بقلم: مدحت قلادة
انتشر الخبر بسرعة البرق وسط تصفيق وتشجيع المتأسلمين والبسطاء من البشر، واعتبر الجميع الحادث انتصاراً للإسلام والمسلمين، غافلين أن للحقيقة أجنحة وأن حبل الكذب قصير بل أن الكذب كما يقول المثل المصري ليس له أرجل، ومن العجيب أن زفَّت جميع الصحف العربية والمصرية الخبر وانتشرت التعليقات المرحبة والمادحة من كل هدب وصوب بل نشرت جريدتنا الغراء اليوم السابع على لسان الأستاذة فاطمة خليل الخبر بدون بحث عن الحقيقة أو عناء البحث عن صدق المصدر ونشر الخبر كما يلي: "تواردت أنباء عن قيام عضو حزب الشعب السويسري دانييل ستريتش، الذي ترأس حملة حظر المآذن في سويسرا مؤخراً بحجة تعارضها مع ثقافة البلد وديانته ومشاعر شعبه ـ بإشهار إسلامه.
وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية، ومصادر إعلامية أخرى مثل موقع opednews.com وموقع ''أريبيان بيزنس'' إن إعلان إسلام دانييل مؤخراً أثار زوبعة كبيرة في سويسرا وعلى الساحة السياسية فيها، خاصة بالنسبة لمن أيَّد منع بناء المآذن.
وأشارت الصحيفة إلى أن أفكار ستريتش المعارضة للإسلام دفعته أخيراً إلى التفكير ملياً في كل شيء، ومراجعة مواقفه وتفهم الدين الإسلامي، وهو ما قَّربه من تعاليمه، ليتحول حلمه من محاربة الإسلام إلى بناء المزيد من المساجد في أوروبا. ووفقاً لموقع سويسري أورد الخبر الذي تجاهلته وسائل الإعلام، فإن دانييل اسقال من حزب الشعب وتوارى عن الأنظار عقب إشهار إسلامه.
يذكر أن نحو 57.5% من المشاركين في استفتاء عام نظم في سويسرا في شهر نوفمبر 2009، صوتوا لصالح مشروع قانون منع إنشاء المآذن فوق المساجد ونظم هذا الاستفتاء بناء على مبادرة من قبل حزب الشعب الذي يدعو إلى منع "أسلمة سويسرا".
ووصل عدد التعليقات 53 تعليقاً انقسمت التعليقات إلى ثلاثة أنواع:
نوع عاقل يريد التأكد من صدق الخبر وهذا طبيعي خاصة لأنه خبر منقول عن الصحف الجزائرية، والنوع الثاني: يهلل فرحاً لهداية السويسري للإسلام، والنوع الثالث: لا يريد تمرير الخبر بدون الطعن في ديانة النصارى الكفرة.
وفي الواقع هناك عدد كبير من المعلقين العقلاء أكدوا أن الإسلام بدخول دانييل ستريتش به أو عدم دخوله لن يزداد أو ينتقص شيئاً.
ومن الغريب صمت عدد كبير من الأخوة المسلمين هنا في سويسرا لم يردوا الخوض في هذه لقصة تجنباً لمواجهة المتعصبين من المتأسلمين وإليك الحقيقة كاملة:
طلب منع المآذن لن يتقدم به شخص فقط بل 16 فرد وهم ليسوا من حزب واحد بل ينتمون لعدد مختلف من الأحزاب ومن محافظات مختلفة وهم كالتالي:
0 Nationalrat Christian Waber, EDU (BE)
1 Nationalrat Walter Wobmann, SVP (SO)
2 Nationalrätin Jasmin Hutter, SVP (SG)
3 Nationalrat Oskar Freysinger, SVP (VS)
4 Grossrat Eric Bonjour, SVP (VD)
5 Eros N. Mellini, SVP (TI)
6 Grossrätin Sylvia Flückiger, SVP (AG)
7 Stadtrat Patrick Freudiger, SVP (BE)
8 Grossrat Thomas Fuchs, SVP (BE)
9 Grossrat Andreas Glarner, SVP (AG)
10 Kantonsrat Lukas Reimann, SVP (SG)
11 Kantonsrätin Natalie Rickli, SVP (ZH)
12 Kantonsrätin Cornelia Schaub, SVP (ZH)
13 Kantonsrätin Barbara Steinemann, SVP (ZH)
14 Daniel Zingg, EDU (BE
ولمزيد من الصدق والمصداقية اليك اللينك الخاص بموقع عدم بناء الماذن من الجموقع الرسمى السويسرى
http://www.minarette.ch/initiativkomitee.html
ومن الواضح أن دانييل ستريتج ليس ضمن تلك الأسماء وإن كان هناك دانييل سويسري الجنسية أنا أعرف شخص يسمى دانييل له علاقة بسيدة تونسية "صديقته" على الطريقة الأوروبية ربما أعلن إسلامه وهنا تغيير العقيدة لا يشكل جرماً ولا يتطلب جهاز كامل "جهاز أمن الدولة" ليقف يحرس أحد الأديان مما يسيء للدين نفسه، كما هنا لا توجد حدود للمُبَدِل لدينه كما في بعض الدول العربية تطبق ذبح ونحر من بدل دينه.
لعلنا نريد معرفة ماذا يريد المتأسلمين بهذه الضجة الكاذبة؟ هل بذاك الكذب سيربح الإسلام؟!! بالطبع لا الإسلام دين مثل كل الأديان والفلسفات يحمله الإنسان داخل قلبه ويقدمه للآخرين من خلال أعماله تُرى من يُقدِم القتل والذبح والنحر والسرقة يقدم نفسه ويقدم معتقده أيضاً، والعكس من يقدم حب ورحمة ومودة للآخر يقدم نفسه ومعتقده أيضاً، لأن كما ذكر معلمنا يعقوب الرسول "أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا بأعمالي أريك إيماني لأن الإيمان بدون أعمال ميت في ذاته".
بكل أسف لا يعلمون أن الكذب حباله قصيرة وأن الصدق له أجنحة أكرر أيضاً الإسلام لا يربح بالكذب فليس من مصلحة الإسلام الكذب لأنه سبق وأعلنوا عن احتراق الرسام الدانمركي فهلل الجميع وظهرت الحقيقة أنه لم يُصَاب بأذى.
كتبت هذا المقالة ليس بهدف إنكار الإسلام على الشخص السويسري بل من هدف الحقيقة وإظهارها فنحن الكُتَّاب نحمل رسالة تنويرية فالكاتب هو ضمير أمَّته.
ليس للأكذوبة أرجل بل للحقيقة أجنحة مثل صيني
MEDHAT00_KLADA@HOTMAIL.COM |