بقلم: نبيل شرف الدين الدليل على ذلك ستجده حين تذهب لأى جهة حكومية، حيث «الحاج المدير» و«الشيخ الفراش»، وسترى عشرات «الزبايب» متناثرة على الجباه، تعلن عن هوية لا تخلو من الادعاء، ولو كان هناك تليفزيون فى مكاتب الموظفين، ستجده مضبوطاً على محطة واحدة، غالباً تكون «الناس»، بينما صاحبنا «يتقبقب» قبل رفع الأذان وبعده، مهدراً ساعات مدفوعة الأجر، يهمل فيها إنجاز مصالح الناس من أجل مضاعفة حسناته، متوهماً أنه بهذا السلوك الانتهازى يمكن أن ينال رضا الله على حساب خلقه. عبر برامج «التوك شو» المسائية ستضطرك الأقدار لرؤية «صاحبنا الحزبجي» بهيئته «البلشفية» المُتحفية، كأنه خارج للتو من اجتماع مجلس السوفييت الأعلى، وهو يرفع عقيرته بشعارات سخيفة وعبارات إنشائية فارغة، تبدأ فيها الجملة من السلوم، وتنتهى عند حلايب وشلاتين، ولن تضع يديك فى نهاية هذه المكلمة على خلاصة مفيدة، بل مجرد لغو ومهاترات ومناقشات بيزنطية لا تنتهى، تتخللها أحياناً «وصلات ردح»، وأخرى للدردشة على طريقة «قعدة الشلت وحديث المصاطب»، لهذا تتعامل معها الأجهزة الحكومية بنظرية «حق النباح العلني»، وتمضى فى طريقها دون أن تعيرها أدنى اهتمام، بل تسخر منها. فأمجاد الأوطان لا يصنعها اللغو و«المكلمات»، ولا البحث عن مبررات لخيباتنا وفشلنا بدلاً من السعى لحلول عملية، فما ينقصنا ببساطة هو «ثقافة الاعتراف بالأخطاء» والتعلم من تلك التجارب الفاشلة التى كان أخطرها فى تقديرى مهزلة «الاتحاد الاشتراكى» الذى حول البلد إلى «مشتل» للمزايدين و«الهتيفة»، ممن لا يجيدون سوى الجعجعة، وأدمنوا توزيع التهم على «العدوين»، بدلاً من التوقف مع النفس بصرامة كما تفعل الأمم المتحضرة، التى تسعى لبناء أوطان كالحدائق تتسع لجميع الزهور، ولا تضيق بالتنوع الثقافى والديني، بل تراه ضرورة للانفتاح على العالم والثراء الحضاري، ولعل هذا هو سر الأسرار لعظمة إمبراطورية تحكم العالم الآن هى الولايات المتحدة، باعتبارها «روما المعاصرة»، التى تجاوزت الطبقية والعنصرية الرومانية على الأقل بين مواطنيها. والله المستعان |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |