بقلم / طلعت الصفدي التحية لكل المؤسسات الرسمية والشعبية الفلسطينية والعربية والدولية التي تفاعلت مع انطلاقة القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 للمثقفين والمبدعين والفنانين والشعراء والمسرحيين والكتاب والصحافيين، وللجماهير الفلسطينية، وللجماهير العربية داخل إسرائيل التي أبدعت وأحيت يوم الأرض بفعالياتها الجماهيرية، ومسيراتها الشعبية ضد الإستيطان ومصادرة الأراضي، وجدار الفصل العنصري، وتهويد القدس. القدس منبع الحضارات والثقافات المختلفة، مصدر الخلود الإنساني، فليس للتاريخ من معنى دون القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، إنها منبع التراث الفكري والثقافي والديني والإنساني والكفاحي، القدس رابطة الأرض الفلسطينية بالشعب الفلسطيني بالثقافة العربية الإسلامية والمسيحية ولا يمكن فهم وجودها في فلسطين إلا انطلاقاً من جذورها التاريخية ومن حضارتها الكنعانية، ولن تنجح كل محاولات التشويه والتزوير فالقدس عربية وستبقى عربية للأبد كما ستبقى فلسطين عربية. الأخوات والإخوة الضيوف فالواقع المأساوي الذي تتعرض له القدس عاصمتنا الأبدية، تتطلب خطة وطنية حقيقية على المستوى الداخلي الفلسطيني تضع قضية القدس في مقدمة سلم الأولويات باعتبارها إحدى القضايا القضية المحورية في النضال الوطني الفلسطيني، والتأكيد على كونها عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، ورفض أية بدائل حولها، والتصدي لمؤامرة تهويد القدس بتوفير كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لمواطنيها، والنضال ضد سياسة العزل والحصار المفروضة على المدينة، وضد سياسة تفريغها، والتطهير العرقي لأبنائها من العرب الفلسطينيين والدفاع عن أراضيها في وجه المصادرات والاستيطان الصهيونية ودعم لجان الدفاع عن عروبة القدس والأماكن المقدسة وحمايتها ووقف الحفريات الجارية أسفل الحرم القدسي الشريف، هي مهمة وطنية تتطلب من الجميع تحمل المسؤولية الوطنية، والعمل على تعزيز صمود أهلنا في القدس، وتحويل قضية القدس لرأي عام فلسطيني وعربي ودولي، ووضع خطة إعلامية حقيقية لفضح المخطط الإسرائيلي والممارسات التي تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر القدس جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والتأكيد في كل المحافل العربية والإسلامية والدولية على أن كل الإجراءات التي اتخذتها سلطات الإحتلال باطلة وغير شرعية، وضرورة وضع خطة إستراتيجية كفاحية لمواجهة غول الإستيطان في القدس والضفة الغربية التي تتعرض للنهب والمصادرة وجدار الفصل العنصري، وربط المفاوضات بوقف الإستيطان، ووقف تهويد القدس. إن إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لإنهاء حالة الإنقسام واستعادة الوحدة الوطنية هي مهمة وطنية عاجلة، ومطلب جماهيري مُلح يُمكّننا جميعاً من مواجهة المخطط الإسرائيلى، والبرنامج الإستيطاني القادم ومواجهة سياسة الترانسفير لحكومة اليمين المتطرف، واستعادة جوهر القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني وليست قضية إغاثية، وإعادة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية، والتوقف كليا عن الحسابات الضيقة، والصراعات على سلطة ما زالت تحت الإحتلال، أو وضع قضيتنا رهن المواقف الإقليمية والدولية، والإستفادة القصوى من نتائج لمصالحة العربية - العربية التي تمت في قمة الدوحة الأخيرة. طلعت الصفدى غزة – فلسطين |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |