أفرادها ناشطون في مجالات متنوعة
رغم تواضع وجود الجالية العراقية في فرنسا إلا أنها تمثل ألوان الطيف العراقي القومية والدينية، وتمثل كذلك التنوع الاجتماعي ما بين تكنوقراط ومثقفين وعاطلين عن العمل.
زارت "العربية" عائلة عراقية تعيش في فرنسا منذ 10 سنوات، حيث هجرت منزلها في بغداد وأصبح العراق بالنسبة لهم ألبوم صور وذكريات، حيث تعيش لمى ومها مع والديهما في العاصمة، ويعيش شقيقهما واثق في ألمانيا والشقيق الآخر ثابت في أمريكا.
واندمجت مها الأصغر سناً والتي تدرس الأدب العربي، بسرعة مع المجتمع الفرنسي، وقالت لـ"العربية" إن صداقتها مع الفرنسيين أكثر منها مع العرب، ومع ذلك تؤكد أنها ستبقى عراقية حتى بعد حصولها على الجنسية الفرنسية.
أما لمى التي تعلّم الرياضيات والفيزياء في مدرسة خاصة، فيبدو اندماجها مع المجتمع صعباً كصعوبة نسيان الأيام الجميلة في العراق، على حد قولها، وذكرت لـ"العربية": أن من سلبيات الهجرة فقدان جلسات الأحباب والأصحاب، ولكن من إيجابيات العيش في فرنسا توافر فرص العمل والدراسة بشكل لائق".
الجالية العراقية التي كانت أخيراً على موعد مع زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني إلى فرنسا قليلة العدد، لكن أفرادها ناشطون في مجالات متنوعة من الخط العربي إلى الرسم إلى الأعمال الحرة التي يسعون من خلالها إلى لعب دور تجاري بين البلد المضيف والبلد الأم.
ونصف العراقيين في فرنسا مسيحيون وأكراد، ومن بينهم طلاب وأكاديميون، ولكن بينهم كذلك لاجئون وعاطلون عن العمل، وقلما ما يتزوج العراقي في فرنسا من غير عراقية، وإن فعل لا يقطع صلاته مع الوطن الأم.
وأوضح هاشم داود لـ"العربية" من المركز الفرنسي للبحوث العلمية في باريس أسباب توافد العراقيين على بريطانيا وليس فرنسا، حيث قال: "الجالية العراقية هنا قليلة وعددها لا يتجاوز الآلاف، والسبب في ذلك تاريخياً، ففرنسا لم تكن حاضرة في العراق تاريخيا بمعنى الاستعماري الكونيالي في بلادنا، والسبب الثاني أن العراقيين لا يجيدون اللغة الفرنسية، والسبب الثالث أن العراقي بطبعه ليس لديه ثقافة الهجرة والشتات، ففي بريطانيا لديهم تجمعات حيث يتجمعون كرداً وعرباً، وكذلك الأمر في السويد".
وأضاف: "ومن أسباب قلة أعداد الجالية العراقية عدم تقديم المؤسسات الفرنسية أي مساعدات للعراقيين".
وجاء العراقيون إلى فرنسا في ثلاث موجات، حملت الاولى منذ خمسينات القرن الماضي فنانين وخطاطين بارزين، ومنذ الثمانينات المعارضين لنظام البعث خاصة من الأكراد، أما بدءاً من التسيعينات فجاء عراقيون من كل الطوائف هرباً من الحروب والحصار، ثم من الغزو في عام 2003. |