حمدي رزق |
اليتم يتم الأم، البابا صار يتيمًا، البابا اليوم حزين، ومثله لا يذاع له سر، عجبا طقوس القداس مذاعة تحجب دموعه، دموع البابا، تراتيل القداس تستر أحزانه، يودع والدته بطركًا، بسمت البطرك، الابن الصغير فى عيون أمه بطركًا حزينًا مكلومًا لا يبين، البطرك متماسك أمام المعزين، يقود القداس الجنائزى على الجثمان المسجى أمامه، البابا تواضروس كان يتمنى فى قرارة نفسه أن يخلو إلى جثمان والدته، يحزن حزن العاديين. الجنائزيات الرسميات تحول بين وداع البابا (الابن) لأمه، بينه وألمه، لا يعرف الحزن إلا من يكابده، لا يعرف الشوق لحنان الأم إلا من يفقده، قداسة البابا الابن، دع دموعك تسيل، ابكى أمك، دع الرسميات لحالها، أطلق لقلبك العنان يحزن، إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، هكذا علمنا الرسول الكريم (عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم) كان يعتبر للموت، ويعلمنا كيف نقف ونعتبر للموت إجلالا واحتراما.
رحلت والدة البطرك، لعلها راضية عن ابنها الطيب، لله درك، فلتحتسبها، مع المسيح ذلك أفضل جدا، هكذا نسمع من أخوة الوطن وننقل عنهم، انتقلت إلى الأمجاد السماوية، فلتحزن أنّى لك ذلك، لا تمنع دمعتك تسيل مدرارًا على من حملتك فى بطنها تسعة أشهر، وفصاله فى عامين، أن أشكر لى ولوالديك، وتذكر فضل الأم، كان عليك عظيمًا، ودعواتها، أظنها راضية أن أنجبت بطركًا صالحًا للكنيسة، بابا كنيسة الإسكندرية وبطرك الكرازة المرقسية، ستظل ذكراها حية فى ضميرك، فى قلبك.
كأنّى طافَ بى رَكبُ الليالى يُحدِّثُ عنك فى الدنيا وعنّى، فلترو عنها، ما كان منها وعنها، وكيف كانت تشملك بحبها، فرحة قلبها يوم ولادتك، ويوم رسامتك، ويوم تنصيبك بطركًا، إنه ليوم عظيم فى حياتها وفى حياة المسيحيين، بالضرورة كانت ست طيبة مثل كل الأمهات طيبات صابرات قانعات يشبعن من رؤية الأبناء.
ما يروى عنها طيب، سامية نسيم اصطفانوس، كانت بارة بولدها وكان بارا بوالدته، تأسيا بالمسيح عليه السلام، وبارا بوالدتى، كما جاء فى القرآن الكريم عن عيسى فى المهد، ولم يجعلنى جبارا عصيا، كان المسيح يحدّث الناس بالبر، كان بارا بوالدته البتول، مريم أم النور والحبور.
اليتامى مثلنا يعوزهم بعض الدموع، وليس أحن من الأم على القلوب المكلومة لتسيل الدموع من العيون مدرارا، فلتخلو إلى نفسك قليلا، أحزن، البطرك فى النهاية إنسان، للبابا عيون مثلنا تدمع، وقلب مثل قلوبنا يحزن، ويحس باليتم مثلنا، لا يمنعك من الحزن مكانة، ولا من الدموع كاميرا متلصصة تبحث عن دمعة تطفر، البابا تفضحه عيونه، وصبر جميل. نقلا عن المصري اليوم |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |