CET 10:55:21 - 06/04/2009

مقالات مختارة

بقلم: خالد منتصر

المصرى القديم صانع الفن والبهجة والنكته، والمصرى الجديد عدو الفن والجمال ونصير الاكتئاب والتجهم!، تصريحان صدرا الأسبوع الماضى أكدا هذا المفهوم، التصريح الأول صدر من البابا شنودة فى موعظته التى أكد فيها أن النحات صانع التماثيل مثل المرابى والزانية لا تقبل منه العطايا، والثانى صدر عن الماكيير محمد عشوب، الذى اتهم الماكييرات بأن ١٠% منهم شواذ وينقلون الإيدز وفيروس سى، ويقومون بعمل الماكياج لمنفذى العمليات الإرهابية وأنهم خطر على الأمن القومى.

بالنسبة لتصريح البابا شنودة فأنا مندهش ومصدوم منه، فالكنيسة تعاملت مع فن التصوير برحابة صدر، والكنائس مليئة بتماثيل العذراء وجداريات قصة المسيح، فلماذا الآن يتبنى البابا هذا الاتجاه المتشدد ويصف النحاتين بالمرابين والزناه!، النحات فى رأيى هو أعظم الفنانين، لأنه يتعامل مع أصعب الخامات وهى الحجر.

ومن ينظر إلى تماثيل مايكل أنجلو لابد أن ينحنى إجلالاً لهذا العبقرى، ومثله هنرى مور ومختار وآدم حنين، المجتمع المصرى بين المطرقة والسندان، اتجاه سلفى إسلامى متشدد، يرد عليه اتجاه مسيحى متزمت، وجهان لعملة واحدة سلفية، والوسطيون المعتدلون هنا وهناك حائرون، صوتهم هامس وسط صراخ وعويل وعروق نافرة، ومواطنون يعيشون هستيريا درويشية يغتصبون حق الله فى محاسبة البشر على نياتهم وأفكارهم وأحلامهم.

ماقاله الماكيير محمد عشوب يندرج تحت بند عداوة أولاد الكار، وسأترك رسالة الماكيير سامح حنفى ترد على تصريحات عشوب الغريبة، يقول سامح فى رسالته «فوجئنا بالاتهامات التى يلقيها فى وجه الجميع التى أبسطها تهديد الأمن القومى والإرهاب، والكل يعلم بما تعانيه هذه المهنة تحديداً من ضمن المهن السينمائية، بسبب عدم وجود فصل دراسى لها فى المعهد العالى للسينما وقلة الكتب المتخصصة المتاحة لممارسيها من الماكييرات ممن يزاولون المهنة فعلا ودخول الماكييرات الأجانب مجال العمل فى مصر، و ذلك للتقنية الحديثة التى يمارسون بها المهنة وليس لأى سبب آخر.

 وكنا ننتظر من شيوخ المهنة العمل على تصحيح ذلك ومحاولة إعادة قسم المكياج إلى المعهد العالى للسينما،وبنوع من الغيرة الصحية على مهنتنا ومحاولة التفوق فيها يحاول كل منا على قدر طاقته فى تعلم جزء مما يخفى عنا من الجديد، ولكن الجديد فعلا ادعاء الاستاذ محمد عشوب المنتج والماكيير السينمائى أن هناك ١٠%من العاملين بالمهنة شواذ جنسياً وهى تهمة شنيعة فى بلدنا وتستوجب الاحتقار، من أين له بهذه النسبة تحديداً؟وكيف عرف؟.

 وقوله بأنه يعرفهم شخصياً فلماذا إن صحت لا يفصح عنهم بدلا من إلقاء التهم جزافا، فهل دار الزمان بتلك المهنة الأنيقة الساحرة فأصبحت من الأمراض المعدية؟، من أين عرفت يا استاذنا؟، إنت المفروض أن تدافع عنا فلماذا تشتمنا كلنا وعلناً ؟ ولماذا تشكك فى وطنيتنا؟.

 ألسنا مصريين؟، أأنت أكثر وطنية منا؟، أأنت تعلم ما لا تعلمه الجهات الأمنية؟،لماذا تريد منع الشباب من العمل والتضييق عليهم؟، ألا يحق لتلك المهنة ان تتجدد مثلها مثل كل شىء، وأخيراً رسالة للاستاذ ممدوح الليثى النقيب الفنان احمنا ،احم تلك المهنة وحافظ على سمعة أعضاء النقابة».

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع