بقلم: د.ممدوح حليم
حين كان بطرس باشا غالي ناظر النظارة (رئيس الوزراء)، وفي عام 1909، كان هناك مشروع لمد امتياز " الشركة قناة السويس العالمية" لمدة 40 عاما ً، لينتهي حق الإدارة عام 2008، بدلا ًمن عام 1968، وافق بطرس غالي على المشروع نظير أربعة ملايين جنيه ونسبة مناسبة من الأرباح.
كان لهذا المشروع مبرراته، فالشركة العالمية تريد توسيع وتعميق القناة تلبية لتزايد التجارة العالمية التي كان غالبيتها الساحقة آنذاك إنجليزية / فرنسية. يقتضي تطوير القناة إنفاق مبالغ طائلة وقروض من بنوك. كانت الشركة تريد أن تطمئن على أنها ستسترد ما ستنفقه وتحقق عائدا مناسبا.
تسرب المشروع إلى محمد فريد زعيم الحزب الوطني القديم المعروف بتوجهه الإسلامي الرافض للغرب وللتعاون معه بصورة عمياء مطلقة، وكان يكره بطرس غالي. قام بنشر مشروع المد بجريدة اللواء التابعة للحزب بغية إثارة المتشددين ضده. دعا محمد فريد إلى عرض المشروع على "الجمعية العمومية" التي تمثل الشعب لأخذ رأيها، وافق الخديوي على هذا، وتحدد يوم 20 فبراير 1910 لنظر الأمر. وفي أثناء انعقاد الجمعية، اغتيل بطرس باشا غالي. |