بقلم: صبحى فؤاد
عادت من جديد لغة التهديد والوعيد من قبل النظام المصرى ضد الاصوات المعارضة فى الداخل والخارج وضد الفئات المختلفة من ابناء شعب مصر التى تطالب الحكومة بتحسين احوالها المعيشية والاقليات الدينية التى تنادى بالمساواة والعدل وتطالب بحقوقها المهضومة .
ويبدوا ان خطاب الرئيس مبارك الاخير فى عيد الشرطة والذى هدد فية باتخاذ اجراءات قوية صارمة ضد الخارجين على القانون والعابثين بالوحدة الوطنية كان بمثابة الضوء الاخضر لكتاب السلطة والمنافقين للنظام ببدء حملة شرسة فى وسائل الاعلام المصرى ضد اقباط المهجر واتهامهم بخيانة الوطن والاستقواء بالخارج والتخطيط مع بعض الدول الاجنبية لتمزيق مصر بهدف اقامة دولة قبطية وطرد المسلمين منها !!
وقد حظى سكان النوبة فى جنوب مصر بجزء كبير من هذا الهجوم الشرس حيث اتهموا للمرة الاولى بالسعى لاقامة دولة لهم فى جنوب مصر وتحريض المنظمات العالمية للمطالبة بحقوقهم واراضيهم التى صودرت واخذت منهم لاقامة مشروع السد العالى فى ستنيات القرن الماضى.
اما سكان سيناء من البدو والعرب فقد كانوا الطرف الثالث الذى ركز علية الاعلام المصرى الحكومى هذة المرة حيث اتهموا بالتخيط والسعى لعزل سيناء عن بقية الاراضى المصرية والعمل والتامر مع عناصر ودول اجنبية لاقامة دولة لهم على ارضها .
وقد ذكرنى ما يكتب حاليا فى الصحف المصرية وهجوم النظام الحالى الشرس ضد اهل سيناء والنوبين واقباط المهجر بالاضافة الى عمليات القبض على قيادات الاخوان المسلمين .. ذكرتنى بالايام السوداء التى عشناها فى اخر ايام الرئيس الراحل انور السادات الذى بلغ بة الامر انة توعد معارضية فى احدى خطبة العلنية - وكانوا تقريبا جميع المصريين بكل اشكالهم وانواعهم وطوائفهم واديانهم- ب فرمهم .. اى سحقهم وتمزيقهم حتى لا يصبح لهم وجود او صوت على الاطلاق .
والرئيس مبارك للاسف رغم تحفظة الشديد فى الفاظة وحسن اختيارة لكلماتة عند القاء خطبة عكس الرئيس الراحل الا انة لا يختلف كثيرا عنة فى الطريقة والاسلوب والتفكير والنهج الذى يتبعة فى ادارة البلد والتعامل مع الشعب المصرى .. لايختلف عنة فى عنادة وتمسكة براية وتجاهل راى الاخرين واستخدامة ورقة الاديان بمهارة عالية واتقان لتمزيق وحد المصريين من مسلمين ومسيحيين ولجؤة الى العسكر ورجال الامن وقوانين الطوارىء والقبضة الحديدية فى تعاملة مع معارضية لاسكاتهم واضعافهم وكتم اصواتهم ايا كانوا بدلا من الاستماع اليهم والتحاور معهم والتعرف على وجهات نظرهم وارءهم . اننى لا اتذكر منذ تولى الرئيس مبارك - باستثاء مرة او اثنتين فى بداية سنوات حكمة - انة قام باجراء حوار صريح وصادق او نقاش مفتوح مع مجموعة ما من المصريين تعانى من ظلم ما لحل مشاكلهم او حتى لمجرد الاستماع اليهم رغم ان هذا العمل من صمميم ووظيفتة كرئيس للجمهورية .. اننا نرى فى معظم بلاد الدنيا الحكام والروؤساء يسألون شعوبهم ماذا يريدون منهم .. ماهى مشاكلهم وطلباتهم .. ماهى تطلعاتهم واحلامهم ليوم الغد وبعد الغد . اننا نرى الحكام فى معظم الدول يعتبرون انفسهم كما قال رئيس وزراء استراليا السابق "جون هاورد" فى احدى خطبة على الهواء مجرد خدام للشعب اما فى مصر ومعظم الدول العربية نجد الحاكم يعتبر نفسة الها او سى السيد اما الشعب فهو الخادم الذى لابد ان يسمع ويطيع وينفذ الاوامر بلا جدال او نقاش او اعتراض من اى نوع لنول رضا وبركة وحب وعطف سيدة الحاكم !!!
بصراحة اننا نكاد نرى الرئيس مبارك يقول لابناء شعب مصر من مسلمين واقباط ونوبيين وصعايدة وبورسعيدية وفلاحين وغيرهم : انتم عايزين منى اية.. مش كفاية عليكم الكبارى ومتروالانفاق والمدن الجديدة اللى بنتها ليكم .. مش كفاية انى صلحتلكم التليفونات والمجارى .. مش كفاية انى قتلت لكم كل الخنازير فى مصر علشان متنصبوش بمرض الخنازير اللعين .. مش كفاية بقالى ثلاثين سنة بحكمكم ياناس وصابر وراضى بهمكم .. ومش كفاية انى ضيعت عمرى وشبابى عليكم ولسة برضة مش حامدين ربكم على كل اللى انا عملتة علشنكم وعشان عيلكم والنعيم والعز اللى انتو عايشين فية .!!!!
ليت الرئيس مبارك يقول لنا بصدق وامانة مالذى يريدة بالتحديد من الشعب المصرى بعد مرور ثلاثين عاما على تولية الحكم ؟؟ وهل يعتبر نفسة موظفا عند الشعب ولا اقول مثل جون هاورد خادما للشعب ام انة يعتبر نفسة الها فوق الجميع او ربما السيد صاحب العزبة الكبيرة " مصر" والشعب مجرد خدم وعبيد عندة بطول البلد وعرضها يجب عليهم طاعتة طاعة مطلقة عمياء وتلبية رغباتة وطلباتة بلا جدال او نقاش والا يكون مصيرهم التشهير والبهدلة والتشريد والجوع والضياع والتعذيب فى سجون الطوارىء ومعتقلات الوزير الهمام حبيب العادلى ؟؟
استراليا
sobhy@iprimus.com.au |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|