من الفتاوى المثيرة للجدل حتى اليوم فتوى الحجاب بين (الحلال والحرام) فقد أعتبر الدكتور نصر حامد أبو زيد (الأستاذ السابق بجامعة القاهرة) أن الحجاب ليس فرضاًََ على المسلمات، وإذا كانت المسألة تتعلق بالفتنة فهناك رجال يفتنون النساء وبالتالي عليهم التحجب وفق هذه النظرية.
لهذا طالب أحد المفكرين المستنيرين بأن يعالج أصحاب هذه الفتاوى من العقد الجنسية التي تحكمهم تجاه المرأة والتي هي محور فتواهم؟.
ومن أغرب الفتاوى المطاطية التي مطت على مقاس الشباب فتوى بحل الزواج بنية الطلاق! (أي يجوز للمبتعث الزواج من بلد الإبتعاث بنية الطلاق إذا خشى المبتعث على نفسه، على أن لا يخبر الزوجة بنيته)؟ وقد أعتبره كثير من العلماء بأنه نكاح متعه وهو حرام.
لعل نتذكر جميعاً فتوى الأستاذ عزت عطية الأستاذ بجامعة الأزهر التي أثارت لغطاً في الشارع العالم العربي والإسلامي عن موضوع "إرضاع الكبير" الذي أباح للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل منعاًَ للخلوة المحرمة إذا كان وجودهما في غرفة مغلقة ورغم إعتذاره رسمياً عن تلك الفتوى إلا أن الأزهر قد قام بفصله من العمل.
ومن أشهر وأحدث هذه الفتاوى ما أصدره الشيخ صالح اللحيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية) بجواز قتل أصحاب الفضائيات..لكونهم من المفسدين في الأرض، وقد أثارت لغطاًَ كبيراًَ في الأجهزة الإعلامية بالدول العربية، ولم تمر بضعة أيام حتى صدمنا بالفتوى المتعجلة التي لم يستعمل فيها العقل والتفسير، ولا توخي الحذر والتأني وهي قتل شخصية ميكي ماوس "لأنها من الفئران وهي كائنات مؤذية تستحق القتل".
متى تنتهي فوضى الفتاوى الدينية الشاذة التي تغييب العقل، والتي تتهم أحياناً بأنها وسيلة لشل العقل عن التفكير الذاتي والمنطقي، والتي تخصص فيها هواة الشهرة والفرقعة الإعلامية؟ فكل من تعمم بات مفتياً، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل قد نشاهد التناقض في الفتاوى لموضوع واحد، وقد يقع مثل هذا التناقض في برنامج واحد وبين شيوخ ودعاة مشهورين.
لقد صدق الكاتب الإسلامي المستنير الدكتور سيد القمني عندما قال حرفياً "نحن أمام فتاوى تغييب العقل وعلماء الضياع"!
على موضوع
الفتاوى السياسية في مجتمع كهنوتي
|