بقلم: د.ممدوح حليم
لعل من أعظم إنجازات بطرس باشا غالي، توقيعه لاتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان في 19 يناير 1899، وإن حاول المتطرفون الترويج لغير ذلك، حين احتل الإنجليز مصر عام 1882، كانت الثورة المهدية تسيطر على كل السودان، كما كانت هذه الحركة المهدية ذات فكر أصولي وهابي، الأمر الذي كان يشكل خطرا ً على مصر التي كانت تتجه آنذاك نحو الحداثة، لقد أنهت الحركة المهدية السيطرة المصرية على السودان، لذا وقع بطرس غالي عن الجانب المصري مع اللورد كرومر عن الجانب الإنجليزي هذه الاتفاقية، كان اللجوء إلى معونة الإنجليز أمر لا مفر منه للحفاظ على السودان ، ولعدم قدرة الجيش المصري بمفرده على ضبط الوضع هناك.
نصت الاتفاقية على أن يكون حكم السودان مشتركا بين مصر وإنجلترا، على أن يكون حاكم السودان بريطانيا بموافقة الخديوي، ولا يجوز عزله إلا بموافقة الحكومة البريطانية، أن يكون معاون الحاكم مصريا ً، ويرفع العلمان المصري والإنجليزي هناك، على أن يرفع العلم المصري وحده في بعض المناطق.
لا شك في أن مصر استفادت اقتصاديا من احتلال السودان تحت المشاركة البريطانية، خاصة في اتفاقية اقتسام مياه النيل، والتي بموجبها تحصل مصر على نصيب الأسد.
لقد تعاون بطرس غالي مع الإنجليز في هذه الاتفاقية لمصلحة مصر، وقد انطوت هذه الاتفاقية على ضرب حركة أصولية، الأمر الذي أغضب المتطرفين، مما جعلهم يخططون لاغتياله.
|