تقرير: فيولا فهمي - خاص الاقباط متحدون
بين وصفها بالعمليات الارهابية العشوائية و إعتبارها موجات العنف الوليدة من التنظيمات الجهادية الكبرى ، تتأرجح التوقعات و التحليلات عقب وقوع حادث الانفجار بمنطقة الحسين الاسبوع الماضى التى أعقبها طعن سائح امريكى فى نفس المنطقة ثم محاولة إلقاء زجاجتين متفجرتين فى محطة حلمية الزيتون بالمترو ، مما طرح التساؤل حول امكانية عودة موجات الارهاب فى المجتمع أم إنها الظاهرة تقتصر على نوبات العنف المرتبط بالازمات و الصراعات الاقليمية فى المنطقة العربية ؟!
الدكتور كمال حبيب ، الباحث المتخصص فى علوم الحركات الاسلامية ، استبعد ربط تلك العمليات الارهابية بالتنظيمات الجهادية الكبرى التى قام زعمائها مؤخراً بمبادرات نبذ العنف و على اثر ذلك تم الافراج عن اعضائها ، مؤكداً ان معظم الاعضاء الجهاديين تكونت لديهم طوال فترة السجن رؤى واقعية و شرعية اكثر نضجاً و اتزاناً من تلك المحاولات الارهابية الصبيانية التى يقوم بها بعض الشباب مؤخراً .
و اوضح حبيب ان المجتمع يواجه حالة من العنف العشوائى غير المنظم و هو ما يطلق عليه فى علوم الحركات الاسلامية بـ "التنظيمات المائعة" التى يصعب تحديد طبيعتها او الامساك باطرافها نظرا لانها شبكات مخفية داخل المجتمع تنفجر فى لحظات غير متوقعة ، نافياً انتساب تلك العمليات الفوضوية الى التنظيمات الجهادية الكبرى التى ترصد الجهات الامنية جميع تحركات اعضائها .
و حول طبيعة الاسباب التى ادت الى وقوع مثل تلك الحوادث الارهابية قال كمال حبيب ان نوبات الارهاب العشوائى غالبا ما ترتبط بالجوانب الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية التى تمر بها البلاد ،لاسيما فى ظل انتشار الفساد و الازمات المجتمعية و احتكار السلطة و الثروة فى يد دائرة ضيقة من المواطنين مما قد يساهم فى استشراء التصرفات السلوكية العنيفة التى ليس لها مقاصد محددة ، مضيفاً ان الحروب و الصراعات الاقليمية فى المنطقة العربية دائما ما تصبح حافزا للتحركات الارهابية ، مستشهدا بما قامت به التنظيمات الجهادية الكبرى عقب حربى الخليج الاولى و الثانية .
فيما اعتبر الكاتب صلاح عيسى ، رئيس تحرير جريدة القاهرة ، ان العمليات الارهابية التى جرت مؤخراً تستهدف الازعاج اكثر من اعتبارها عمليات ارهابية عنيفة و ممنهجة ، مؤكداً انها عمليات ارتبطت بحملات التحريض الاعلامية التى اندلعت ضد السياسة المصرية عقب اجتياح قطاع غزة ، مما ساهم فى دفع بعض العناصر الدينية المتطرفة الى القيام بتلك العمليات .
و استبعد عيسى ان تكون تلك العمليات ممولة من بعض الاطراف الدولية نظرا لبدائية خطوات تنفيذها و ادوات صنعها ، متوقعاً ان تقضى حالة الإستنفار الامنى الذى استتبع وقوع تلك العمليات على امكانية تكرار وقوعها او تواصلها فى المرحلة المقبلة .
|