كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
يصدر خلال أيام عن دار دَوِّنْ للنشر كتاب جديد للمفكر الليبرالي المهندس كمال غبريال بعنوان "البرادعي وحلم الثورة الخضراء".
يقدم هذا الكتاب بعضًا من الرؤى للواقع المصري، حاول المؤلف أن يستقصي مشاكل مصر الوطن، ويغوص في جذور تربته، ليُشخص مواقع الخلل والاختلال.
تغيير الثقافة
وصرح غبريال لـ"الأقباط متحدون" أن عنوان هذا الكتاب "البرادعي وحلم الثورة الخضراء" يشير إلى التغيير السلمي للثقافة والنظم والعلاقات والقوانين والدستور، وهو يختلف عن "الثورات البرتقالية في أوروبا الشرقية" فهناك يغيرون النظم والحكام فقط أما فى مصر فالاحتياج ملح لتغيير الثقافة ذاتها.
و لا يزعم الكاتب أنه يستطيع الإحاطة بكل أمور الوطن ومن كل جوانبه، لكنه بذل من الجهد في تتبع جذور الثمار المُرَّة التي يتجرعها العديد من المصريين، ما يجعله مطمئن إلى أنه نأي بنفسه، عن نموذج الأحكام القيمية والأيديولوجية المتسرعة الرائجة بالساحة، والتي قد تفرط في المدح أو تسرف في القدح، دون أسس علمية وتحليلية رصينة.
![](/uploads/372/elbarad3ebook.jpg)
بادرة ضوء
يؤكد المؤلف في كتابه الجديد أن ما حدث هو أنه ونحن منكبون نبحث ونتقصى، وعيوننا وقلوبنا معلقة بأي بادرة ضوء تشير إلى نهاية ما ولو نفق مظلم يحتوي مسيرتنا منذ قرون طويلة.
مضيفًا أن تطور الحوار والتساؤل عن الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2011 أدى إلى تحول أعيننا إلى رجال من أبناء مصر استطاعوا بجدهم وقدراتهم أن ينالوا احترام وتقدير وتكريم العالم أجمع، فقد قال كثيرون أن مصر رغم محنتها لم يصبها العقم حتى تُعد رجالاً جديرين بتحمل مسئولية قيادتها وقادرين على تحقيق ما يصبو إليه أبناؤها من حرية وحداثة وتطور، ومن وسط هؤلاء الرجال الأجلاء الذين شخصت إليهم عيوننا تقدم د. محمد البرادعي "مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق، والجائز على جائزة نوبل للسلام، وعلى قلادة النيل"، فعرض الرجل استعداده لتحمل مشاق مسيرة التغيير الذي تأخر أطول مما ينبغي في بادرة شجاعة وتضحية من أجل الوطن والشعب المصري، من رجل لا يحتاج سجله للمزيد من النجاحات والتكريم بل ربما كان بهذا يغامر بذلك الرصيد، في رحلة نعلم جميعًا مدى صعوبتها، وقدر ما يحيق بالقائمين بها من مخاطر.
يبدأ هذا الكتاب بمجموعة مقالات سبق نشرها للكاتب، تحاول تشخيص ملامح الواقع المصري السياسي والثقافي بصورة عامة، وتحديد طبيعة الأزمة التي تعانيها البلاد، تليها تلك المقالات التي تعالج المسيرة المصرية المأمولة لتأسيس عقد اجتماعي جديد، سيجد القارئ بها محاولات لتحديد ماذا نريد بالفعل في المرحلة الحالية، وهو أكثر بالطبع من مجرد وضع هذا الرجل أو ذاك في موقع رئيس الجمهورية، فيها أيضاً محاولات لوضع بعض النقاط على كثير من الحروف، تلك التي تبدو مبهمة وملتبسة، ذلك أننا لا ينبغي أن نفهم دعوة التغيير على أنها دعوة للانقياد لعبقرية ملهمة قادمة من الخارج، أو لبضع من كهنة المعارضة التي أثبتت فشلها بجدارة، بل على أنها صيحة لكي نستيقظ جميعًا، وننفض عن عيوننا آثار قرون طويلة من النعاس، ليساهم كل منا بما يستطيع في بناء مصر الحديثة، وفي دفع عجلة تطورها للأمام.
مقاربات
يتضمن الكتاب أيضًا مقاربات للعقبات المتوقع مواجهتها خلال السعي للتغيير المنشود، وللشراك التي يمكن أن تسقط فيها أي حركة إلى الأمام، كما حاول المؤلف تصور أكثر من سيناريو لمسار الأحداث، لنكون على أهبة الاستعداد لمواجهة كل حالة بما يناسبها، متمسكين على الدوام بإصرارنا على السعي ببلادنا نحو الحداثة التي لا مهرب لنا منها، ولا نجاة لنا بغيرها. |