CET 14:24:06 - 23/02/2010

مساحة رأي

بقلم: جرجس وهيب
لا أعرف سر كلِّ هذا العداء الكبير الذي يكنه العرب بصفة عامة، والمصريون بصفة خاصة للولايات المتحدة الأمريكية على وجهٍ خاص، والغرب بوجهٍ عام، فمنذ فترة أُجري استطلاع للرأي حول البلاد المكروهة والبلاد المفضلة لدى المصريين، فجأت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس البلادة المكروهة، فلماذا يكرة المصريون أمريكا؟ وهل أمريكا دولة شريرة بالنسبة لمصر؟!.
فمنذ توقيع اتفاقية السلام التي وقعتها مصر مع مع إسرائيل، والتي راعتها الولايات المتحدة الامريكية، وهي – أي أمريكا-  تقدم لمصر مساعدات اقتصادية تقدر بحوالي 2.5 مليار دولار سنويًا، أي حوالي 12 مليار جنيه مصري، ثم انخفض المبلغ في السنوات الأخيرة إلى 1.3 مليار دولار، أي حوالي 6 مليار جنيه مصري، وبهذه المبالغ المالية الكبيرة تم إنشاء المئات من المدارس، ومحطات المياه والصرف الصحي، فلماذا إذن يكره المصريون أمريكا؟..

أغلب الظن أن هذا الكره له سببان رئيسيان:
السبب الأول: يرجع لدعم أمريكا لإسرائيل، والسبب الثاني هو عدم الإعلان في وسائل الإعلام المصرية عن المشروعات التي يتم افتتاحها من حصيلة أموال المعونة الأمريكية، حتى اللوحات الرخامية التي كانت توضع على باب المشروعات من مدارس وحدات صحية ومحطات مياه، والتي تشير إلى أن هذه المشروعات مقدمة من أمريكا، يتم إزالتها بعد مرور أيام، أو حتى لا تعلق من الأساس، ففي مدينة ناصر بمحافظة بني سويف التي أعيش فيها، تم بناء مدرسة من المعونة الأمريكية، وتم وضع لوحة رخامية على سور المدرسة تظهر أن هذه المدرسة قد تم بناؤها ضمن برنامج التعاون المصرى الأمريكي، وبعد عدة أيام من افتتاح المدرسة، تم طلاء اللوحة الرخامية بالزفت الأسود لطمس معالمها، ولم تفكر إدارة المدرسة مرة أخرى في إعادة كتابة اللوحة الرخامية، أو إزالة الزفت عنها، ونفس الوضع ينطبق على المساعدات المقدمة من الدول الأوربية، فالدنمارك قدمت وتقدم مساعات هائلة وخاصة لوزارة البيئة، فالكثير من معدات النظافة مقدمة من (دانيدا) الدانماركية، كما تقدم أسبانيا عددًا من المساعادات الكبيرة لمصر في مجال الثرورة الحيوانية، فكم في المائة من المصريين يعلمون ذلك، أعتقد ولا حتى 10 % من المصريين يعلمون بحجم هذه المساعدات الكبيرة المقدمة من الدول الأوربية الكافرة في نظر الكثير من المصريين، وبعد ذلك يتسألون: "لماذا يكره المصريون أمريكا بصفة حاصة والغرب بصفة عامة؟".

كما أظهر الاستطلاع أن أهم الدول المفضلة للمصريين هي السعودية وتركيا وإيران، فماذا قدمت هذه الدول لمصر؟، السعودية قدمت لمصر الفكر الوهابي المتطرف الذي حوَّل مصر من دولة مدنية ذات إسلام معتدل إلى دولة إسلامية متشددة، كما دعم بعض رجال الأعمال والأمراء السعوديون بعض العمليات الإرهابية بمصر، والغريب أن تأتي تركيا ضمن الدول المفضلة لدى المصريين، على الرغم من أن تركيا كما يعلم الكثيرون هي الدولة العثمانية التي نهبت ثروات مصر على مدى سنوات طويلة، وهى سبب جزء كبير من التخلف ليس في مصر فقط وإنما في العالم العربي بالكامل، أما إيران المفضلة لدى المصريين، فلم أجد أن إيران قامت بإنشاء حتى ولو فصل دراسي واحد، أو قدمت حتى "سرنجة" واحدة لمستشفى، بل لم تقدم لمصر والعالم سوى الشعارات الحنجورية والتخلف والجهل، وتبذل المستحيل من أجل إضعاف مكانة مصر في العالم، وإشعال حرب في منطقة الخليج، والسيطرة على دول الخليج العربي طمعًا في البترول، بل هي تسيطر الآن على عدة جزر مملوكة لدول الإمارات العربية، التي قدمت ومازالت تقدم الكثير من المساعدات لمصر، فهذا التناقض الذي يُعاني منه الغالبية العظمى من المصرييين يقف خلفه الإعلام المصري الرسمي الذي سيطر على فكر المصريين منذ إنشائه، وحتى انتشار الفضائيات والمناهج التعلمية التي تحض على كراهية كل ما هو غير مسلم، وخاصة أمريكا والغرب، فلابد أن يكون هناك إعلام متوزان محايد يرصد إسهامات الغرب وأمريكا في تنمية الدول العربية، وخاصة مصر، كما يرصد دعم أمريكا لإسرائيل، وتعليم مستنير يُعطي كل ذي حق حقه، ويُربي الأطفال الصغار على صون الجميل ورد الفضل لأصحابه. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق