بقلم: جرجس وهيب وجاء الدور على بعض المشاهير، والذين لا يرتبط عملهم تمامًا بالدين، وليس للدين علاقة لا من قريب أو بعيد بعملهم، ولكن البعض قد أقحم الدين في كل شىء، لأنه الحل السحري لكسب قلوب وعقول وعواطف الملايين، ففي التليفزيون ظهرت فئة الفنانات المحجبات، وصمموا على الظهور بالتليفزيون بالحجاب، ثم المذيعات المحجبات، ودخلوا مع التليفزيون في العديد من القضايا، وكملت بالكابتن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر، وليس المدير الفني لمنتخب إمارة مصر الإسلامية، فهو الآخر يخرج علينا بتصريح في منتهى الغرابه قبل انطلاق بطولة الأمم الافريقية، التي أقيمت في أنجولا وفاز بها منتخب مصر، مفاده أن السلوك القويم وعلاقة اللاعب بربه والصلاة أساس الاختيار للمنتخب!، فالمدير الفني نصب من نفسه إلهًا يُحاسب اللاعبين ليس على تنفيذ الخطط بالمعلب، وإنما الصلاة والصوم، وما علاقة لعب كرة القدم بالدين؟، ولماذا نصب نفسة إلهًا على اللاعبين؟، وبعد كل ذلك يتساءل البعض لماذا هذه الاحتقان الطائفي؟!!.. فهذا الاحتقان نتيجة لهذه التصرفات المنفلتة غير المضبوطة وغير المسئولة من عدد كبير من المشاهير وبعض رجال الدين الإسلامي، بالإضاقة إلى غياب الدولة تمامًا، فلم يخرج علينا مسئول حكومي واحد ينتقد تصريحات حسن شحاتة، على الرغم من خطوراتها، حتى أثير الموضوع بمحطة الـ CNN الأمريكية التي انتقدت هذا التصريح، مما دفع المستشار الإعلامي لسفارة مصر بإيطاليا لمحاولة الالتفاف حول التصريح غير المسئول وتلوين كلام المدير الفني لمنتخب مصر، وأنه كان يقصد الالتزام داخل الملعب. تصريحات وفتاوى غير مسئولة تصدر عن أناس غير مسئولين وفي ظل غياب الدولة، تؤدى بالطبع إلى الاحتقان الطائفي، ويكون نتيجتها الطبيعية اعتداءات على المسيحيين وليس اعتداءات متبادلة كما يصورها البعض، وإنما اعتداءات من طرف واحد، فإذا كانت الدولة صادقة في أنها تريد إزالة حالة الاحتقتان الطائفي، كما تزعم فالحل بسيط جدًا ومعروف للجميع وهو الحد من وصول المسلمين المتشددين إلى المراكز القيادية ودوائر صناعة القرارات وإعادة خطابات الأمن مره ثانية والتي كانت تمنح لموظفي الدولة قبل التعيين لمنع تسلل أي متشددين إلى بعض الوظائف وخاصة وظائف التدريس، وإغلاق مكاتب الفضائيات التي تسىء للأديان ورفعها من القمر الصناعي المصري فورًا وتوقيع عقوبات مشددة على من يخلط الدين بأمور أخرى كما فعل المدير الفني للمنتخب المصري سابقًا ومنتخب الساجدين حاليًا، ومنح المسيحيين مساحة من خريطة الإعلام المصري المملوك للدولة والذي يموله المسيحيون والمسلمون من ضرائبهم.. فحل مشكلة الاحتقان الطائفي معروف ويمكن تداركه، إذا صدقت وخلصت النوايا واستبعدنا نفاخي النار ووقفنا جمعيًا مسلمين ومسيحيين ضد محاولة خطف مصر العلمانية إلى مصاف الدول الاسلامية المتشددة، فلم نصل بعد إلى مرحلة اللا عودة، لأن الشعب المصري سيكون خاسرًا بكل طوائفه إذا تنامى المد الديني أكثر من ذلك، وحل إسلام بن لادن والظواهري مكان إسلام طه حسين ونجيب محفوظ وأحمد زويل ومصطفى الفقي وإسلام الكثير من الإخوة المسلمين المعتدلين. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |