المصري اليوم |
قال الدكتور على السمان، رئيس الاتحاد الدولى لحوار الثقافات، إن قطر تعد الممول الرئيسى للإرهاب فى مصر والداعم الأساسى له، وأن حدة التفجيرات مؤخرا ما هى إلا رد فعل طبيعى لهزيمة القاعدة فى سيناء، على يد القوات المسلحة، مشيرا إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسى ترك البلاد، فى العام الذى تولى فيه الحكم، ساحة مفتوحة للإرهابيين . والى نص الحوار:
كيف تقرأ التفجيرات المتعددة مؤخرا وهل نشهد تصعيدا خلال الأيام المقبلة؟
- ما يحدث من انفجارات فى أنحاء متفرقة، رد فعل طبيعى لهزيمة الجهاديين الساحقة على يد القوات المسلحة فى سيناء، فقد كبدهم الجيش المصرى، خسائر ضخمه سواء الجماعات الجهادية أو القاعدة، وكان متوقعا أن تفلت بعض الشراذم الى القاهرة والمحافظات للانتقام ولكنها تبقى عمليات ضعيفة للغايه رغم فداحتها، اذا ما قورنت بالضربات التى وجههت لهم، وخصوصا، تنظيم القاعدة، التى يبدو من العمليات الأخيرة أنها مسؤولة وضالعة
من طريقة تفجير مديرية أمن القاهرة، لأنه نفس منهجها الإرهابى.
هذا ما يقوله الإخوان فهل يبرئهم هذا التحليل؟
- أصبح مؤكدا الآن أنه لا يوجد فرق بين الإخوان وحلفائهم، من الجماعات الجهادية والقاعدة، فالهدف واحد حتى وإن تعددت المدارس، وكان التنفيذ بيد القاعدة، لأن الاتفاق والتنظيم يتم مع الإخوان فى الداخل ومع التنظيم العالمى فى الخارج.
هل تعتقد بوجود خلل فى المعلومات عن هذه الجماعات أدى إلى انتشارها؟
- لا على الإطلاق، فهناك تعاون بين كل الأجهزة الأمنية والمعلوماتية، وجهاز المخابرات العامة هو العقل الذى يغذى أجهزة الدولة العليا بالمعلومات التى تدعم حركتها، وإلا تصبح تلك الأجهزة كيانات بلا رؤية وغير قادرة على توجيه الضربات المطلوبة لأعداء الوطن وللإرهاب وأدواته ومنفذيه. أما جهاز المخابرات العسكرية فهو الذى يضع كل المعلومات التى تغذى وتفيد تحركات هذه القوات لضرب بؤرها فى وسط سيناء بالذات، ولكشف المعلومات المطلوبة عن رجال القاعدة والجهاديين وغيرهم من المجموعات التى عاثت فى الأرض فسادا.
واضح من حجم التفجيرات أن التمويل ضخم وحجم المتفجرات أيضا؟
- فى العام الذى تولى فيه مرسى الحكم، كانت البلاد ساحة مفتوحة للإرهابيين، ودخلت كميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات، وتعد قطر الممول الرئيس للإرهاب فى مصر فهى تضخ النسبة الأكبر من الأموال لدعم الإرهابيين وجزء آخر تتحمله تركيا وهو الجزء الأقل نسبيا نظرا للأوضاع الاقتصادية السيئة الآن فى تركيا.
إذا كانت قطر هى الممول الأول فلماذا كل هذا الصبر عليها؟
- لا تنسى أن قطر مدعومة بقوة من الولايات المتحدة الأمريكية، وعند الحديث عن قطر نحن لا نتحدث عنها وحدها، إنما نتحدث عن حليفتها القوية وهى أمريكا، ما يجعل الأمر ليس بالسهولة التى يعتقدها البعض، لذا يوجد تنسيق عربى بين الإمارات والسعودية للضغط السياسى على قطر وعدم توصلها لحل حتى الآن لا يعنى فشلها إنما يعنى أن الجهود مازالت تبذل، وأن مصر تحتاج إلى أن يكون الحل نتاج عمل عربى مشترك.
لكن الموقف الأمريكى مازال متعنتا خاصة بعد الإعلان مؤخرا عن قمة أفريقية أمريكية بدون مصر؟
- الموقف الأمريكى متغير بشدة، يهدأ ويعلو بين الحين والآخر، فهو فى صعود وهبوط ولا نستطيع القول إنه تغير فى الصالح المصرى أو إنه خف فى حدته لأنه أحيانا كذلك وأحيانا أخرى نلحظ حربا ضد مصر، وعلى ما يبدو فإن أمريكا منزعجة جدا من زيادة الانتصارات التى يحققها الجيش على الأرض ومنزعجة للغاية من تزايد شعبية الجيش والشرطة ومدى التعاون بينهما ومؤكد أنها منزعجة من شعبية السيسى، والإعلان عن عقد قمة أفريقية أمريكية بدون مصر هو رد فعل لشعبية السيسى.
ماذا يعنى وصول السيسى إلى الحكم هل مزيد من الاستقرار أم التفجيرات كرد فعل على وصوله للحكم؟
- موجة العنف مقررة مسبقا من قبل الإرهابيين سواء وصل السيسى إلى الحكم أو لم يصل، والمؤكد أن مجيئه سيمثل صدمة كبيرة لقوى الإرهاب، لأنهم سيشعرون بقبضة أكثر حزما ضدهم، رغم أن الرجل يقوم بدوره على أعلى مستوى فى حماية الوطن، ولكن وقتها سيكون لديه من الصلاحيات ما يجفف به منابع المال الذى يصل إليهم لتمويل عمليات التخريب وغيرها من خطط التصدى لهم. عموما السيسى الأصلح لهذا المنصب.
هل نتيجة الاستفتاء على الدستور أحد أسباب ازدياد العنف؟
- نتيجة الاستفتاء كانت انتصارا للشعب، الذى كان يعى أنه يحمل مسؤولية وشرف نعم لإنقاذ مستقبل البلد، والنتيجة الرقمية ٩٨.١% تعنى هزيمة الإرهاب والتطرف والعنف ويصبح من حق شعبنا أن ينعم بالاستقرار والأمان. وبنظرة فاحصة لديمغرافية التصويت نجد أن الإحصائيات والصور المنشورة وشاشات التليفزيون سجلت جميعا الحماس غير العادى للمرأة والفتاة المصرية وهى تقف فى صبر فى طابور التصويت وتطلق صيحات الابتهاج والزغاريد أما الصورة الثانية التى تستحق التسجيل فهى صورة المسنين وهم يتحاملون على أنفسهم للوصول إلى الصناديق.
وعلى كل حال يبقى حماس المرأة خلال يومى التصويت علامة مشرفة لن ننساها وستكون أيضا بمثابة شهادة استحقاق وجدارة تستوجب الاحترام الكبير والاعتراف بكامل حقوقها ويجب فى المرحلة القادمة أن نبحث عن الوسائل التشريعية التى تحمى المرأة.
ماذا بعد الاستفتاء و٢٥ يناير؟
- سنذهب غالب الأمر إلى انتخابات الرئاسة أولا، دعما لأولوية الاستقرار باختيار رئيس السلطة التنفيذية، قبل أن نذهب إلى الانتخابات البرلمانية، وحينما نتكلم عن انتخابات الرئاسة فلا شك أن هناك إجماعا، وإدارة شعبية لمطالبة الفريق عبدالفتاح السيسى بالترشح كرئيس الجمهورية ورغم أنى ألمحت إلى أننى أفضل أن يبقى الفريق السيسى وزيرا محصنا للدفاع ولكن من الواضح أن حملة التفويضات والجمعيات والمؤسسات التى تؤيد ترشحه قوية لدرجة يصعب مقاومتها، إذا فلنأخذ الجانب الإيجابى من ترشح السيسى والفرص المؤكدة لنجاحه فى الانتخابات.
ماذا يمكن للسيسى أن يحقق من طموحات شعبنا فى المرحلة القادمة؟
- نعرف عن هذا الرجل انه وقف بجرأة بجانب ثورة ٣٠ يونيو وواجه الكثير من المخاطر على يد النظام السابق أمام البيان التاريخى فى ٣ يوليو، وتحدى السلطة القائمة وقتها باختيار رئيس جديد هو رئيس المحكمة الدستورية العليا، التى اختارها النظام السابق عدوا لدودا له، وكل ذلك خلق منه قائدا أحبه الشعب وارتبط به كمنقذ له ولكن الآن إدارة الدولة تحتاج إلى مهارات أخرى ولنسأل انفسنا عن قدراته، فقد سبق وسألت نفسى هذا السؤال فإدارة الدولة ليست بالأمر السهل، وأسمح لنفسى أن أصارح الناس بما سمعته من الدوائر القريبة من الفريق السيسى عن قدراته فى الإدارة العليا وهى أولا قدرته على الاستماع إلى آراء كل من حوله تطبيقا لمبدأ ما خاب من استشار، وعموما أتوقع اتخاذ القرار قريبا فلم يعد السيسى يملك ترف رفض الإرادة الشعبية.
|
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |