزع ولا تُمنح خاصة وأن الظروف المجتمعية والعالمية في صالحهم لأن هناك ثورة اتصالات في العالم، فأي مشكلة أو اعتداء على أقباط يتم معرفتها في نفس الوقت، عكس ما كان يحدث قديمًا؛ ورأينا منذ عدة أيام مجلس الكنائس العالمي يوجه رسالة تضامن لأقباط مصر، وهو ما يشجع الأقباط ويؤكد أن هناك تضامنات عالمية معهم. • و وأشار إلى ما فعلته الحكومة المصرية في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بعدما أصدرت تقريرها الأول عن أحداث الكشح وكيف ألقت القبض على الأمين العام للمنظمة عام 1998، وأغلقت المنظمة في ذلك الوقت. ويري عبد الحفيظ أن دور المجتمع المدني في التصدي لأحداث العنف الطائفي والفتن الطائفية كان أقوى من دور الأحزاب، لذا كانت هناك مقاومة حكومية شديدة، لأن المشكلات في حد ذاتها زادت بسبب الحراك السياسي والمجتمعي المصري والإقليمي بجوار مصر والعالمي أيضًا، وقد أدى ذلك لظهور بعض المطالب كان مسكوتًا عنها فيما مضى، وباتت قضايا الأقباط أكثر تفصيلاً وأكثر وضوحًا، فالآن نتحدث عن المساواة في الوظائف بين المسلمين والأقباط وضرورة إصدار قانون دور العبادة الموحد والمشاركة السياسية للأقباط ووجود شخصيات قبطية في الأحزاب على قائمة الانتخابات؛ فالمطالب زادت والمشاكل زادت فلم يكن أحد يتخيل أن تصل الاحتجاجات والإضرابات في مصر لـ 600 احتجاج، وإضراب في السنة؛ وكل ذلك تقابله الحكومة بمزيد من التحفظ والترقب والريبة والحذر الذي أدى إلى أن المنظمات ناشطة وواعية وتلجأ للمحافل الدولية للمطالبة بحقوقها، ولكن الحكومة المصرية لم تستطع مواكبة هذه التغيرات ولازالت تفكر بتهمل وروية فيما يتعلق بالملف القبطي ولم تستوعب الحراك الاجتماعي القائم. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |