| بقلم: نذير الماجد الشخبوطي هو أولا أمي في السياسة وفي اللغة، فكما تملى عليه الكلمة كذلك هو يخضع لاملاءات تحدد كل المواقف السياسية. الأمية هي أجلى خصائص الشخبوطي الذي يتلعثم ويتهجأ الحروف والكلمات. وهو تلعثم يمتد ويتجذر فيشمل اللغة والادراك، إنها سمة ثقافية تشكل علامة فارقة لمدن الملح التي هي بلا تاريخ  بلا ذاكرة  بلا أصالة  بلا ثقافة، المدن الاسمنتية التي هي كما أوضح منيف انفجار طارئ أشبه ببالون يفتقد الانغراس في التاريخ ، لذا فهي ألعوبة في يد السياسي الأجنبي الذي يتكلم ويمارس السياسة، ويجمع بين السلطة والمعرفة، السياسي الذي يقبع في المركز فتتحول رغباته إلى املاءات تشع من المركز نحو الأطراف الخاضعة.  ولأنه كذلك فهو مزود بجهاز مناعة ضد التغيير، فزعيمنا يجثم ككابوس لا يتزحزح عن السلطة، لأنه زعيم منذ ولد وحتى يموت. ليس في قاموسه ما يشير إلى أن هنالك شيء إسمه تقاعد، الموت وحده هو الكفيل بتقديم وجه جديد ولكن بعد أن تتعرض كل أجهزة الدولة إلى الشيخوخة والعقم، وإذا كان لابد من اصلاح فيجب أن يتماهى كليا مع الخيارات السياسية في أروقة مدن المركز وليس في "مدن الملح".   وكل ذلك لا يتم إلا بفرض طوق حديدي من الصمت. الشخبوطي صاحب الدم الأزرق محاط بسور عال من الكتمان والسرية، وإذا شئنا أن لا نتهور أكثر سنقول أنه يقطن في جزر الواق واق، لا أحد يعرف أين وماذا يحدث داخل دائرة السلطة، كل شيء محاط بالسرية، حتى التجاعيد التي ترتسم على سحنته الاستثنائية يجب أن تخفى، أما خصلات الشعر التي كان يفترض أن تبيض فيجب طلائها بلون أسود أو حتى أشقر، أما سنوات عمره أو فيما إذا كان قد تعرض إلى جلطة دماغية فإن كل ذلك يجب أن يعد من المعلومات السرية التي تمس الأمن القومي.   إن حوار الطرشان يستبعد كل ما هو جوهري وحاسم من القضايا الوطنية التي على أساسها تدشن الحوارات الوطنية. عندما يتحدث الوطني عن حوار فإنه يجب أن يعنى بكل ما يشكل في الصميم قضية جوهرية، كالتي تتعلق بالتحديث السياسي الجذري، أما إلهاء المواطن المسكين بكل ما هو عرضي فهو من صنع الشخبوطي نفسه الذي يسعى عبر الحوار الوطني إلى ادماج ما هو مفتت ولكن في اطار متكسر أكثر هشاشة. والمضحك فعلا أن يحيد الشخبوطي نفسه عن كل ذلك وكأنه غير معني بما يجري أو كأنه طرف محايد خارج لعبة الصراع. ولعل من نافل القول أن نذكر بأن الشرط الأساسي لكي لا يكون الحوار الوطني زائفا هو أن يترافق مع توجه جاد نحو المشاركة السياسية والتمثيل الحقيقي لمكونات المجتمع. ولكن هذه أبجديات لا يجيد تلاوتها الشخبوطي.  أبله وبليد كان يدير قسم في دائرة حكومية قابله مواطن لغرض التشكي من قرار هو في نظره ظالم، وبعد جولات وصولات من النقاش والمرافعات لم يكن أمام هذا المواطن "الغلبان" إلا الابتزاز العاطفي، بما قد يؤدي في تصوره إلى اعادة النظر. عرض المواطن بقلق كل المخاطر التي قد تصل إلى حد المجازفة بالحياة، وبعد كل ما بذل من جهد في محاولة اقناعه ولو عن طريق اللعب على وتر التعاطف الانساني، لم يكن أمام هذا الأبله التعس إلا اللجوء إلى اللازمة التبريرية التي يحتجب خلفها كل استهتار شخبوطي، هذه الحجة "اللازمة" استلت من خطاب ديني، مهمته الأساسية خلع الشرعية على الواقع والسلطة الشخبوطية، لازمة عادة ما تحول "القتل" إلى "موت"، أو الكارثة والابادة والجرائم التي هي بحجم وطن إلى حالة طبيعية مبررة تماما فقط لأن الله أراد. اللازمة هذه تشحن الخطاب السياسي الشخبوطي في كل تجلياته بطاقة تخديرية وتبريرية عالية: كل ما سيحدث من مآسي يجب أن تقابل بخضوع المؤمن الذي يبتسم مع السلطة الشخبوطية وهي تجلده كل يوم باسم: القضاء والقدر والعناية الشخبوطية! | 
| المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع | 
| شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا | 
| أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا | 
| تقييم الموضوع:       |  الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت |  عدد التعليقات: ٠ تعليق | 

 مساحة رأي
                مساحة رأي            









