بقلم: شاكر فريد حسن
ما من شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تدفع باتجاه حرب عدوانية كارثية جديدة في المنطقة بهدف بسط سيطرتها الكاملة على المنطقة العربية وثرواتها الطبيعية ، في إطار مخططاتها الرامية إلى تركيع الشعوب العربية وضرب القوى والحركات الوطنية الديمقراطية والتحررية، إضافة إلى فرض الهيمنة الامبريالية على المنطقة بكاملها ، لكونها ذات أهمية إستراتيجية ليس لأمريكا وحدها فحسب بل للمعسكر الامبريالي والاستعماري العالمي بأكمله. فكل المعطيات والحقائق تشير إلى أن الولايات المتحدة تدفع بعجلة الحرب العدوانية الجديدة إلى ألأمام ،
ومن هذه المؤشرات والدلائل:
التهديدات المتصاعدة ضد سوريا وإيران وحزب اللـه ، والمحاولات الحثيثة لعزل سوريا عربياً ، ناهيك عن تعميق الشرخ والانقسام الداخلي على الساحة الفلسطينية وعزل القطاع عن الضفة الغربية وإجهاض كل محاولة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وغير ذلك من ألأمور التي تؤكد رغبة أمريكا محاولة إزالة العقبات التي تعترض تنفيذ مشروعها في المنطقة بأقصى سرعة ممكنة .
ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية أخذت بإتباع أساليب أخرى إلى جانب أساليب التهديد والوعيد ،التي تصب في مجملها باتجاه محاولات تحقيق أهدافها وخدمة أغراضها في المنطقة ، غير أن ألأساليب الجديدة هذه نابعة من طبيعة المرحلة والظروف السياسية الراهنة، وغياب الوحدة العربية، وضعف الموقف العربي، واتساع رقعة الأنظمة العربية المدجنة والمتساوقة مع المشاريع التصفوية الأمريكية ، عدا عن غياب الإتحاد السوفييتي وزوال المعسكر الاشتراكي الذي كان يقف بالمرصاد للولايات المتحدة وداعماً للشعوب العربية المقهورة والمضطهدة.
إن الوضع في المنطقة مشحون ومتوتر وعلى حافة الانفجار وينذر بنشوب حرب جديدة ، وعليه فإن متطلبات المرحلة تقتضي رفض ومواجهة الهجمات السياسية والعسكرية للامبريالية الأمريكية والرجعيات العربية .وهذا الأمر يتطلب إنهاء الانقسام في الشارع الفلسطيني ووقف الصدامات بين حركتي \"فتح\" والتعجيل في تحقيق المصالحة الوطنية وتدعيم الوحدة الوطنية الفلسطينية بين كل الفصائل الوطنية والإسلامية على أساس الثوابت والمرتكزات الوطنية التي تحقق طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة ، وتسخير الجهود من أجل خدمة القضية ،والترفع عن أي عمل يضر بالمسيرة الكفاحية التحررية ومن ِشأنه أن يخدم قوى التكالب الامبريالي ويفتح المجال أمام التدخل في شؤون البيت الفلسطيني الداخلية.
كما أنه من الضروري حل الخلافات على الساحة اللبنانية وإعادة العلاقات السورية ـ اللبنانية إلى سابق عهدها وتوطيد لحمة ما تبقى من قوى يسارية ووطنية في مجتمعاتنا وأوطاننا العربية، بهدف تصفية الوجود الأمريكي نهائياً في المنطقة ، فبدون ذلك فإن القوى الاستعمارية والامبريالية ستبقى تعمل بشتى الوسائل على ضرب ووأد القوى الوطنية الجذرية وتعميق الخلافات العربية وتجييرها في خدمة أهدافها ومخططاتها في المنطقة. |