بقلم: مجدي جورج
فى قرية تتا بمحافظة المنوفية يعانى الأقباط كما يعانى باقي أخوانهم فى مصر من التمييز ضدهم بل والاضطهاد المستمر وخير دليل على هذا الاضطهاد هو حرمانهم من بناء كنيسة لهم فى قريتهم فاضطروا الى اتخاذ احد البيوت كي يمارسوا فيه شعائرهم الدينية وهذا الوضع له حوالي خمسة عشر عاما ولكن منذ ايام سرت أنباء فى القرية تقول ان الاقباط مزمعين على تحويل هذا البيت الى كنيسة مما أدى الى توتر الاوضاع فى القرية فما كان من الشرطة الا تعيين حراسة على البيت (طبعا ليس خوفا على البيت ولا على الأقباط ولكنه بالتأكيد لمنع الأقباط من القيام بهذا الأمر كما حدث سابقا في العديسات بالأقصر ).
وامس الثلاثاء 9 فبراير قام المخبر المسلم المعين على هذا البيت بتصويب سلاحه الميرى الى قلب الشاب القبطي ملاك سعد عزيز 25عام فاستشهد على الفور.
وقد تضاربت الأنباء حول أسباب قيام هذا المخبر بفعلته هذه :
ــ فجريدة اليوم السابع فى عددها الصادر اليوم الأربعاء ونقلا عن مصدر أمنى قالت ان سبب الحادث هو خروج رصاصة من سلاح المخبر بالخطأ اثناء تنظيفه سلاحه فاستقرت فى قلب الشهيد.
ــ وبعض الجرائد والمواقع الأخرى قالت ان السبب مشاجرة بين الاثنين بسبب معاكسة الشهيد لفتيات من القرية مما ادى الى اشتباك بين الاثنين ونتج عن ذلك خروج طلقة بالخطأ استقرت فى قلب الشهيد.
لن أناقش الأسباب السابقة فهي أتفه من أن يرد عليها ونحن على ثقة ان السبب الرئيسي هو التعصب والكراهية وعدم قبول الأخر ولكنى أورد ببساطة ملاحظتين ردا على ماسبق :
1 أننا نعرف عموما ان قواعد تنظيف السلاح تستوجب ان يكون خالى من الطلقات وهذا أول درس تعلمناه اثناء فترة التجنيد فلماذا يانرى عندما تقتل الشرطة المصرية اى مواطن نطلق الشرطة هذه الكذبة ونقول ان رصاصة خرجت بالخطأ أثناء تنظيف السلاح ؟!!!
2 اننا نعرف ان السلاح الذى يمسك به افراد الشرطة المتواجدون امام الكنائس يكون عادة خالي من الطلقات وإلا كانوا قد استخدموه لمواجهة من اعتدى سابقا على المسيحيين الخارجين من الكنائس كما حدث في الإسكندرية وفى غيرها فلماذا ياترى وجدنا سلاح هذا المخبر معبئ بالذخيرة ؟
الجديد فى هذه الجريمة ان الشرطة المصرية قد انتقلت خطوة جديد فى مسلسل اضطهادها للأقباط فبعد انك كنا نشكو زمان من تواطؤ الشرطة فى الجرائم التى وقعت ضد الأقباط وجدنا الشرطة بعدها تشارك المجرمين في جرائمهم وتعتدي معهم على الأقباط. ولكن الجديد فى هذه الجريمة ان الشرطة قد كشفت عن وجهها القبيح وأخذت زمام المبادرة هذه المرة وقررت ان تقوم هى بالمهمة وتقتل الأقباط المسالمين نيابة عن كل المجرمين وبسلاح الشرطة الرسمي الذى من المفروض ان يستخدم للدفاع عن الاقباط بدل من قتلهم به دون اى ذنب ارتكبوه.
بعد مذبحة نجع حمادي تفاءل الكثيرين من الأقباط نتيجة للفورة الإعلامية التي حدثت والتي طالبت بعلاج لأوضاع الأقباط علاج صحيح ولكنى لم أتفاءل ولم اتشائم ايضا بل كنت فى حالة انتظار للأفعال فانا قد شبعت وعودا واقولا .
وهاهي الأفعال قد أتت سريعة وأنا لا اقصد بالأفعال قتل المخبر للشهيد القبطي فهذا لن ينتهي بين ليلة وضخاها ولكن ما اقصده هو رد فعل الشرطة وتهربها من المسئولية بطريقة ساذجة وتبريرها لعملية القتل باى وسيلة مع انه كان يمكن ان تقول ان هذا المخبر اخطأ وان سلوكه سلوك فردى وانه سينال العقاب المناسب وكنا سنعتبر هذا خطوة جديدة تستحق الإشادة ولكن للأسف لازالت الدولة والنظام سائرين بنفس سيرتهم السابقة فى تعاملهم مع الأقباط .
Magdigeorge2005@hotmail.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|