بقلم: جرجس بشرى ولقد تعجبت جدًا لما قاله الرئيس مبارك في عيد الشرطة عن الاستقواء بالخارج مُلمحًا عن الأقباط، وهو الرئيس الذي في عهده تم إضعاف الأقباط وتهميشهم على كافة الأصعدة والمستويات دون أن يتحرك لرفع الظلم والاضطهاد الذي يمارس ضدهم من قِبل حكومته وحزبه الحاكم مع أنه يقدر على ذلك بحكم ما يمتلكه من سلطات وصلاحيات يكفلها له الدستور والقانون، فهل سكوت الأقباط عن الاضطهاد الذي يمارسه الحزب الحاكم وحكومته ضدهم والإدعاء بأن كل الأمور على ما يرام تعتبر الوطنية والفضيلة، وأن فضح الظلم الواقع عليهم على مرأى ومسمع من العالم كله رذيلة؟، فهل مطلوب من الأقباط أن يعيشوا دائما مضطهدين ومهشمين وعلى هوى الحزب الحاكم ليكونوا وطنيين وليس من المغضوب عليهم ولا الضالين؟!!. فعلى الحكومة المصرية بكل قيادتها أن تدرك جيدًا أنه إن كان هناك من يستقوي بالخارج في مصر فهو الحكومة المصرية ذاتها، وأن المنظومة العالمية الجديدة لم تجعل هناك حدًا فاصلاً بين الداخل والخارج، حتى مفاهيم السيادة الوطنية للدولة بدأت تأخذ منعطفات ومفاهيم جديدة فرضها المناخ العالمي السائد، وأن أبسط قضايانا ومشكلاتنا التي تعجز حكوماتنا عن حلها، فإنها تحل عن طريق الخارج والأمثلة على ذلك كثيرة، وما معنى أن مطالب القيادة السياسية من الإدارة الأمريكية التدخل لحل القضية الفلسطينية؟ أليس هذا استقواءً بالولايات المتحدة لكي تتدخل وتضغط بما تمتلكه من آليات لحل المشكلة الفلسطينية، لقد لجأت مصر إلى التحكيم الدولي في قضية تمس السيادة الوطنية في الصميم لإرجاع طابا المصرية وحصلت على حقها في استرداد هذه القطعة الغالية من أرض مصر؟ يا سادة.. إن السعودية نفسها سارعت إلى الاستقواء بأمريكا إبان غزو صدام حسين للعراق، وهو بل شك استقواء بأمريكا!! إذن على الحكومة المصرية أن تكف عن اتهام أقباط الخارج والداخل الشرفاء بالاستقواء بالخارج، لأن الاستقواء ليس تهمة، ولأنها هي التي أضعفت الأقباط ودفعتهم نحو الاستقواء بالشرعية الدولية، أم أنه حلال أن تستقوي الحكومة المصرية بالخارج وعيب وحرام أن يفعل الأقباط ذلك؟. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت | عدد التعليقات: ١١ تعليق |