د. إسماعيل سراج الدين:
• حاجز اللغة سيختفي خلال عشر سنوات.
• الاعتماد على الآلة سيكون أكثر من الإنسان.
• في مجتمع المعرفة الجديدة يمكن التواصل والربط مع/بين الأشياء المختلفة.
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
في محاضرة علمية/ ثقافية تليق بالمتحدث، ووسط حشد كبير من المثقفين والسياسيين منهم د. مصطفى الفقي، د.جهاد عودة، د. يحيى الجمل، الناشط السياسي جورج إسحاق، الكاتب الصحفي سامح فوزي...إلخ، عُقدت مساء يوم الأحد 7 فبراير 2010 بالمجلس الأعلى للثقافة محاضرة "الأعمدة السبعة للمعرفة الجديدة" قدمها الأستاذ الدكتور إسماعيل سراج الدين- أمين مكتبة الأسكندرية، وأدارها الدكتور عماد أبو غازي.
بدأ الدكتور سراج الدين محاضرته بطرح عدة أسئلة منها: ماذا حدث في العالم خلال العشر سنين الماضية - بداية من القرن الحادي والعشرين؟ ما هي الأعمدة السبعة للمعرفة الجديدة؟ ماذا يجب استنتاجه من كل هذا؟
تحول
أكد سراج الدين أننا نعيش الآن فترة تحول لم تحدث في تاريخ الإنسانية، مشيرًا إلى تقهقر مصر ليس أمام العالم الغربي فقط لكن أمام العالم الإسلامي، مستشهدًا بنموذج تركيا كدولة نامية، مؤكدًا على أهمية أن تصبح مصر دولة منتجة للعلم وليس فقط مستهلكة له.
وأوضح سراج الدين، أن التغيير ليس في التكنولوجيا لكن في نوعية المعرفة، فالعلم يأتي بالمعلومات والمعرفة، لكن لا يأتي بالحكمة، لارتباط الحكمة بقيم مجتمعية عالمية.
وأشار سراج الدين، إلى أن ثورة المعرفة لا يمكن لأحد أن يوقفها، موضحًا أن الإنترنت أكثر اختراع غيّر في تاريخ الإنسانية أكثر من أي حاكم أو غازي أو شخصية تاريخية أو عسكرية.
مشيرًا إلى نمو الإنترنت وانتشاره لتخطيه للحدود، وسرعة التواصل، ووجود كم رهيب من المعلومات نحو مئات المليارات من الصفحات، وإن كان يحتوي على كمية كبيرة من الأكاذيب.
مضيفًا أن الإنسانية بدأت بنهاية القرن العشرين، فبدلاً من الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة، يتم الاحتفاظ بها عبر الكمبيوتر لسهولة استرجاع المعلومات.. مشيدًا بموقع موسوعة "ويكيبيديا"، أكثر مرجع يرجع إليه المستخدمون في العالم.
وقال سراج الدين إنه بإصبع واحد يضغط به على الكمبيوتر يستطيع الوصول إلى 45 ألف دورية، بالإضافة إلى الأرشيف الخاص بهم.
مشيرًا إلى التكنولوجيا الجديدة المستخدمة في الانترنت وتطورها من الــ WEB 2.0 إلى Semantic Web والتي يحدث فيها ربط للمفاهيم والعلاقات الداخلية والبحث داخلها.
الأعمدة السبعة للمعرفة الجديدة
حدد سراج الدين 7 أعمدة للمعرفة الجديدة كالتالي:
العمود الأول: التقسيم/ الحيوية/التنظيم
يتميز مجتمع المعرفة بتقسيم المعلومات وارتباطها معًا، وحيوية المعلومات فالكتاب أو المستند Documents يعتبر ميتًا، بسبب عدم المقدرة على تغييره إلا عند إصدار طبعة جديدة، أما صفحات الإنترنت web page فيمكنك أن تغيرها في أي لحظة، ومن خلالها يمكن الوصول إلى معلومات أخرى (صورة - فيديو...).
فالمستندات Documents مع الويب والروابط التشعبية Hyper text والتوسع فيها ستصبح في المستقبل "حية" ويكون هناك استمرارية في المعلومات وتغير في المفاهيم، وأوضح سراج الدين بمثال: الفرق بين "البقرة" وقطعة "البوفتيك"، موضحًا أننا نعيش الآن فى عصر "البقرة"، في إشارة إلى "الحياة" و"الحيوية" وتوقع سراج الدين الى اختفاء حاجز اللغة خلال عشر سنوات.
العمود الثاني: الصورة/ النص
الظاهرة جديدة وهي علاقة الصورة بالنص، موضحًا أننا أصبحنا نعتمد على الصورة في الحصول على المعلومات، فنظام المترو في طوكيو يمكن من خلال صورة لخريطة المترو الحصول على المعلومات المطلوبة. بالإضافة إلى صور الفضاء.
القارئ يشارك الكاتب في الاستمتاع بالنص، فعند القراءة يمكن استعمال ثلاثة مستويات من التجريب: الحرف، ثم تجميع الحروف إلى كلمات، وتجميع الكلمات إلى جمل، ومنها يتكون لدى القارئ صورة معينة.
وأشار سراج الدين، إلى أن مجتمع المعرفة الجديدة بعد أن اعتاد الاعتماد على الصورة، إلا أن التقدم التكنولوجي قلل من مصداقية الصورة، مشيرًا إلى قدرة برنامج مثل "الفوتوشوب" على تركيب الصور وتغييرها.
العمود الثالث: الإنسان/ الآلة
وأكد سراج الدين، على أنه في العشر سنين القادمة، باستثناء الرياضيات البحتة والفلسفة، فإن كل ميادين المعرفة الأخرى يمكن للإنسان أن يتفاعل معها باستخدام الماكينات، وأن الاعتماد على الآلة سيكون أكثر من الإنسان.. مشيرًا لتفاعل الإنسان مع الآلة، وأن اللغة لن تكون حاجزًا أو عائقا في المستقبل، مشيرًا إلى استخدام الآلة في خلق نظام للغة عالمية جديدة Universal language تساعد على الترجمة الفورية أثناء الاجتماعات بين مجموعات مختلفة من متحدثي اللغات، للتواصل بين أصحاب اللغات المختلفة.
العمود الرابع: التعقيد
وأشار الدكتور سراج الدين فيه إلى إمكانية تطبيق المعادلات الرياضية في العلوم الاجتماعية.
العمود الخامس: الحساب/ البحث
ليس الكمبيوتر مجرد أداة حاسبة، لكن في مجتمع المعرفة الجديدة يمكن له التواصل والربط مع/بين الأشياء المختلفة مثل: الأرقام والصور...إلخ. وأوضح سراج الدين أن أكثر من يعملون في هذا المجال هم دارسو "علوم الكمبيوتر".
العمود السادس: التقارب/ التحول
وأوضح سراج الدين مثلاً للتقارب والتحول مثل تتداخل البابوBIO والنانوNano
العمود السابع: التعددية/ السياسة
إيجاد المعرفة الجديدة، وإعادة إنتاج المعرفة القديمة، ومعاجلة نفس المشكلة من وجهات نظر مختلفة مثل مشكلة الإيدز، تركيب فرع على فرع آخر مثل النقل من التحليل الاقتصادي إلى النقد الأدبي. |